مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعودية تفتح أبوابها للسياحة في بداية 2018

تفتح السعودية أبوابها للسائحين الأجانب بدءا من الربع الاول من العام المقبل، في خطوة تشكل ركيزة أساسية في التحول الاقتصادي في المملكة التي لطالما اقتصرت السياحة فيها على الحج والعمرة.

وياتي القرار ليستكمل سلسلة الخطوات الاصلاحية الاخيرة التي اتخذتها السعودية لتنويع اقتصادها ووقف الارتهان للنفط. كما انه يمثل امتدادا للانفتاح الاجتماعي الذي تشهده المملكة المحافظة.

وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاثنين ان “كل الموافقات الحكومية” تمت “ونحن فقط الان نعد اللوائح المنظمة، من يحصل على التأشيرة وكيف يحصل عليها”.

وأضاف الامير سلطان وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان أن “التأشيرات السياحية ستبدأ (الصدور) في الربع الأول من 2018 (…) وستكون الكترونية (…) وتشمل جميع الدول المتاح لها زيارة السعودية”.

وكانت السلطات السعودية أعلنت في نهاية تشرين الاول/اكتوبر أنها ستباشر “قريبا” اصدار تأشيرات سياحية، وسط سعي المملكة المحافظة الى جذب الزوار الاجانب، في محاولة لتنويع اقتصادها المرتهن للنفط.

وبمعزل عن ملايين المسلمين الذين يسافرون الى السعودية للحج، يواجه غالبية الزوار عملية شاقة لاصدار التأشيرات ويدفعون رسوما باهظة لدخول المملكة.

وتمنح السعودية حاليا تأشيرة زيارة لغرض السياحة لعدد محدد من الدول، تتضمن مجموعة كبيرة من القيود، بينها ضرورة التقدم بالطلب عن طريق شركة معتمدة، وان تكون الاقامة تحت رعاية جهة مرخصة، وان يأتي السائحون ضمن مجموعات بحيث لا تقل كل مجموعة عن أربعة أشخاص.

وأوضح الامير سلطان ان ثمن التأشيرة السياحية لم يحدد بعد، لكنه أكد انه سيكون “بأقل قدر ممكن لاعتقادنا ان الاثر الاقتصادي المتراكم أكثر من قيمة التأشيرة النقدي، فأثرها سيكون في الباقات والجولات السياحية والفنادق والاستهلاك وغيرها”.

– “لا نريدها بأي ثمن” –

على الرغم من ان السعودية غنية بالمواقع الطبيعية ولا سيما الصحراوية، الا انه نادرا ما ينظر اليها على انها مقصد سياحي. ويمنع الاختلاط بين الجنسين وبيع واستهلاك الكحول في المملكة التي تعتبر أحد أكثر البلدان المحافظة.

الا ان السلطات السعودية سعت في الاشهر الاخيرة الى اظهار صورة معتدلة للبلاد عبر سلسلة من الاصلاحات، كان ابرزها قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة بدءا من حزيران/يونيو المقبل، واعادة فتح دور السينما بداية 2018.

وخلال الاشهر الماضية، سمحت السعودية بحفلات غنائية، وبتنظيم معارض كانت ممنوعة، ومهرجانات ثقافية، واحتفالات مختلطة باليوم الوطني. ويبدو ان الاجراءات تهدف الى وضع المملكة في موقع مناسب لجذب استثمارات اجنبية هي بأمس الحاجة اليها مع تراجع اسعار النفط.

واوضح الامير سلطان ان هناك معايير يتوجب على السائحين الالتزام بها خلال زيارة المملكة التي تفرض على النساء ارتداء العباءة السوداء.

وقال “ثقافتنا وقيمنا المحلية لا نريد ان نخسرها او نتنازل عنها، هذه سياسة واضحة للمملكة”، مشددا على استمرار عدم السماح بادخال واستهلاك وبيع المشروبات الكحولية.

وتابع “هذا أمر محسوم بالنسبة لنا وليس في الحسبان. نحن بلد الحرمين الشريفين، بلد الاسلام، لا يمكن التنازل عن هذه الميزة الهائلة على المستوى العالمي والانساني من اجل تكثيف ارقام السياحة”.

ورأى الامير ان السائحين يأتون حتى يعيشوا “تجربة السعودية (…). هناك بلا شك حدود كأي بلد اخر ضمن اطار عام للأدب والمظهر العام، ونحن لا نريد السياحة ان تأتي بأي ثمن”.

والاستثمار في السياحة ركن أسياسي في “رؤية 2030″، الخطة الاقتصادية الاصلاحية التي طرحها ولي العهد الشاب الامير محمد بن سلمان في 2016.

ومنذ اطلاق الخطة، اعلنت السعودية عن مشاريع سياحية ضخمة، بينها مشروع بناء منطقة اقتصادية وسياحية وترفيهية ضخمة في شمال غرب البلاد تحت مسمى “نيوم” باستثمارات بقيمة 500 مليار دولار.

وقال الامير سلطان “المملكة كنز كبير جدا، الناس لا تعرف عنها الا في اضيق الحدود”، مضيفا “لدينا محتوى هائل تتمناه اي دولة، جبال وشواطئ واكثر من 1300 جزيرة على حدود البحر الاحمر”.

وتابع “نحن لسنا تجار نفط فقط”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية