مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القضاء البرازيلي يستجوب مجددا الرئيس الأسبق لولا

قاضي مكافحة الفساد البرازيلي سيرجيو مورو خلال مؤتمر في مدينة ايستوريل في لشبونة في 30 ايار/مايو 2017 afp_tickers

يستجوب قاضي مكافحة الفساد في البرازيل سيرجيو مورو الاربعاء للمرة الثانية الرئيس الاسبق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي أضعفته اعترافات خطيرة أدلى بها أحد أقرب المحيطين به.

وكان هذا القاضي حكم على لولا دا سيلفا (71 عاما) في تموز/يوليو بالسجن حوالى عشر سنوات في قضية منفصلة. وفي المجموع تستهدف ست قضايا الرئيس السابق ويمكن ان تقضي على طموحاته في العودة الى السلطة.

وكشف وزير المالية السابق في عهده انطونيو بالوتشي الاسبوع الماضي اسرارا قد تشكل ضربة قاسية له. وبالوتشي أوقف في ايلول/سبتمبر 2016 وحكم عليه بالسجن 12 عاما.

وبالوتشي ايضا استمع اليه القاضي مورو وأكد ان لولا اقام “حلفا وثيقا” بين حزب العمال الذي يقوده ومجموعة اوديبريشت للاشغال العامة التي تشكل صلب فضيحة الفساد اتي تهز البرازيل.

ويمكن ان يستخدم القاضي هذه العناصر الجديدة لتعزيز الاتهامات التي يواجهها الرئيس الاسبق (2003-2010) عند الاستماع اليه الاربعاء.

ويقول الادعاء ان ادويبريشت قدمت على ما يبدو أرضا الى معهد لولا في ساو باولو ووضعت بتصرف عائلته أرضا اخرى في مدينة ساو برناردو دو كامبو المجاورة لقاء تسهيلات أمنها لحصول المجموعة على عقود من شركة النفطي الحكومية بتروبراس.

وصرح بالوتشي ان “الوقائع التي نقلت صحيحة”، وهذا ما يمكن ان يسقط كل خط الدفاع عن الرئيس الاسبق.

لكن لولا دا سيلفا قال على صفحته على فيسبوك ان “القصة التي يرويها انطونيو بالوتشي تناقض كل الشهادات الاخرى ولا يمكن فهمها الا في اطار واقع انه رجل مسجون وادين في قضايا اخرى للقاضي سيرجيو مورو”.

– “نفاق” –

في العاشر من أيار/مايو وفي أول مواجهة له مع القاضي مورو في كوريتيبا جنوب البرازيل، قال الرئيس انه ضحية حملة “نفاق” ونفى كل الاتهامات.

لكن الوضع تدهور منذ ذلك الحين.

ففي نهاية تموز/يوليو، حكم على العامل السابق في قطاع التعدين وأنهى ولايتيه الرئاسيتين بمستوى قياسي في شعبيته، بالسجن تسعة أعوام ونصف العام.

وقد دانه القاضي بقبول شقة من ثلاثة طوابق في منتجع كرشوة من مجموعة اوديبريشت. وبانتظار محاكمة الاستئناف، ابقي لولا حرا لكنه قد يمنع من الترشح للانتخابات التي ستجرى في تشرين الاول/اكتوبر 2018 اذا ادين في الاستئناف وقد يسجن.

وما زال لولا يتقدم نوايا التصويت في استطلاعات الرأي لكنه يلقي رفضا من قبل جزء كبير من الرأي العام البرازيلي.

ولم تجذب جولته في المناطق الفقيرة في الشمال الشرقي في الاسابيع الماضية حشودا كبيرة. والشمال الشرقي هو واحدة من المناطق التي استفادت أكثر من سواها من السياسة الاجتماعية الطموحة للولا دا سيلفا، الذي ساهم خلال ولايتيه (2003-2010) في إخراج عشرات ملايين البرازيليين من البؤس. استمرت جولة لولا ثلاثة أسابيع وشملت 28 مدينة.

وأعلن حزب العمال عن تظاهرة دعم لايقونة اليسار في كوريتيبا لكن معظم المراقبين يتوقعون تعبئة أصغر من تلك التي سجلت عند استجوابه للمرة الاولى عندما شارك حوالى سبعة آلاف ناشط.

وقد يضطر الحزب الذي ما زال تحت صدمة اقالة الرئيسة ديلما روسيف (2011-2016) المفاجئة، للتفكير بخطة بديلة لانتخابات 2018 وان كان اي من اعضاء الحزب يجرؤ على الحديث عن ذلك علنا.

وعندما غادر الحكم في 2010، كان من المستحيل عمليا توجيه اي تهمة الى لولا دا سيلفا الذي بلغت شعبيته 80%. فقد كانت البرازيل آنذاك في ذروة طفرتها الاقتصادية.

جس/اا/نور

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية