مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشرطة التايلاندية تستخدم خراطيم المياه لتفريق متظاهرين في بانكوك

متظاهرون يستخدمون المظلات لحماية أنفسهم من المطر خلال التظاهرات في بانكوك بتاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2020 afp_tickers

استخدمت الشرطة التايلاندية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في بانكوك الجمعة، حيث تحدّى الناشطون المدافعون عن الديموقراطية لليلة الثانية على التوالي مرسوما طارئا يحظر التجمّع.

وهتف نحو ألفي متظاهر لصالح الإفراج عن ناشطين موقوفين وبشعارات مناهضة لرئيس الوزراء برايوت تشان-أو-تشا في حي مركز التسوق الرئيسي في العاصمة.

وتقدّم المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب باتجاههم مهددين باستخدام خراطيم المياه لتفريقهم ما لم يغادروا.

وعلى بعد بضعة أمتار، أغلق مئات الناشطين طريقا خلف حاجز موقت داعين الشرطة إلى “المغادرة” ومرددين النشيد الوطني.

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه التي تحتوي على مواد كيميائية لإبعاد المتظاهرين الذين واجهوا السائل الأزرق بالمظلات.

وأفاد الطالب بيم (20 عاما) وكالة فرانس برس “لن يقف جيل الشباب مدافعا عن الوضع الراهن أكثر من ذلك”، بينما رفع المتظاهرون أصابعهم الثلاثة في إشارة مستوحاة من فيلم “هانغر غيمز” تعبيرا عن التحدي للسلطات.

وأضاف الطالب “يزداد الفقراء فقرا بينما يزداد الأثرياء ثراء”.

وفرّقت الشرطة لاحقا المتظاهرين لكن العديد منهم تعهدوا بالعودة إلى الشوارع.

وقال طالب هندسة يدعى نين (21 عاما) إن استخدام القوة “سيزيد عدد المحتجين. الغضب يتفاقم”.

وهزّ الحراك الذي يقوده الشباب للمطالبة باستقالة الحكومة وإصلاح النظام الملكي النافذ، الذي يعد المس به من المحرّمات، النخبة السياسية في تايلاند.

وفرض برايوت الخميس مرسوما طارئا يحظر تجمّع أكثر من أربعة أشخاص، لكن نحو 10 آلاف تجاهلوه وتظاهروا خلال الليل.

وحذّر رئيس الوزراء الذي تعهّد بالبقاء في منصبه المتظاهرين الجمعة من “انتهاك القانون” بينما أغلقت الشرطة الموقع الذي كان من المقرر أن يشهد التجمّع، ما دفع الناشطين لنقل تظاهراتهم إلى حي باثوموان الذي يضم مركز التسوق.

– “أنا بريء” –

وتم توقيف متظاهر خلال تجمع الجمعة، بعدما اعتقلت السلطات نحو عشرين من أبرز الناشطين، بينهم اثنان تم توقيفهما بموجب قانون نادرا ما تم اللجوء إليه يحظر أي أعمال عنف تستهدف الملكة.

وكان إيكاتشاي هونغكانغوان وبونكيوانون باوثونغ بين الناشطين الذين احتشدوا حول موكب كان يقل الملكة سوثيدا الأربعاء تزامنا مع مظاهرة كبيرة قرب مقر الحكومة في العاصمة.

ونفى بونكيوانون في بث عبر فيسبوك صباح الجمعة أن يكون حاول إيذاء الملكة قائلا “أنا بريء. لم تكن هذه نيتي”.

وبإمكان الناشطَين أن يواجها حكما بالسجن مدى الحياة بموجب قانون لم يستخدم منذ عقود ويعاقب أي “عمل عنف ضد الملكة أو حريتها”.

ولم يتضح سبب استهداف الناشطَين دون غيرهما.

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه تهمة بهذه الخطورة لناشطين مطالبين بالديموقراطية، والذين تم حتى الآن توجيه تهم أخف للعديد منهم تشمل إثارة الفتن وخرق قواعد مكافحة فيروس كورونا المستجد بشأن التجمّع.

– “واصلوا القتال” –

وتشمل مطالب الحراك إلغاء قانون صارم بشأن التشهير بالنظام الملكي الذي يحمي الملكية من الانتقادات، وبأن تنأى العائلة المالكة بنفسها عن السياسة.

وكانت بانوسايا سيثيجيراواتاناكول من بين أبرز الناشطين الذين تم توقيفهم الخميس إذ تم بث لحظات اعتقالها مباشرة على فيسبوك.

بدوره، قال الناشط البارز كذلك أنون نومبا إنه اقتيد بالقوة بواسطة مروحية إلى شيانغ ماي في شمال تايلاند.

وأفاد محاميه كريسادانغ نوتشاروت لفرانس برس إن السلطات رفضت الإفراج عن أنون بكفالة وهو موقوف في سجن شيانغ ماي.

وقال أنون في منشور على فيسبوك في وقت متأخر الخميس “واصلوا القتال! حريّتي قضية صغيرة للغاية مقارنة بالكفاح من أجل الديموقراطية”.

وأما حزب “فيو تاي” المعارض فدعا الحكومة كذلك إلى إلغاء التدابير الطارئة والتوقف عن مضايقة المحتجين والإفراج عن المعتقلين.

ويذكر أن تاريخ تايلاند الحديث حافل بفترات العنف المدني وبأكثر من عشرة انقلابات عسكرية، كان آخرها ذاك الذي أوصل برايوت إلى السلطة في 2014.

وقال المحلل في بانكوك ثيتينان بونغسوديراك إن الحركة الاحتجاجية قد تعزز فرص حدوث انقلاب عسكري جديد في تايلاند.

وأفاد أن “هذه النهاية لمستقبل تايلاند كانت في طور التشكّل منذ سنوات، وها هي هنا الآن”.

وأضاف “قد يتم تفريق الاحتجاجات بشكل وحشي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية