مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشرطة اليونانية بدأت اخلاء مخيم ايدوميني على حدود مقدونيا

الشرطة اليونانية تقوم باخلاء مخيم ايدوميني على حدود مقدونيا، الثلاثاء 24 ايار/مايو 2016 afp_tickers

بدأت الشرطة اليونانية الثلاثاء بهدوء عملية اخلاء مخيم ايدوميني للمهاجرين الواقع على الحدود المقدونية اليونانية الذي اصبح رمزا لاغلاق طريق البلقان امام الراغبين في الوصول الى اوروبا الشمالية، ونقلت حتى الظهر حوالى الف منهم.

ويشارك حوالى 700 شرطي بدعم من مروحية في هذه العملية التي تهدف على المدى البعيد الى اخلاء كامل لحوالى 8400 شخص كانوا يتكدسون فيه في ظروف صعبة غالبا ما نددت بها المنظمات الانسانية.

وبحسب السلطات اليونانية ومنظمات غير حكومية متواجدة في المكان فان العملية التي بدأت فجرا تجري بدون توتر.

وفي جنيف اعلنت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ايضا ان “الوضع هادىء” مذكرة بمعارضتها “استخدام القوة لنقل اشخاص”.

وقال الناطق باسمها ادريان ادواردز “طالما ان نقل اشخاص من ايدوميني يتم بشكل يتوافق مع الاعراف، فليس لدينا دوافع للقلق”.

وحتى الظهر كان 1100 شخص غادروا المكان على متن 23 حافلة بحسب الشرطة. واعتبرت الحكومة اليونانية ان العملية ستستغرق اسبوعا لاخلاء الموقع بالكامل.

واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون العام اليوناني الذي سمح له فقط بالوصول الى المخيم للتصوير، صفوفا طويلة من المهاجرين تنتظر الحافلات ويقوم بعضهم بتوجيه تحية للكاميرا وهم محاطون برجال الشرطة.

وظهرا بدأت اولى الجرافات بازالة منشآت المخيم.

وقال المتحدث باسم الجهاز يورغوس كيريتسيس ان “العملية بدأت عند الساعة 4,00 ت غ الثلاثاء وتجرى بوتيرة بطيئة وبهدوء، وليس من الضروري استخدام القوة”.

واعتبر ان العملية “قد تستغرق اسبوعا” وذلك في تصريحات للتلفزيون الرسمي اليوناني.

واعلنت الشرطة المحلية في بيان انه بعد اكثر من ساعتين على بدء العملية “غادر 609 من المهاجرين المكان” على متن حافلات متجهين الى مراكز ايواء قرب تسالونيكي، ثاني كبرى المدن اليونانية في شمال البلاد وقرب ايدوميني. والمراكز هي سبعة مصانع خالية ومخيمان كما اوضح كيريتسيس.

وقالت مندوبة “اطباء بلا حدود” فيكي ماركوليفا التي بقيت في المخيم لوكالة فرانس برس “الامور هادئة، الوضع هادىء والعملية منظمة بشكل جيد جدا وتجري بدون توتر”.

واضافت ان “الشرطيين ابلغوا الاشخاص المتواجدين بان عملية النقل جارية ويجري بث الرسالة نفسها بالعربية والانكليزية عبر مكبرات الصوت”.

– “عملية اقناع”-

لكنها عبرت عن قلقها لان “هؤلاء الاشخاص لم يبلغوا بشكل جيد عن وجهتهم”.

وقالت “مشكلتنا الاخرى هي انه سيكون من الصعب ضمان توزيع المواد الغذائية مع وجود عدد قليل من الموظفين الانسانيين الذين تسمح لهم الشرطة بالبقاء في المخيم”.

ولم يسمح لوسائل الاعلام باستثناء التلفزيون العام اليوناني ووكالة الانباء اليونانية الرسمية، بالوصول الى المخيم لان الشرطة اغلقت الطريق امامهم على مسافة 3 كلم من المكان بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وبرر كريتسيس ذلك بالقول “في مثل هذا النوع من العمليات في كل انحاء العالم، تتخذ اجراءات” مماثلة.

وتمكن صحافيان على الاقل من البقاء في المخيم لكن احدهم من مجلة “بيلد” الالمانية طرد اخيرا بحسب مصدر في الشرطة.

وكتبت صوفيا ماير الصحافية الالمانية ظهرا في تغريدة “لا عنف حتى الان”.

واعتبارا من الاثنين تم نقل العديد من عناصر الشرطة وبينهم مئة من شرطة مكافحة الشغب الى ايدوميني الذي اصبح ملجأ لالاف اللاجئين والمهاجرين وخصوصا من سوريا والعراق وافغانستان وايران ودول المغرب العربي، بعد اغلاق طريق البلقان امام المهاجرين الراغبين في الوصول الى اوروبا الشمالية.

وتم تعزيز المراقبة على الطرقات القريبة من المخيم فيما ابعدت مجموعات من الواصلين الجدد.

وكان كيريتسيس اكد الاثنين ان العملية قال ان “الامر لا يتعلق بحملة تنفذها الشرطة لاخلاء المخيم في يوم” واحد وانها ستجري تدريجيا.

واعلنت الحكومة اليونانية اليسارية منذ اشهر رغبتها في تجنب استخدام القوة قدر الامكان في اطار وقف تدفق المهاجرين واللاجئين الى البلاد.

وقال مصدر حكومي ان العملية تعتمد اسلوب “الاقناع” مؤكدا ان نقل مهاجرين من المخيم تسارع نتيجة لذلك.

وهكذا وافق اكثر من 2500 شخص على الرحيل منذ 15 يوما بحسب ما اوضح مصدر في الشرطة.

وتبعهم في ذلك 800 من المهاجرين الذين كانوا متواجدين في ايدوميني الاحد والاثنين فيما سرت شائعات عن اقتراب عملية الاخلاء بحسب مصدر في الشرطة.

ورحبت المفوضية الاوروبية الاثنين في بروكسل “بكل مبادرة من السلطات اليونانية” لاخلاء المخيم بحسب الناطقة باسمها.

وكانت المنظمات الانسانية نددت عدة مرات بالظروف الصحية والامنية السيئة في المخيم الذين غمرته الوحول عدة مرات اثر هطول غزير للامطار في المنطقة.

وتعهدت الحكومة اليونانية عدة مرات في الاشهر الماضية باخلاء مخيم ايدوميني على خلفية الغضب المتزايد للمزارعين في المنطقة وتوتر مع مقدونيا المجاورة حول مراقبة المعابر وحوادث متكررة وقعت بين المهاجرين والشرطة.

وبدأ المخيم يكتظ بالمهاجرين عند اغلاق حدود مقدونيا في مطلع اذار/مارس بعد اغلاق “طريق البلقان” الذي كانوا يسلكونه للوصول الى اوروبا الشمالية، فبقي الالاف منهم عالقين فيه.

واثارت تظاهرات متكررة قام بها المهاجرون على خطوط السكك الحديد وادت الى تعطيل الحركة بين اليونان واوروبا الشمالية، احتجاجا ايضا من قبل رجال الاعمال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية