مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العراق يعلن السيطرة بشكل كامل على مدينة الفلوجة

قافلة للقوات الحكومية العراقية داخل الفلوجة 26 يونيو 2016 afp_tickers

استعادت القوات العراقية الاحد كامل السيطرة على مدينة الفلوجة، احد اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، بعد “تطهير” حي الجولان في المدينة التي سيطر عليها الجهاديون مطلع عام 2014.

وعلى الاثر، توجه رئيس الوزراء العراقي الى المدينة وقال في تصريح “ادعو العراقيين للخروج والاحتفال في كل مكان (…) ادعو جميع العراقيين الى الاحتفال بمثل هذا اليوم في جميع مناطق العراق”.

واضاف “سنرفع العلم العراقي في الموصل قريبا”، في اشارة الى اكبر المدن العراقية في شمال البلاد والتي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين.

وبدأت القوات العراقية فجر 23 ايار/مايو بمساندة التحالف الدولي عمليات واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، ثاني اهم معاقل الجهاديين بعد مدينة الموصل، شمال العراق.

واكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان الاحد “استعادة كامل المدينة” وقال لفرانس برس “اليوم اعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، تطهير المدينة بعد سيطرة جهاز مكافحة الارهاب على حي الجولان” اخر الاحياء التي كان يتمركز فيها الجهاديون.

واضاف ان الجولان، “اخر معقل لتنظيم داعش في هذه المدينة التي اصبحت امنة حاليا من تهديدات داعش الارهابي” موضحا ان “حي الجولان، لم يستغرق (تطهيره) من قبل قواتنا اكثر من ساعتين ولم تطلق منه ولا رصاصة واحدة من داعش ما يدل على انه قد هزم وخسر المعركة”.

واكد ان “القوات الامنية العراقية باتت تسيطر على مدينة الفلوجة بالكامل”.

كما اكد بيان لقيادة العمليات المشتركة “استعادة الجولان” لكنه اشار الى جيوب تقاوم في شمال شرق الفلوجة.

وافاد مصدر عسكري عراقي وكالة فرانس برس ان الدمار الذي لحق بمدينة الفلوجة جراء العمليات العسكرية التي شهدتها لا يتجاوز عشرة في المئة.

وقال الساعدي ان “هذه المعركة هي انظف معركة مدن في كل العراق”، في اشارة ضمنية الى اضرار كبيرة لحقت بمدن اخرى طرد منها الجهاديون مثل تكريت والرمادي.

ــ ضربة قوية للجهاديين ــ

وبدأت عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة فجر 23 ايار/مايو، سبقها حصار مشدد استمر عدة اشهر فرض على المدينة بمشاركة قوات الحشد الشعبي، الفصائل الشيعية المدعومة من ايران.

وتكرر حضور قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في مواقع العمليات حول مدينة الفلوجة خلال الفترة الماضية.

بدورها، قدمت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دعما جويا للقوات العراقية بوتيرة اقل مما كانت عليها قبل ستة اشهر خلال عملية الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار.

ودعت الولايات المتحدة الى التركيز على استعادة السيطرة على الموصل، ثاني مدن العراق التي اعلنها الجهاديون عاصمة “الخلافة” للمناطق التي سيطروا عليها قبل عامين في العراق وسوريا المجاورة.

وخسر التنظيم المتطرف عددا كبيرا من قياداته جراء ضربات جوية، كما فقد مناطق عدة من المناطق التي كانت خاضعة له في العراق قبل عامين.

ــ مأساة انسانية ــ

وامام الهزائم التي تكبدها، بات التنظيم الاصولي يركز على تفجير مواقع البنى التحتية واستهداف المدنيين.

لكن لم تسجل سوى هجمات محدودة خلال الايام الماضية في بغداد منذ بداية شهر رمضان.

وكان هناك مستوى تعاون رفيع المستوى بين القوات الامنية العراقية ابرزها جهاز مكافحة الارهاب، خلال عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة.

كما قدمت مساعدات من قبل منظمات انسانية واخرى حكومية لمواجهة النزوح الواسع لاهالي الفلوجة، خلال سير العمليات.

ووفقا للأمم المتحدة، نزح حوالى 85 الف شخص منذ بدء العملية قبل اكثر من شهر.

وحذر المجلس النروجي للاجئين الذي يشارك في ادارة وتقديم المساعدات لمخيمات النازحين قرب الفلوجة من ازمة حقيقية.

وقال ناصر مفلاحي مدير المجلس في العراق “تتدهور اوضاع المخيمات والاطباء يحذرون من كارثة وشيكة”.

ولم يتم الحصول على عدد واضح للضحايا المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العمليات في الفلوجة لكن من المؤكد ان العدد اقل مما كان خلال المعركة التي خاضتها القوات الاميركية عام 2004.

ولم تكشف المصادر الرسمية العراقية عن عدد القتلى والجرحى من المقاتلين لكن مستشفيات بغداد استقبلت عددا كبيرا من الجرحى كما نقلت جثامين مقاتلين الى مقبرة النجف.

وكان احد اعضاء مجلس محافظة البصرة، جنوب العراق، اكد في وقت سابق ان ما لا يقل عن مئة عنصر امني قتلوا خلال معركة الفلوجة.

وكانت الفلوجة اولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد الجهاديين الذين شنوا بعدها هجمات كاسحة في حزيران/يونيو من العام نفسه وسيطروا خلالها على مناطق اخرى في شمال البلاد وغربها ولا سيما الموصل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية