مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تواصل هجومها و”الدولة الاسلامية” تعلن “قيام الخلافة”

مقاتلون من جبهة النصرة يشاركون في مسيرة في بستان القصر في حلب في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 afp_tickers

تستعد القوات العراقية لادخال طائرات روسية في معاركها مع تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اعلن الاحد قيام “الخلافة الاسلامية” ومبايعة زعيمه “خليفة للمسلمين”، فيما تواصل هذه القوات عملياتها لاستعادة مناطق من المسلحين على راسها مدينة تكريت.

واعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان نشر على موقعها ان العراق تسلم خمسا من “الطائرات المقاتلة الروسية نوع سوخوي-25 (…) والتي ستساهم في زيادة القدرة القتالية للقوة الجوية وبقية صنوف القوات المسلحة للقضاء على الارهاب”.

وقال مسؤول عسكري ان “طائرة سوخوي متخصصة باسناد القطعات وضرب الارهاب ونحن بامس الحاجة الى هذه الطائرات في هذا الوقت العصيب”، مضيفا ان المقاتلات ستدخل “خلال الايام الثلاثة او الاربعة المقبلة الى الخدمة الفعلية”.

وتابع ان هذه الطائرات ستلعب دورا اساسيا في “مقاتلة تنظيمات داعش الارهابية”، في اشارة الى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، موضحا ان “طيارين لهم خبرة طويلة” هم الذين سيقودون هذه الطائرات التي سيجري تجهيزها بمساعدة فنيين روس.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن الخميس ان بغداد ستشتري اكثر من 12 طائرة روسية ضمن عقد تبلغ قيمته نحو 500 مليون دولار، في وقت تبدي السلطات العراقية سخطها من تاخر الولايات المتحدة في تسليمها طائرات “اف-16” ومروحيات “اباتشي”.

ويشن مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي اعلن الاحد تغيير اسمه الى “الدولة الاسلامية”، الى جانب مسلحي تنظيمات سنية متطرفة اخرى، هجوما منذ اكثر من اسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت (160 كلم شمال بغداد) والموصل (350 كلم شمال بغداد).

واكد تنظيم “الدولة الاسلامية”، اقوى التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

وفي تسجيل صوتي للمتحدث باسمه ابو محمد العدناني، اعلن التنظيم الاحد “قيام الخلافة الاسلامية” وبايع زعيمه ابو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”.

وقال العدناني في التسجيل ان “الدولة الاسلامية” قررت “اعلان قيام الخلافة الاسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد ابو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك اماما وخليفة للمسلمين في كل مكان”.

واضاف المتحدث “عليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة من التداولات والمعاملات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الاسلامية ابتداء من هذا البيان”.

وقال العدناني “ها هي راية الدولة الاسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب الى ديالى (…) وقد كسرت الصلبان وهدمت القبور، وقد عين الولاة وكلف القضاة، واقيمت المحاكم، ولم يبق الا امر واحد، حلم يعيش في اعماق كل مسلم، امل يرفرف له كل مجاهد (…) الا وهو الخلافة”.

وتشن القوات العراقية منذ يومين عملية واسعة في محافظة صلاح الدين تسعى من خلالها الى وقف زحف هؤلاء المسلحين والى استعادة مناطق استراتيجية فقدت السيطرة عليها وعلى راسها مدينة تكريت معقل الرئيس السابق صدام حسين.

وافاد شهود عيان لوكالة فرانس برس الاحد ان طيران الجيش يقوم منذ الفجر بعمليات قصف تستهدف عددا من المواقع التي يتخذ منها قادة المسلحين مراكز لهم في وسط وغرب تكريت، بعد يوم من وصول قوات برية الى الاطراف الغربية للمدينة.

واستهدفت عمليات القصف التي تترافق مع اكبر عملية برية تنفذها القوات العراقية منذ بدء هجوم المسلحين، بحسب شهود العيان، مجمع القصور الرئاسية الواقع في وسط المدينة، والذي يضم ابنية حكومية.

واعلن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد الاحد ان القوات العراقية تقدمت نحو تكريت من عدة محاور، مشددا على ان الاشتباكات مع المسلحين المتطرفين مستمرة.

وذكر عطا ان القوات العراقية قتلت في الساعات ال24 الماضية 70 ارهابيا واحرقت عشرات السيارات في محيط تكريت، مشيرا في الوقت ذاته الى ان هذه القوات نجحت على مدى اليومين الماضيين في تطهير طريق تكريت سامراء (110 كلم شمال بغداد) بعد ابطال “المئات من العبوات الناسفة”.

كما اعلن ان طيران الجيش نفذ 102 طلعة جوية في الساعات ال24 الماضية في انحاء متفرقة من العراق.

وفي كركوك، افاد قائد قوات تضم مسلحين من المنطقة باسم “قوات الصحوة” في منطقة تازة خورماتو الواقعة الى الجنوب من مركز المحافظة ان عشرات المتطوعين من اهالي قرية بشير “تحركوا صباح اليوم صوب قريتهم لتحريرها”.

واضاف ان “اشتباكات تدور بين هؤلاء المتطوعين وبين الارهابيين الذي سيطروا على قرية بشير” التركمانية الشيعية والتي تقع الى الجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) وشهدت الاسبوع الماضي عمليات تصفية بحق عدد من السكان من قبل مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

وتابع ان “المتطوعين هم من قاموا بالهجوم على اماكن تواجد الارهابيين فيما تقوم قوات البشمركة بالاسناد الناري”، لافتا الى ان هناك “شهداء وجرحى من المتطوعين كما ان هناك قتلى في صفوف الارهابيين”.

وحذر مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي الاحد من ان سيطرة المسلحين المتطرفين على اجزاء من البلاد يضع العراق امام مرحلة اخطر من تلك التي مر بها ايام النزاع الطائفي بين 2006 و2008.

سياسيا، اعلنت قيادة “التحالف الوطني” الشيعي، اكبر ائتلاف برلماني، انها الجهة التي ستسمي رئيس الوزراء المقبل، وذلك عقب اجتماع مساء السبت ضم رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم وشخصيات اخرى.

ويستعد البرلمان العراقي المنتخب لعقد اولى جلساته الثلاثاء والتي من المفترض ان تطلق عملية اختيار رئيس جديد للبرلمان ورئيس جديد للبلاد ورئيس جديد للوزراء، في وقت يسعى المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 لولاية ثالثة رغم الانتقادات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها.

وفي الفاتيكان، وجه البابا خلال قداس الاحد نداء الى القادة العراقيين طلب فيه منهم بذل كل الجهود “حفاظا على الوحدة الوطنية وتفاديا للحرب”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية