مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفنزويليون قد يصبحون اكثر بؤسا مع تخلف بلادهم عن سداد الدين

Luber Faneitte, a 56-year-old Venezuelan woman with lung cancer, endures the woes of a country in free fall and fearing it will default on its debt talks during a interview with AFP at her house in the San Agustin shantytown in Caracas on November 10, 2017.In crisis-stricken Venezuela, the cost of the basic basket of goods soared to nearly 2.7 million bolivars in September, the equivalent of six minimum monthly wages. afp_tickers

تعاني لوبير فانييتي من سرطان الرئة لكن الدواء لمعالجته غير متوفر، وهي بالكاد لديها ما يكفي من المال للعيش في حي تكثر فيه الجرائم.

وتخشى فانييتي من ان يؤدي تخلف فنزويلا عن سداد دينها العام البالغ 150 مليار دولار، الامر الذي بات مرجحا، الى ازدياد الامور سوءا.

وتقطن فانييتي، التي تبلغ من العمر 56 عاما، الطابق الثامن عشر من مبنى متهالك في وسط مدينة كراكاس. وليس لديها في برادها الا المياه. اللحوم اصبحت من الماضي بسبب التضخم الذي تشير تقديرات صندوق النقد الدولي الى انه سيبلغ 2,300 بالمئة في 2018.

وتقول فانييتي لفرانس برس “نحن نعيش على الحبوب، عندما نكون قادرين على الحصول عليها. نحن نجعل الكيلو الواحد يكفينا ليومين او لثلاثة ايام”.

وخسرت فانييتي عملها كموظفة حكومية وهي تعتاش من مبلغ زهيد يبلغ 8,70 دولارات شهريا.

وهي تعتمد على الاطعمة التي تبيعها الحكومة مرة واحدة شهريا باسعار مدعومة لتعويض النقص الذي يطال تقريبا كل المواد.

وهي احضرت الى المنزل المرة السابقة كيلوغرامين اثنين من الحبوب، وكيلوغراما من الارز، وليترين اثنين من زيت الطهي، وكيوغراما من الحليب المجفف البودرة، واربعة كيلوغرامات من الطحين.

الا ان المواد استهلكت سريعا. وهي تعيش مع ابنتها واربعة احفاد. جميعهم يعتمدون على مدخولها.

وتقول المنظمة غير الحكومية “سينداس” التي تعنى بمراقبة غلاء المعيشة في البلاد الغنية بالنفط والتي اصبحت معدمة، انه في ايلول/سبتمبر كان لا بد للاسر المتوسطة الحجم ان تحصل على ستة اضعاف الحد الادنى للاجور للتمكن من العيش لشهر واحد.

المياه تقطر من الصنبور ليلا نهارا، الا انها لا تملك المال لاصلاحه، علما ان المياه، كغيرها من الموارد، توفرها الحكومة.

– “اكثر جوعا” واكثر احتياجا –

سياسيا، ينظر الى اعلان فنزويلا عجزها عن تسديد الديون على انه جرعة دعم قصير الامد للرئيس نيكولاس مادورو الذي لا يحظى بالشعبية، والذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2018.

ومع تدهور اسعار النفط الذي يشكل 96 بالمئة من ايرادات البلاد من العملات الصعبة، قلصت فنزويلا حجم وارداتها لتوفير الاموال من اجل خدمة الدين العام، ما جعل النقص في المواد الاساسية ولا سيما الصابون ومحارم المراحيض يزداد سوءا.

ومن شأن اعلان مادورو التخلف عن السداد تحرير اموال لشراء الواردات، واجراء الحملات الانتخابية وبالتالي تقليص مخاطر قيام تظاهرات في الشارع.

ويقول المحلل اليخاندرو غريسانتي من مركز الاستشارات “ايكواناليتيكا” إن تأثير التخلف عن السداد على المدى البعيد سيكون كارثيا. ستغرق فنزويلا في دعاوى قضائية تقيمها الجهات الدائنة كما سيتم تجميد اصولها في الخارج.

ويقول مادورو انه يريد اعادة تمويل الدين الفنزويلي واعادة هيكلته. لكن يبدو ان فكرة التخلف عن السداد بدأت تلوح في الافق.

وتقول فانييتي “لا اعلم ما اذا كان هذا ما يتطلب لكي يفتح الفنزويليون عيونهم”. وتضيف “ما اعلمه الآن هو اننا سنصبح اكثر جوعا واكثر احتياجا”.

وهي لا تدري كيف اتخذت الامور منحى سيئا الى هذا الحد الا انها بالتأكيد تشعر بالتداعيات.

– خيار أليم –

واوقفت فانييت علاجها الكيميائي في كانون الثاني/يناير بسبب النقص الحاد في الادوية لمعالجة سرطان الرئة الذي تعاني منه.

وهي اتخذت هذا الخيار الصعب بعد معضلة عاشتها على مدى سنوات للاختيار بين شراء الطعام او علاج المرض.

يقول الاطباء انها تحتاج للعلاج الكيميائي، الا انها تستعيض عنه بخليط من الخمر المنزلي والعسل وبعض الاعشاب.

وتقول فانييتي “اضعه (الخليط) خارجا ليومين ثم اتناول ملعقة منه صباحا واخرى ليلا. اعتقد انني اتنفس بشكل افضل عندما اتناوله”.

وفانييتي تدخن منذ كان عمرها 15 عاما. هي تعاني من ضيق في التنفس عندما تتحدث او تمشي. كما تعرضت حتى الآن لثلاث نوبات قلبية.

وهي تستذكر كيف ان الرئيس السابق هوغو تشافيز اشتكى يوما من ان الفقراء في البلاد يضطرون الى تناول طعام الكلاب.

وتقول فانييتي متهكمة “اود ان اتناول ذلك مجددا”.

الى كل ذلك تضاف الجرائم. لا شبكة انترنت في الحي الذي تعيش فيه لان اللصوص سرقوا كل الكابلات.

والمبنى الذي تعيش فيه تنخره آثار الرصاص جراء تبادل اطلاق النار بين العصابات. وقد اجبرتها اعمال العنف هذه على نقل الاسرة في شقتها بعيدا عن النوافذ.

وتختم فانييتي بالقول “انا استسلم لمشيئة الله”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية