مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الروس والصينيون يدعمون نهوض القطاع السياحي في الشرق الاوسط

يتاملان جناح جزر السيشيل في معرض مدريد السياحي في 17 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

دعم الصينيون والروس العام 2017 نهوض القطاع السياحي في الشرق الاوسط بعد ان سجل العام 2016 نتائج سيئة في حين ان السياح الاوروبيين لا يزالون مترددين وقلقين حيال الاوضاع الامنية وانعدام الاستقرار السياسي في المنطقة.

بحسب حصيلة منظمة السياحة العالمية، جذب الشرق الاوسط 58 مليون سائح اجنبي في 2017 اي اكثر ب4,8% من العام 2016.

وفي 2016 تراجعت السياحة 2,4% بسبب الاعتداءات الجهادية التي وقعت في تونس ومصر وتركيا واستهدفت معالم سياحية.

وقال التونسي جلال قاسمي المسؤول عن وكالة غرانادا ترافل سيرفيسز للسفر في المعرض العالمي للسياحة الذي ينظم هذا الاسبوع في مدريد “مع الوقت ينسى الناس الاحداث ويعودون”.

وباتت دول الشرق الاوسط تحدد اهدافا طموحة مستندة الى ثلاث ركائز اساسية لجذب زبائنها وهي روسيا والصين والسياح من الدول المجاورة.

وحذر ماركوس لي رئيس مجلس ادارة ويلكوم تشاينا التي تنضوي تحت مجموعة اي سي اي اف، التي تضم 11 الف شركة في القطاع انه بالنسبة الى السياح الصينيين، يجب الا نعتمد على النجاحات السابقة.

واوضح انه عندما يجب اختيار وجهة فان الصينيين يعطون اولوية للمسائل الامنية والمطالب المتعلقة بتأشيرات الدخول ويعربون عن القلق للرحلات الجوية غير الكافية مع دول الشرق الاوسط.

لكن سلوكهم تغير خصوصا مع زيادة اسفارهم وقدراتهم الشرائية. وقال لي “قبل عقدين مثلا عندما كان الصينيون يزورون اوروبا كانوا يريدون زيارة 10 بلدان في 10 ايام. ولم يعد الامر كذلك اليوم وبتنا الان نركز على بلد واحد لعشرة ايام”.

– سوق عربية في مصر –

ومصر (+55% في 2017) التي بات رئيسها عبد الفتاح السيسي منذ 2014، هي خير مثال على تغير جنسيات السياح.

في العام 2010 قبل الثورة التي اطاحت الرئيس حسني مبارك “كانت السوق الاوروبية التي تشمل روسيا تمثل حوالى 80% من السياح. اما الان فباتت النسبة 52%” كما قال مدير الهيئة المصرية للسياحة هشام الدميري في معرض مدريد.

واضاف “كانت الهند والصين تساهم بنسبة 5% في 2010 وباتت الان تساهم باكثر من 12%”. والسوق من الدول العربية ارتفعت نسبتها من 15 الى 30%”.

اما تركيا فيأمل رئيسها رجب طيب اردوغان ان تترك بلاده وراءها نهائيا آثار الاعتداءات وانعدام الاستقرار السياسي جراء محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016 او حملة التطهير التي اعقبتها.

وعدد السياح الذي تراجع بنسبة الثلث في 2016 زاد العام الماضي 33%. وفي 2018 تأمل البلاد في ان يزورها 40 مليون سائح.

وتعتمد انقرة على السياح الروس – اول جنسية للسياح في 2017 – وايضا القادمين من جورجيا وبلغاريا وايران واوكرانيا.

لكن نوعية الزوار القادمين من هذه الدول “تفيد بانهم لا ينفقون الكثير من المال على اي حال لا ينفقون كاوروبي او اميركي” كما قال لفرانس برس احمد اوكي المسؤول عن وكالة غوستو توريزمو للسفر.

من جهته قال باريس اوشكار مساعد مدير المبيعات في شبكة فنادق تايتانيك ان سوقها الرئيسية المؤلفة من زبائن اميركيين واوروبيين تراجعت ب25 الى 30% في 2017. وزادت نسبة السوق من الشرق الاوسط ما سمح لانشطتها بان تبقى مستقرة.

وتتفق وكالات السفر في تونس على ان الروس والصينيين وبدرجة اقل الفرنسيين عادوا باعداد كبيرة الى البلاد حيث زاد عدد السياح 23% العام الماضي.

لكن الاسبان يرون ان “الهدف لعام 2018 هو استعادة كل الاسواق التقليدية اي فرنسا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا” بحسب جلال قاسمي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية