مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الصيني يدعو الى تحقيق نتائج فعلية في قمة مجموعة العشرين

الرئيس الاميركي باراك اوباما يستمع الى نظيره الصيني في افتتاح قمة مجموعة العشرين في هانغتشو، 4 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

بدأ زعماء الدول الكبرى اجتماعهم الاحد في مسعى لانعاش الاقتصاد العالمي المتباطئ في حين دعا رئيس الصين شي جينبينغ الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين، الزعماء الى تحقيق نتائج فعلية وتجنب “الكلام غير المجدي”.

ورحب شي برؤساء الدول والحكومات في قمة مجموعة العشرين حيث صافحهم واحدا واحدا، وشد بشكل خاص على يد الرئيس الاميركي باراك اوباما وسط ابتسامات الزعيمين رغم الحادث البروتوكولي في بداية زيارة اوباما.

وفي قاعة المؤتمر الدائرية في هانغتشو – المدينة التي تشتهر بمناظرها الجميلة والتي خلت من سكانها في اطار الاجراءات الامنية – قال شي للزعماء ان قمة مجموعة العشرين “يجب ان تسعى الى العمل الحقيقي وليس مجرد الكلام غير المجدي”.

وتامل الصين في نجاح المؤتمر لتبرز كدولة واثقة وقوية مستعدة للاضطلاع بدورها على الساحة الدولية بما يناسب مكانتها كثاني اكبر اقتصاد في العالم.

واغلقت السلطات الاف المصانع لمنع تصاعد الدخان لتبدو السماء زرقاء صافية، كما شجعت السكان على مغادرة البلدة وقضاء عطلات مجانية، واعتقلت عشرات المنشقين لمنع حدوث اية اضطرابات.

ويجتمع في القمة ممثلون عن مجموعة العشرين التي تشكل 85% من اجمالي الناتج المحلي العالمي،وثلثي سكان العالم.

الا ان خبراء يتوقعون عدم توصل القمة الى نتائج حقيقية، حيث ان العالم لا يعاني حاليا من ازمة حادة تدفعهم الى تحدي المشاعر الشعبوية المتزايدة واتخاذ خطوات صعبة مثل تحرير التجارة لمعالجة اصعب القضايا العالمية.

ورغم ذلك الا ان القمة سبقتها موجة من النشاطات الدبلوماسية في الصين حول قضايا من بينها التغير المناخي والحرب في سوريا والتجارة الدولية.

وصادقت الصين والولايات المتحدة السبت على اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة مهمة للغاية في اتجاه تطبيق الاتفاقية التي تهدف الى الحد من التغير المناخي.

والاحد اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بكل من شي واوباما بعد حصوله شخصيا على وثائق المصادقة منهما، وقال انهما اتخذا “خطوة تاريخية” ودعا زعماء مجموعة العشرين الاخرين ان يفعلوا مثلهما.

– “على مدار الساعة” –

الاحد قالت واشنطن انها تقترب من التوصل الى اتفاق مع روسيا لوقف العنف في سوريا، حيث قال اوباما ان المفاوضين “يعملون على مدار الساعة”.

وصرح اوباما للصحافيين “ان هذه المسالة معقدة للغاية”.

وتدعم كل من موسكو وواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اذار/مارس 2011 قبل قمعها بالقوة وتحولها الى نزاع دام متشعب الاطراف.

وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في انهاء النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات وخلف اكثر من 290 الف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها الملايين على الفرار من البلاد ما ادى الى تدفق الالاف منهم الى اوروبا.

من ناحيته اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الاحد ان قدرة الاتحاد الاوروبي على استقبال اللاجئين “اقتربت من بلوغ حدودها” داعيا الاسرة الدولية الى تحمل حصتها من المسؤولية.

وقال توسك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان “قدرات اوروبا على استقبال موجات جديدة من المهاجرين فضلا عن المهاجرين الاقتصاديين غير الشرعيين اقتربت من بلوغ حدودها”.

وقال “وحده مجهود على الصعيد العالمي سيكون قادرا على تحقيق نتائج”، داعيا اعضاء مجموعة العشرين، بمن فيهم الصين، الى تحمل حصتهم من المسؤولية.

والاتحاد الاوروبي منقسم حول مسالة استقبال اللاجئين، بعد عام على قرار المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فتح ابواب بلادها امام المهاجرين.

ويعتبر العديد من البلدان الاوروبية ولا سيما في اوروبا الشرقية ان قرار ميركل كثف موجة الهجرة.

وقبل القمة حذر رئيس الوزراء الكندي من الحمائية والقومية “المنتشرة” وقال ان “بناء الجدران ليس هو الحل”.

وبشان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي اعرب يونكر عن معارضته اجراء اية مفاوضات تجارية بين بريطانيا وغيرها من الدول قبل خروجها من الاتحاد الاوروبي، فيما تستعد استراليا الى اجراء محادثات تجارية مع لندن.

وعقب التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست)، يتعين على لندن اعادة التفاوض على دخولها الى اسواق باقي دول العالم بما فيها اسواق الاتحاد الاوروبي.

وتعتبر هذه خطوة كبيرة جدا للبلد الذي يعتبر خامس اكبر اقتصاد في العالم.

وقال يونكر للصحافيين “لا احب فكرة تفاوض دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي على اتفاقيات تجارة حرة”.

وجاءت تصريحات يونكر بعد ان صرح رئيس وزراء استراليا مالكولم تيرنبول انه يستعد لاطلاق محادثات مع نظيرته البريطانية تيريزا ماي حول التجارة الحرة في اول محادثات من نوعها منذ التصويت على البريكست

– قضايا خلافية –

مع اجتماع زعماء العالم على اراضيها، تحرص بكين على تجنب مناقشة مسالة بحر الصين الجنوبي – الذي اقامت عليه جزرا صناعية ومرافق من بينها مدرجات طيران – يمكن ان تلقي بظلالها على القمة.

الا ان البيت الابيض قال ان اوباما وتشي “تحدثا بصراحة” السبت حول مسالة قرار المحكمة الدولية بشان قانونية مزاعم بكين باحقيتها في تلك المياه.

ورغم ان الصين تسعى الى ان تمر القمة دون اية مشاكل، الا ان مشاحنات وقعت بين مسؤولين اميركيين ومسؤولي المطار في الصين.

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان المشاحنات التي وقعت بين مسؤولين اميركيين وصينيين في مطار هانغتشو، تظهر الفجوة بين البلدين ازاء التعاطي مع حقوق الانسان وحرية الصحافة.

وتسبب مسؤولون حكوميون صينيون في المطار بمشكلة لمستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس وغيرها من المسؤولين الاميركيين بشان التغطية الصحافية لوصول اوباما الى مدينة هانغتشو للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.

واثناء الحادثة صاح احد المسؤولين الصينيين في وجه المسؤولين الاميركيين اثناء محاولتهم مساعدة الصحافيين الاميركيين في ترتيبات تصوير وصول اوباما “هذه بلادنا، وهذا مطارنا”.

وتفرض الصين ضوابط شديدة على الصحافة وتراقب باستمرار التغطية الصحافية لمسائل تعتبرها حساسة او تمس بصورة البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية