مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السلطات الروسية تحاكم 86 ناشطا من تتار القرم في يوم واحد

امرأة تحمل علم التتار في ساحة الاستقلال في كييف خلال احياء الذكرى ال72 لترحيل الاتحاد السوفياتي للتتار afp_tickers

بدأت السلطات الروسية الاثنين في القرم التي ضمتها محاكمة 86 شخصا من التتار قاموا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باحتجاجات فردية ضد الحكم الروسي، بحسب ما افاد زعيم محلي ومنظمات حقوقية.

ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان هذه المحاكمات بانها “حملة وقحة”، مشددة على ان الاحتجاجات كانت “قانونية بالكامل”.

والتتار جماعة عرقية من السكان الأصليين للقرم الذين يتحدثون التركية ويدينون بالاسلام، وقد قام الديكتاتور السوفياتي الراحل جوزيف ستالين بترحيلهم قبل ان يبدأوا بالعودة الى بلادهم عام 1990 في ظل الحكم الاوكراني.

وعارض التتار ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 ما دفع السلطات الروسية الى حظر مؤسساتهم واعلامهم المستقل.

وقال زعيم تتار القرم ناريمان جليال لفرانس برس ان 86 شخصا ينتمون الى هذه الجماعة الاتنية المسلمة يحاكمون بعد قيامهم باحتجاجات سياسية.

واكد المحامي الحقوقي اميل مورتبدينوف الارقام وقال ان “السلطات ضمّت في مجموعة واحدة كل الذين خرجوا في احتجاجات فردية في مناطق مختلفة في القرم وفي غالبية القضايا هم لا يعرفون بعضهم البعض”.

واعتبر جليال نائب رئيس مجلس التتار المحظور لفرانس ان المحاكمات تهدف الى “معاقبة الناس الذين امتلكوا شجاعة التعبير عن رأيهم”.

وقال انه حتى الآن تم الانتهاء من 10 محاكمات وتغريم الناشطين ما يصل الى 15 الف روبل (256 دولار).

واتهم جليال المحاكم باصدار احكام معدة سلفا، وفي احدى الجلسات شاهد القاضي يقرأ الاسم الخطأ خلال تلاوة الحكم.

وافادت جماعة تضامن القرم التي تضم ناشطين الى ان المحاكمات مستمرة في خمس مدن وبلدات منها العاصمة الاقليمية سيمفيروبل.

وكان مجموعة من الناشطين التتار قاموا في 14 تشرين الاول/اكتوبر باحتجاجات فردية في اماكن متعددة على جوانب الطرقات في شبه الجزيرة وهم يرفعون لافتات تحمل شعارات “تتار القرم ليسوا ارهابيين” و”اوقفوا الاساءة الى شعبنا” و”الحرية للسجناء السياسيين”.

وجاءت هذه الاحتجاجات بعد موجة اخيرة من الاعتقالات وتفتيش البيوت تستهدف تتار القرم.

ويسمح القانون الروسي للاشخاص ان يقوموا بتظاهرات دون اعلام السلطات فقط في حال كان ذلك بشكل منفرد، اي ان يتظاهر الشخص وحده دون مشاركة احد.

لكن جليال اشار الى انه في هذه الحالة تم اتهام الناشطين بالاحتجاج يشكل منظم ومشترك وتاليا “اساءة استخدام حقهم” بالاحتجاج الفردي.

وكتبت الناطقة باسم الخارجية الاوكرانية ماريانا بيتسا على تويتر ان كييف “تستنكر بشكل قاطع محاكم الكنغارو في القرم المحتلة”. واضافت ان روسيا هدفت الى “كسر وقمع وتدمير السكان الأصليين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية