مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرياض وحلفاؤها مستمرون في مقاطعة قطر ويأسفون لردها “السلبي”

وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة (يسار)، وزير خارجية السعوديةعادل الجبير (ثاني يسار) وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان (الثاني يمين) ووزير خارجية مصر سامح شكري (يمين) في القاهرة في 5 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

أعلنت السعودية ومصر والامارات والبحرين الاربعاء استمرار مقاطعتها لقطر معربة عن اسفها لردها “السلبي” على مطالبها لانهاء هذه المقاطعة التي وصفتها الدوحة بانها “غير واقعية”.

وفي ختام اجتماع عقدوه في القاهرة أكد وزراء خارجية السعودية ومصر والامارات والبحرين انهم يعربون عن “الأسف لما أظهره الرد السلبي من دولة قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة و(مع مطالب) إعادة النظر في السياسات والممارسات، بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف”.

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان “المقاطعة ستستمر” لقطر مشيرا الى احتمال اتخاذ اجراءات أخرى مستقبلا اذا اصرت قطر على موقفها الرافض لمطالب الدول الأربع.

واضاف “سنتخذ (المزيد من) الخطوات في الوقت المناسب”.

وفي بيان صدر في ختام الاجتماع وتلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعربت الدول الأربع عن “الأسف لما أظهره الرد السلبي من دولة قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة و(مع مطالب) إعادة النظر في السياسات والممارسات، بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف”.

واعتبر البيان ان المطالب المقدمة لقطر جاءت في إطار “المبادئ” التي وضعتها الدول الأربع لمكافحة الارهاب “وتوفير الظروف الملائمة” لحل الأزمات الاقليمية.

وشدد الوزراء الأربعة على انه “لم يعد من الممكن التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم به قطر” وأن “الوقت حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته” في مكافحة الارهاب و”أي جهة” متورطة في دعمه.

واكد الوزراء انهم “اتفقوا على متابعة الموقف وعقد اجتماعهم المقبل في المنامة”.

في الخامس من حزيران/يونيو، قطعت هذه الدول علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية متهمة الدوحة بدعم مجموعات “ارهابية” واخذة عليها التقارب مع إيران. لكن الدوحة التي تضم اكبر قاعدة جوية اميركية في الشرق الاوسط، نفت مرارا الاتهامات بدعم الارهاب.

وتقدمت الدول الأربع بمجموعة من المطالب لاعادة العلاقات مع قطر، بينها غلق القاعدة العسكرية التركية في قطر وتخفيض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة “الجزيرة”. وقدمت قطر الاثنين ردها الرسمي على المطالب الى الكويت التي تتوسط بين أطراف الأزمة الدبلوماسية قبل يوم من انتهاء المهلة التي منحت للإمارة الغنية بالغاز للرد على المطالب ال13.

– دعوة الى الحوار –

ومن لندن وجه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعوة الى الحوار لحل الأزمة الدبلوماسية الخليجية.

ودعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية أجراها بعد ظهر الاربعاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فيما كان الوزراء مجتمعين في العاصمة المصرية، الى “مفاوضات بناءة” لحل الأزمة، بحسب بيان للبيت الابيض.

وقال البيان ان ترامب تحدث مع السيسي حول “الأزمة الحالية بين قطر وجيرانها العرب ودعا كل الاطراف الى مفاوضات بناءة” لحلها.

وشدد ترامب على “ضرورة ان تفي كل الدول بما التزمت به في مؤتمر الرياض بشأن وقف تمويل الارهاب ومكافحة الفكر المتطرف”.

شارك ترامب في 22 أيار/مايو في قمة عربية إسلامية أميركية في الرياض اختتمت باعلان “شراكة وثيقة” بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة “لمواجهة التطرف والإرهاب”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في اتصال هاتفي بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح “تاييد الولايات المتحدة لجهوده” في التوصل إلى حل للأزمة.

ووصل إلى الكويت الأربعاء، مدير الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان لاجراء محادثات حول الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين.

وصل فيلتمان الى الكويت قادما من الامارات العربية وسوف يتوجه الى الدوحة لاحقا هذا الاسبوع.

وفي برلين قال وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل “نحن سعيدون لالتزام (وزير الخارجية الاميركي) والكويتيين على مساهماتهم الحاسمة” في جهود حل النزاع.

واضاف في بيان انه “يعود الآن الى الاطراف المعنية الدخول في عملية تفاوضية” لحل الازمة.

وفي لندن، قال آل ثاني في كلمة امام معهد تشاتام هاوس أن “قطر تواصل الدعوة الى الحوار”، مضيفا “نحن نرحب بأية جهود جدية لحل خلافاتنا مع جيراننا” إلا أنه أكد “لا نقبل التدخل في شؤوننا”. واتهم السعودية والدول الحليفة لها في المنطقة ب”المطالبة بالتخلي عن سيادتنا كثمن لإنهاء الحصار”.

– “غير واقعية” –

رغم انه لم يتم الكشف عن فحوى رد الدوحة، الا ان تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تشير الى رفضها تنفيذ المطالب.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني سيغمار غابريال في الدوحة الثلاثاء ان “اللائحة غير واقعية” وغير قابلة للتطبيق. واضاف ان الشروط التي تشملها “لا تتعلق بالارهاب بل بقمع حرية التعبير”.

كما ذكر ان رد بلاده جاء “في الإطار العام لمبادئ حفظ السيادة (…) وعدم التدخل في شؤون الدول وفي إطار القانون الدولي”، مشددا على ان قطر “ملتزمة التزاما كاملا” بمكافحة الارهاب.

وعشية اجتماع القاهرة، حذرت ابوظبي مجددا من “فراق” مع قطر التي تعتمد، منذ إغلاق الدول الاربع للمنافذ البحرية والجوية والبرية أمامها، على ايران وتركيا في وارداتها الغذائية.

وفي خضم الازمة، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، عزمها زيادة انتاجها من الغاز بنسبة 30%.

ويصل انتاج قطر الحالي الى 77 مليون طن في السنة. وهذه الزيادة سترفع مستويات الانتاج الى ما يوازي ستة ملايين برميل في اليوم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية