مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس منظمة الفرنكوفونية

الرواندية لويز موشيكيكوابو في نيويورك في 25 أيلول/سبتمبر 2018 afp_tickers

اختارت المنظمة الدولية للفرنكوفونية الجمعة الرواندية لويز موشيكيوابو أمينة عامة خلفا للكندية ميكايل جان، في خطوة كرست انتصار إفريقيا وفرنسا، وذلك رغم الانتقادات والتشكيك في ما يمكن لرواندا أن تفعله في مجال الدفاع عن اللغة الفرنسية والحقوق الأساسية.

وعينت وزيرة الخارجية الرواندية موشيكيوابو أمينة عامة لمنظمة الفرنكوفونية بتوافق الأعضاء خلال اجتماع مغلق في اليوم الأخير من قمة الفرنكفونية في يريفان.

وبدا تعيين موشيكويوابو مؤكدا بعدما خسرت الأمينة العامة المنتهية ولايتها أهم مؤيدين لها هما كندا وكيبك، الركنان الأساسيان للفرنكوفونية وثاني أكبر ممولي المنظمة. وقد اضطرا للتخلّي عن تأييد جان إزاء تزايد الأصوات المؤيدة لرئاسة رواندية.

وأعلن ترشيح موشيكويوابو في فرنسا، أول ممول للمنظمة في مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الرواندي بول كاغامي، ما دفع كثيرين الى القول إن اختيارها كان ملفا أعدته وقادته باريس. وحصلت موشيكويوابو بعد ذلك على دعم دول الاتحاد الإفريقي الذي يترأسه هذه السنة كاغامي.

ونجحت هذه الحملة الدبلوماسية في الإتيان بموشيكويوابو على رغم انتقادات لرواندا باعتماد سياسة تتعارض مع ميثاق المنظمة الدولية للفرنكوفونية الذي جعل من “دعم حقوق الانسان” إحدى المهام الأولى للفرنكوفونية.

وتقول منظمة مراسلون بلا حدود إن رواندا تمارس “الرقابة والتهديد والتوقيف والاغتيال” بحق الصحافيين الذين يتجرأون على التنديد بتسلط قادتها. وبول كاغامي موجود على رأس الدولة لولاية ثالثة حصل عليها بأصوات بلغت نسبتها 98 في المئة. وقد غيّر كاغامي الدستور ليتمكن من البقاء في السلطة حتى العام 2034.

كما طالت الانتقادات اللغة. فقد استبدلت رواندا في 2008 الانكليزية بالفرنسية كلغة إلزامية في المدارس، قبل ان تنضم الى الكومنولث. وبعد ذلك بعام، أعلن الرئيس الرواندي بالانكليزية في أيار/مايو 2009 من باريس ترشيح وزيرة خارجيته للمنصب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي السابق بيار أندريه فيلتزر الذي شغل منصب وزير التعاون والفرنكوفونية بين 2002 و2004، إن رواندا “تقود منذ سنوات سياسة معادية للغة الفرنسية”، مضيفا أن “اقتراح وزير رواندية اليوم لإدارة منظمة الفرنكوفونية رسالة سلبية لكل الفرنكوفونيين في العالم”.

وأضاف لوكالة فرانس برس “رواندا بعيدة جدا عن أن يكون لها نظام سياسي يحترم الحريات الفردية والسياسية، في حين ان ميثاق الفرنكوفونية يضع هذه المبادىء على رأس قيمه الأساسية”.

– “تسويات صغيرة” –

وألقت ميكايل جان الخميس في اليوم الأول للقمة كلمة نددت فيها ب”التسويات الصغيرة بين الدول” من دون أن تذكر منظمة الفرنكوفونية. وتساءلت “هل نحن مستعدون لنقبل بأن يتم استخدام المنظمات الدولية لغايات فئوية؟”.

وكانت موشيكوابو ردت أخيرا على سؤال لوكالة فرانس برس منددة بإلصاق صفات برواندا غير صحيحة، وقائلة إن “غالبية الروانديين راضون عن النظام الديموقراطي” في بلادهم.

ويكرس تعيين موشيكوابو أمينة عامة للمنظمة “عودة” القارة الإفريقية على رأس المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي كانت دائما تحت إدارة أفارقة قبل أن تتولاها الكندية جان.

وستمثل إفريقيا التي تضم 27 من الدول ال54 الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، 85 بالمئة من الناطقين كليا أو جزئيا باللغة الفرنسية في 2050، من إجمالي 700 مليون حينها، مقابل 274 مليونا حاليا، بحسب منظمة الفرنكوفونية.

ويكرس فوز رواندا، البلد المتعدد اللغات، استراتيجية إيمانويل ماكرون الذي يقول إنه يريد ان يدافع عن الفرنسية من دون أن يعادي اللغات الأخرى. وقال في خطابه الخميس “المعركة الأساسية من أجل لغتنا هي معركة لتعدد اللغات (…) الفرنسية أصبحت لغة عالمية، لا تحطم اللغات الأخرى بل تتغذى منها”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية