مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفلسطينيون يقدمون السبت ملف مقتل الطفل دوابشة حرقا على يد مستوطنين للجنائية الدولية

جنازة رمزية للطفل الدوابشة في خان يونس في غزة 1 اغسطس 2015 afp_tickers

قتل طفل فلسطيني عمره عام ونصف العام حرقا واصيب والداه وشقيقه بجروح فجر الجمعة حين هاجم مستوطنون منزلهم في الضفة الغربية المحتلة واشعلوا فيه النار، واكدت السلطة الفلسطينية انها ستقدم الملف السبت امام المحكمة الجنائية الدولية.

وحملت منظمة التحرير الفلسطينية حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “المسؤولية الكاملة” عن مقتل الطفل معتبرة ان الهجوم هو “النتيجة المباشرة لافلات ارهاب المستوطنين من العقاب طوال عقود”.

اما نتانياهو فسارع لوصف الهجوم بـ”العمل الارهابي”، فيما اكد وزير دفاعه موشيه يعالون ان الذين شنوا الهجوم واضرموا النار “ارهابيون يهود”.

واعلن نتانياهو في بيان انه امر “قوات الامن باستخدام كل الوسائل التي في متناولهم لتوقيف القتلى واحالتهم على القضاء”. وهو التزام كرره في مكالمة هاتفية نادرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابلغه فيها انه زار ريهام دوابشة (26 عاما) والدة الطفل علي الذي قضى حرقا، واخاه احمد وعمره اربع سنوات واللذين يعالجان في مستشفى في تل ابيب.

اما عباس فشكك في مسعى اسرائيل معاقبة مرتكبي الجريمة. وقال مساء الجمعة في مستهل الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية في رام الله ان الحكومة الإسرائيلية “هي مسؤولة مباشرة عن هذا العمل، هؤلاء مواطنوها وتعرفهم بالواحد وتستطيع أن تأتي بهم إلى عدالة حقيقية، وأشك أنهم سيقدمون لعدالة حقيقية”.

واكد عباس ان السلطة الفلسطينية ستقدم السبت ملف مقتل الطفل دوابشة امام المحكمة الجنائية الدولية.

وردا على مقتل الطفل الفلسطيني، اندلعت مواجهات الجمعة في اماكن مختلفة من القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية المحتلة من بينها تظاهرة في مدينة الخليل جنوبا اصيب خلالها شاب بالرصاص الحي في فخده

كذلك قال مصدر في الصليب الاحمر ان فلسطينيا اصيب بالرصاص الحي في مواجهات قرب بيرزيت. الى ذلك اندلعت مواجهات عند حاجز قلنديا ومخيم الجلزون قرب رام الله وحاجز حوارة جنوب نابلس.

وقتل الطفل الفلسطيني علي دوابشة حرقا حين هاجم مستوطنون منزلين في قرية دوما قرب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة واشعلوا فيهما النار، بحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية.

وفر مرتكبو الاعتداء الى مستوطنة قريبة، وفق ما نقلت الاذاعة الاسرائيلية.

واصيب في الهجوم والد الطفل سعد ووالدته رهام وشقيقه احمد وحالتهم خطيرة. وافاد اطباء ان الوالدة المصابة بحروق من الدرجة الثالثة على 90% من جسدها، والوالد المصاب على 80% من جسده والشقيق على 60% من جسده باتوا جميعا يواجهون “خطر الوفاة”. كما نقل جريح رابع اشارت بعض المصادر الى انه فتاة الى المستشفى.

وبالاضافة الى نتانياهو زار الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين المستشفى حيث يرقد الضحايا بعد ظهر الجمعة.

وفي دوما لم يتبق من منزل دوابشة سوى الجدران اذ ان المنزل احترق بالكامل من الداخل، وبين الحطام تبقت بعض الصور المحترقة للعائلة والطفل علي فضلا عن بعض حاجياته.

وخارج المنزل كتبت عبارات “الانتقام” و”دفع الثمن” بالعبرية، وياتي ذلك بعد يومين على هدم السلطات الاسرائيلية مسكنين قيد الانشاء في مستوطنة.

وينتهج ناشطون من اليمين المتطرف الاسرائيلي ومستوطنون متطرفون منذ سنوات سياسة انتقامية تعرف باسم “تدفيع الثمن” وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.

وظهرا، شيع الاف الفلسطينيين من بينهم رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله جثمان الطفل علي الذي لف بالعلم الفلسطيني. وهتف المشيعون “يا شهيد ارتاح ارتاح”.

واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه “لا يمكن فصل هذا الهجوم الوحشي (عن) حكومة تجسد ائتلافا يعمل من اجل الاستيطان والفصل العنصري”.

ومن جهتها توعدت حركة الجهاد الاسلامي بان الرد “لن يتأخر” وذلك خلال تظاهرة نظمتها في جباليا في شمال قطاع غزة.

ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى “اعلان الحرب على المستوطنين”، كما دعا تنظيم “لجان المقاومة الشعبية” الى “ثورة غضب ضد الاحتلال ومستوطنيه”.

وفي وقت سابق، دعت حركة حماس الى “يوم غضب” والى “الرد بقوة وبكافة اشكال المقاومة على هذا العدو الاسرائيلي وهذه الجرائم الصهيونية”.

ودوليا، نددت الولايات المتحدة “باشد العبارات” بـ”الهجوم الارهابي الوحشي”.

وفي بروكسل، طالب الاتحاد الاوروبي بـ”عدم التهاون” مع اعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الاسرائيليون.

ومن جهته، اعرب موفد الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادنوف عن “اشمئزازه” حيال الهجوم.

الى ذلك قال أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي في بيان أن “إعدام الطفل” يعتبر “جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا وعاجلا من المجتمع الدولي بتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني”.

وفي وقت سابق الجمعة، حملت الحكومة الاردنية اسرائيل مسؤولية هذه “الجريمة البشعة”.

وبحسب يعاريف اوبنهايمر مدير حركة “السلام الان” الاسرائيلية المعارضة للاستيطان فان هذا النوع من “الاعمال العدوانية بات يشكل آفة حقيقية”. وندد بـ”التساهل التي تبديه الحكومة حيال اعمال العنف ضد الفلسطينيين وخطاب الكراهية”.

وفي ايار/مايو، قدرت منظمة “يش دين” الاسرائيلية ان 85,3% من الشكاوى التي تقدم بها فلسطينيون ضد مستوطنين تم حفظها وان 7,4% فقط من الشكاوى ادت الى توجيه اتهام وان الثلث فقط افضى الى ادانة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية