مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعودية تعترض صاروخا فوق الرياض بعد نحو ألف يوم من دخولها النزاع اليمني

منظومة صواريخ من نوع باتريوت الاميركية الصنع في كوريا الجنوبية في صورة تعود الى الخامس والعشرين من ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

بعد مرور نحو ألف يوم على التدخل السعودي في النزاع اليمني، اعترضت القوات السعودية الثلاثاء صاروخا بالستيا فوق الرياض تبنى اطلاقه المتمردون الحوثيون، معلنين أنه كان يستهدف قصر اليمامة، المقر الرسمي للعاهل السعودي.

وسارعت الرياض الى القول ان الصاروخ “ايراني-حوثي”، بعد أيام من اتهام واشنطن طهران بتصنيع صاروخ تم اعتراضه فوق العاصمة السعودية أيضا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

لكن البنتاغون امتنع الثلاثاء عن اتهام ايران مؤكدا التعاون مع السعوديين لتحديد ما جرى بدقة.

وينذر اطلاق الصاروخ بتصعيد جديد في النزاع اليمني من جهة، وفي الخصومة بين ايران والسعودية.

وذكرت مراسلة وكالة فرانس برس في الرياض ان دوي انفجار قوي سمع في أرجاء العاصمة عند نحو الساعة 10,50 ت غ، قبل وقت قصير من الكشف عن الموازنة العامة السعودية للعام المقبل والتي عادة ما يعلنها الملك من قصر اليمامة.

وقال طوماس كومبيكان الذي يعمل موظفا في مبنى قريب من موقع اعتراض الصاروخ “كنت في مكتبي حين سمعت دويا قويا. وبعد نحو 30 الى 45 ثانية سمعت صوتا قويا آخر. صعدت الى سطح المبنى ورأيت (…) دخانا أبيض”.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر 2014.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وجاء اعتراض الصاروخ الثلاثاء في وقت كانت الانظار متجهة نحو الرياض حيث من المقرر ان يعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الموازنة.

– اجتماع موسع –

في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية، أوضح المتحدث الرسمي لقوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي أنه في ظهر اليوم الثلاثاء “رصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي انطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة”.

وأفاد أن الصاروخ “كان باتجاه مناطق سكنية مأهولة بالسكان بمنطقة الرياض، وتم (…) اعتراضه وتدميره جنوب الرياض دون وقوع أي خسائر”.

وأكد من جهته مركز التواصل الدولي في وزارة الاعلام في حسابه على تويتر ان الصاروخ “ايراني-حوثي”.

في مقابل ذلك، كتبت قناة “المسيرة” اليمنية المؤيدة للمتمردين في حسابها على تويتر ان “القوة الصاروخية (للحوثيين) تعلن إطلاق صاروخ بركان تو اتش البالستي على قصر اليمامة في الرياض”.

واضافت ان “هدف الصاروخ البالستي اجتماع موسع لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة”.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبنى المتمردون الحوثيون اطلاق صاروخ بالستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومترا واستهدف مطار الرياض. وجرى اعتراض الصاروخ فوق المطار وكانت هذه المرة الاولى التي يصل فيها صاروخ اطلق من اليمن الى هذه المسافة داخل السعودية.

وبعيد اعتراض الصاروخ، فرض التحالف العسكري حصارا شاملا على اليمن لنحو ثلاثة اسابيع. واتهمت الرياض وواشنطن ايران بالوقوف خلف الهجوم وقالتا ان الصاروخ “من صنع ايراني”، وهو اتهام نفته طهران.

وجدد التحالف الثلاثاء اتهام طهران بدعم المتمردين.

وقال المالكي في بيانه الذي نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية ان “السيطرة على الأسلحة البالستية ذات التصنيع الإيراني من قبل المنظمات الإرهابية ومنها الميليشيا الحوثية المسلحة المدعومة من إيران يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي”.

واعتبر ان “استمرار المليشيات في استهداف المدن بالصواريخ الباليستية دليل واضح على استمرار المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في استخدام المنافذ المستخدمة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية”.

وسبق وان هدد المتمردون في اليمن بقصف العاصمة السعودية وأبوظبي، شركة الرياض في التحالف العسكري، ردا على الحصار الشهر الماضي.

وبعيد اطلاق الصاروخ الثلاثاء، قال المتمردون في بيان نشرته قناة “المسيرة” على موقعها “ما بعد صمود ألف يوم مرحلةُ مغايرة لما قبل”، مضيفين ان “قصور النظام السعودي (…) وكافة المنشآت العسكرية والنفطية في مرمى صواريخنا”.

وقال من جهته زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي “في مقابل ألف يوم من القصف بالأسلحة المحرمة دولياً، كان هناك ألف يوم من الصمود أثبت خلاله شعبنا أن إرادته لن تنكسر”، بحسب خطاب بثته “المسيرة”.

وأضاف “بعد ألف يوم، شعبنا اليوم تصل صواريخه البالستية إلى وسط الرياض وإلى قصر حكمهم”.

– مواجهات قرب الحديدة –

ودان الاردن في بيان الثلاثاء استهداف الرياض بصاروخ بالستي واعتبره “عملا عدوانيا مرفوضا”. ودعت مصر الى “محاسبة من يثبت تورطه في هذه الإعتداءات”، بينما قالت البحرين ان الهجوم “يؤكد تمامًا الدور السلبي والخطير الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لهذه الميلشيات الانقلابية”.

تسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ اذار/مارس 2015 واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.

كما ندد المنسق الانساني الأممي في اليمن جيمي ماكغولدريك في مؤتمر صحافي الثلاثاء بأن “اربعة ملايين طفل لا يسعهم تلقي تعليم جيد ودخول مدارس جيدة”.

وفي الرابع من كانون الاول/ديسمبر قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين بعد أيام على انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما قامت القوات الحكومية على اثر ذلك باطلاق حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

وتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تضم ميناء يشكل نقطة رئيسية لوصول المساعدات الانسانية.

وذكرت مصادر في القوات الحكومية لفرانس برس ان مواجهات جديدة دارت الاثنين والثلاثاء قرب الحديدة. وقالت ان 23 متمردا قتلوا في هذه المواجهات، بينما قتل تسعة عناصر في القوات الحكومية في انفجار عبوة ناسفة زرعت على الطريق الرابط بين المخا والخوخة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية