مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الطالب الأميركي الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية تعرض لتلف دماغي “بالغ”

صورة تعود الى شباط/فبراير 2016 للطالب الاميركي اوتو وارمبير الذي اعتقل بتهمة ارتكاب اعمال عدائية ضد كوريا الشمالية afp_tickers

أعلن الأطباء الذين يعالجون الطالب الاميركي اوتو وارمبير الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية عقب دخوله في غيبوبة وهو في السجن، ان الشاب تعرض لتلف دماغي بالغ، فيما وجه والده انتقادات شرسة للنظام المنعزل.

وقال الأطباء ان وارمبير شهد تلفا موسعا في الأنسجة في جميع أنحاء الدماغ، لكن لم تبد عليه آثار صدمة جسدية فيما لم توفر التحاليل الطبية أي إثبات قاطع على سبب إصاباته.

وهاجم والده فريد وارمبير نظام كيم جونغ اون لإخفائه المعلومات عن العائلة التي لم تتلق أخبارا عن ابنها الا نادرا خلال فترة سجنه.

ولم تطلع العائلة الا قبل أسبوع عقب جهود دبلوماسية أميركية، على أنه في غيبوبة دخلها بعيد إيداعه السجن في آذار/مارس 2016، بعد أن أقر بسرقة ملصق سياسي من فندق.

وقال وارمبير في مؤتمر صحافي الخميس في منزل العائلة في سينسيناتي “حتى لو صدقنا تبريرهم الغيبوبة بالتسمم من مأكولات معلبة وحبة منومة، ونحن لا نصدقها… فلا عذر لأي بلد متحضر للتكتم على وضعه وحرمانه من رعاية صحية متطورة لهذه المدة الطويلة”.

وأضاف “أناشدهم الاقراج عن الأميركيين الآخرين المعتقلين”، وهم ثلاثة ما زالوا في كوريا الشمالية.

وقال الأطباء في المركز الطبي في جامعة سينسيناتي ان الطالب قادر على التنفس وحده لكن وضعه العصبي يمكن وصفه بانه “حالة يقظة بغير استجابة”.

وأوضح اختصاصي الاعصاب دانيال كانتر ان “عينيه تفتحان وترمشان بشكل تلقائي، لكن يبدو انه لا يفهم الكلام ولا يستجيب مع الاوامر الفورية وغير مدرك لما يحيط به”.

ورجح الفريق الطبي ان يكون التلف الدماغي الحاد الذي يعاني منه وارمبير، نظرا الى صغر سنه، ناجما عن سكتة قلبية رئوية قطعت تدفق الدم الى الدماغ.

لكن تعذر عليهم الجزم بشأن أسباب هذه الازمة، مؤكدين عدم العثور على آثار التهاب بسبب التسمم، وهو المبرر الذي قدمته كوريا الشمالية لدخول الشاب في غيبوبة.

-“دبلوماسية هادئة”-

وفي بيان مختصر صدر الخميس، أعلنت سلطات كوريا الشمالية عبر وكالة الانباء الرسمية، الافراج عن وارمبير “لدواع إنسانية”.

وأمضى الشاب البالغ من العمر 22 عاما وهو من سينسيناتي وطالب في جامعة فرجينيا، أكثر من عام في معتقل في كوريا الشمالية بعد توقيفه والحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الاشغال الشاقة، إثر إقراره بسرقة ملصق سياسي من فندق في بيونغ يانغ اثناء رحلة سياحية.

واعتبرت الولايات المتحدة العقوبة مفرطة في القسوة بالنظر الى الجرم المنسوب له، واتهمت الشمال باستخدام الطالب ورقة مساومة سياسية.

ويأتي الافراج عنه وسط توتر مع واشنطن إثر سلسلة تجارب صواريخ نفذتها بيونغ يانغ، ما سلط الاهتمام على سباق تسلح اعتبره وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس هذا الاسبوع “خطرا جليا وحاضرا على الجميع”.

ويأتي الافراج عن وارمبير بعد اتصالات دبلوماسية سرية بين واشنطن وبيونغ يانغ خصوصا زيارة قام بها موفد وزارة الخارجية الاميركية الخاص الى كوريا الشمالية جوزف يون إلى بيونغ يانغ.

وقال متحدث باسم الخارجية لصحافيين في واشنطن ان الافراج عن وارمبير نتيجة “دبلوماسية هادئة” عملا باقتراح الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وتحتجز كوريا الشمالية حاليا ثلاثة أميركيين بينهم شابان كانا يدرسان في جامعة بيونغ يانغ بتمويل من مجموعة مسيحية خارج البلاد بالإضافة الى مبشر أميركي متهم بالتجسس لصالح كوريا الجنوبية.

وأفاد الأجانب الذين تم اعتقالهم أو سجنهم في كوريا الشمالية، مثل الأميركي كينيث باي، أنهم أجبروا على العمل الشاق لفترات طويلة، وتعرضوا لمشاكل صحية، ولاهانات من سجانيهم.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أميركي بارز قوله إن السلطات تلقت مؤخرا معلومات استخبارات تفيد بأن وارمبير تعرض للضرب المتكرر أثناء اعتقاله.

وزادت واشنطن من ضغوطها على الصين وعدد من القوى الدولية لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، كما دفعت بمزيد من قطعها العسكرية الى المنطقة، وأجرت مطلع الشهر الجاري مناورات بحرية شاركت فيها حاملتا طائرات اميركيتان وسفن.

وتزامن إجلاء وارمبير مع وصول النجم السابق لدوري السلة الاميركي للمحترفين “ان بي ايه” دينيس رودمان إلى كوريا الشمالية، لكن مسؤولين اميركيين ووالد الطالب قالوا إن لا علاقة لرودمان بإطلاق سراح وارمبير.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية