مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعودية تتهم ايران بافشال مساعي السلام في اليمن

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في 26 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

حملت السعودية ايران الاحد مسؤولية فشل مساعي السلام في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا في مواجهة المتمردين الحوثيين، مجددة اتهام طهران بتغذية النزاع في هذا البلد الفقير عبر ارسال السلاح.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في افتتاح مؤتمر لوزراء خارجية ورؤساء اركان الدول الاعضاء في التحالف العسكري في الرياض “ما كان لهذه الميليشيات الاستمرار في ممارساتها لولا دعم الراعي الاكبر للارهاب في العالم، النظام الايراني”.

واضاف ان ايران “تهرب السلاح للحوثي و(انصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله) صالح (…) كما تهدم كل مساعي الحل في اليمن ما أدى الى فشل كل المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية وهذه الميليشيات”.

يشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.

وتنفي طهران الاتهامات الموجهة لها بارسال السلاح الى المتمردين الحوثيين.

وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح بحسب ارقام الامم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وازمة غذائية كبرى.

وفشلت عدة جولات حوار برعاية الامم المتحدة في التوصل الى حل للنزاع في البلد الافقر في شبه الجزيرة العربية. والمفاوضات السياسية متوقفة منذ اشهر طويلة.

لكن وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافي قال رغم ذلك في كلمته في افتتاح مؤتمر التحالف “أعلنا ونعلن مجددا ان أيدينا ممدودة للسلام ونحن مستعدون للبدء في اجراءات بناء الثقة متى ما كان الطرف الاخر مستعدا للسلام”.

وفي وقت تحذر منظمات انسانية دولية من كارثة غذائية وصحية في اليمن، رأى المخلافي ان الحوثيين “يسعون بشكل دؤوب لتحويل ازمة اليمن من قضية سياسية وحقوقية (…) الى ازمة انسانية وذلك لتحقيق مآرب سياسية وحشد الراي العام العالمي ضد التحالف”.

ودعا المجتمع الدولي الى “وضع ايران امام خيارين: اما ان تأمر وكلاءها بوقف الحرب والذهاب الى مفاوضات جادة، او ان تواجه (…) ضغوطا حقيقية”، معتبرا ان مشروع طهران في اليمن “طائفي”.

وفي موازاة توقف المفاوضات، تراجعت حدة المعارك على الارض خلال الاشهر الاخيرة.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان امام المؤتمر ان الحكومة اليمنية “استعادت السيطرة على 85 بالمئة من مساحة البلاد”.

ويذكر ان الحوثيين لا يزالون يسيطرون، الى جانب صنعاء، على مناطق شاسعة في شمال اليمن وفي مناطقه الغربية على ساحل البحر الاحمر، كما في بعض مناطق الوسط والجنوب.

ويضم “تحالف دعم الشرعية في اليمن” 13 دولة هي الى جانب السعودية واليمن، دولة الإمارات العربية المتحدة والاردن والبحرين ومصر وباكستان وجيبوتي والسودان والسنغال والكويت والمغرب وماليزيا.

وتتهم منظمات حقوقية التحالف بالتسبب بمقتل مئات المدنيين وبينهم أطفال ونساء في الغارات التي تشنها طائراته ضد اهداف للمتمردين.

وقال البنيان ان عمليات التحالف “تنفذ بكل احترافية متوخين الدقة حماية للمدنيين بما يتفق مع القانون الدولي والانساني”، مشيرا الى انه يجري “تطوير قواعد الاشتباك وفقا للدروس المستفادة من التحقيقات”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية