مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تحاول خرق دفاعات الجهاديين في الحويجة

عناصر من القوات العراقية يرفعون شارات النصر وهم يتقدمون صوب مدينة الشرقاط في 20 أيلول/سبتمبر 2017 استعدادا لاستعادة الجويجة، آخر معقل لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق afp_tickers

بدأت القوات العراقية الجمعة هجوما واسعا لخرق خطوط دفاع تنظيم الدولة الاسلامية في قضاء الحويجة، آخر معقل لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق، بعدما حققت تقدما في اتجاهه.

وبعدما أصبح تنظيم الدولة الاسلامية محاصرا في كل معاقله في العراق وسوريا المجاورة، تتداعى “الخلافة” التي أعلنها عام 2014 امام الهجمات التي تشن ضده بدعم من الولايات المتحدة او روسيا.

وأعلن القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله في بيان ان “قوات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الارهاب وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة وناحية الرشاد وناحية الرياض وناحية العباسي”.

وأضاف ان قوات التدخل السريع بدأت عملياتها ليل الخميس الجمعة بعبور النهر الواقع شمال الحويجة ثم “اقامة جسور لتأمين الوحدات المتوجهة الى العباسي” على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب المدينة.

وأعلن الفريق يار الله بعد الظهر السيطرة على العباسي التي تبعد نحو عشرة كلم جنوب غرب الحويجة، وتم رفع العلم العراقي على مقر الحكومة هناك.

وبحسب بيان للحشد الشعبي، فان تنظيم الدولة الاسلامية أضرم النيران في بئري نفط جنوب الحويجة لوقف تقدم القوات الحكومية.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية استولى على الحويجة التي تقع على بعد 230 كلم عن بغداد، في حزيران/يونيو 2014 تزامنا مع سيطرته على الموصل، ثاني مدن العراق التي استعادتها القوات العراقية بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تموز/يوليو الماضي.

وتقع الحويجة البالغ عدد سكانها 70 الف نسمة في محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي تتنازع السيطرة عليها منذ سنوات حكومتا بغداد واقليم كردستان العراق الذي يحدها شمالا وشرقا.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، “انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة”.

– “سحق عصابات داعش”-

وقال العبادي في بيانه “كما وعدنا أبناء بلدنا بأننا ماضون بتحرير كل شبر من ارض العراق وسحق عصابات داعش الإرهابية والقضاء عليهم، فإننا على موعد مع نصر جديد لتحرير أبناء هذه المناطق من هؤلاء المجرمين”.

وكانت القوات العراقية بدات في 21 ايلول/سبتمبر عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الحويجة، بعد أقل من شهر من إعلانها بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد، حيث مدينة الموصل وقضاء تلعفر اللذين كانا أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وفي حال استعادة القوات العراقية الحويجة، سيقتصر وجود تنظيم الدولة الاسلامية في البلاد على قضاء القائم على الحدود العراقية السورية حيث يتعرض التنظيم المتطرف في الجهة الثانية من الحدود لهجومين عنيفين الاول تخوضه قوات النظام السوري والثاني قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن.

وتأتي المرحلة الثانية من الهجوم على الحويجة بعد أيام من الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان الذي اثار غضب بغداد، وتسبب بتوتر كبير بينها وبين السلطات الكردية في أربيل.

وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل الاميركي ريان ديلون ان الاستفتاء حول استقلال كردستان يؤثر على الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، لانه يضعف من تركيز المقاتلين الاكراد والعرب على المواجهة مع التنظيم الجهادي.

– البغدادي يدعو الى “الثبات”-

في سوريا، يواجه تنظيم الدولة الاسلامية صعوبات كبرى في الرقة (شمال) بعدما خسر 90% من المدينة في مواجهة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن.

ويواجه التنظيم الجهادي ايضا هجوما تشنه قوات سوريا الديموقراطية في شرق محافظة دير الزور (شرق) وهجوما يشنه النظام السوري بدعم من روسيا في مدينة دير الزور.

وشن التنظيم الخميس سلسلة هجمات مباغتة على حواجز لقوات النظام السوري في محافظة حمص (وسط) قريبة من دير الزور، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” انه تم صدها.

وقتل 73 عنصرا من قوات النظام السوري، حسبما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة.

وتبنى التنظيم المتطرف في بيان تداولته حسابات جهادية على الانترنت الهجمات، مؤكدا ان “عدة مفارز من الدولة الاسلامية” شنت هجوما على مواقع جنوب مدينة السخنة.

وتزامنت الهجمات مع دعوة زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي منسوب اليه تداولته حسابات جهادية على الانترنت الخميس، أنصاره الى “الصبر والثبات” في وجه “الكفار” المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.

ودعا التسجيل “جنود الخلافة” الى تكثيف “الضربات” في كل مكان، والى استهداف “مراكز إعلام” الدول التي تحارب التنظيم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية