مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الكونغو الديموقراطية تعزز اجراءاتها لمواجهة ايبولا

صورة وزعتها يونيسف في 13 ايار/مايو 2018 لعاملين في مجال الصحة يعالجون مرضى إيبولا في مستشفى بيكورو بجمهورية الكونغو الديموقراطية. afp_tickers

استنفرت وكالات المساعدة الدولية والبلدان المجاورة لجمهورية الكونغو الديموقراطية الجمعة، لمواجهة وباء حمى ايبولا النزفية، فيما تتزايد حصيلة الضحايا.

ومع ذلك، اكدت منظمة الصحة العالمية ان وباء ايبولا في الكونغو الديموقراطية لا يشكل حاليا “امرا ملحا للصحة العامة على المستوى الدولي”.

وقال رئيس لجنة الطوارىء في المنظمة روبرت ستيفن في مؤتمر صحافي في جنيف ان “خطر انتشار دولي ليس كبيرا” لكن هناك اسباب عديدة للاعتقاد بانه “يمكن السيطرة على الوضع”.

وافادت حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية ان عدد الوفيات الناجمة عن ايبولا في جمهورية الكونغو الديموقراطية بلغ 25 من اجمالي 45 حالة مؤكدة او مشبوهة.

وقد ظهر الوباء في بداية ايار/مايو في منطقة ريفية شمال غرب جمهورية الكونغو الديموقراطية، ثم امتد الى مدينة مبانداكا التي يبلغ عدد سكانها 1،5 مليون نسمة، والواقعة على نهر الكونغو ويصلها بكينشاسا عدد كبير من الانهار.

وذكرت منظمة الصحة العالمية ان هذه الحالة “تزيد من خطر التفشي في جمهورية الكونغو الديموقراطية وفي البلدان المجاورة”.

وقال مصدر طبي ان اكثر من 300 شخص كانوا على اتصال مباشر او غير مباشر مع أشخاص مصابين بمرض ايبولا في مبانداكا عاصمة اقليم الاكواتور.

– “استنفار عال” –

لمواجهة التهديد، اعلنت بلدان مجاورة لجمهورية الكونغو الديموقراطية الجمعة انها في “حالة استنفار عالية”.

وذكرت هذه المنظمة الاقليمية ان “خمسا من ست دول اعضاء في مجموعة افريقيا الشرقية تتقاسم حدودا مع جمهورية الكونغو الديموقراطية وتقيم جميعا مبادلات تجارية مع حركة مرور حدودية كثيفة”، مشيرة الى انه “لم يتم بعد تحديد اي حالة ايبولا في المنطقة”.

واضافت المنظمة ان “الدول الأعضاء اتخذت سلسلة من التدابير الامنية” التي تتضمن الفحص السريع للاشخاص الذين يصلون الى جمهورية الكونغو الديموقراطية واستنفار موظفي القطاع الصحي واقامة مراكز صحية وتشديد قدرات المراكز القائمة والقيام بحملات توعية للسكان.

واعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة عن ارسال اطباء اوبئة وعناصر طبية الى كينشاسا وست عشرة نقطة دخول على حدود جمهورية الكونغو الديموقراطية لمنع انتشار ايبولا.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة انها استنفرت ايضا اكثر من 200 متطوع على صعيد التصدي لانتشار ايبولا.

– “السلطات لم تفعل شيئا” –

بعد ظهور ايبولا في مبانداكا، عبر سكان هذه المدينة في غرب جمهورية الكونغو الديموقراطية عن غضبهم بسبب تقاعس السلطات.

واكدت وزارة الصحة الكونغولية الجمعة لوكالة فرانس برس ان خطة “الرد” على ايبولا قد تم تفعيلها قي مبانداكا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت جسيكا ايلونغا المسؤولة عن الاتصالات في وزارة الصحة ان “خطة الرد على ايبولا قد نشطت” و”مبانداكا تحت الرقابة الصحية”.

واعلنت وزارة الصحة ان “الحكومة اعلنت مجانية العناية لان العائق المادي لا يمكن في اي حال ان يشكل عائقا امام الوصول الى العناية الصحية في فترة الوباء”.

وفي مبانداكا، كان الناس متشككين بعد هذه الاعلانات. وفي تصريح لفرانس برس، قال غاستون بونغونغا “اي نوع من الرد؟ عدد كبير من الوفود يأتون ويغادرون، لكن لا نرى شيئا على الارض”.

وقال كونغولي قلق اسمه ابراهيم لفرانس برس “جئت من بيكورو (بؤرة الوباء الجديدة على بعد حوالى مئة كيلومتر من مبانداكا)، وليس فيها سوى نقطتي مراقبة تبعدان اكثر من 100 كيلومتر عن الطريق في قريتي كالامبا وندينغا”.

واضاف ان “هذا ليس فعالا لان عددا كبيرا ن الاشخاص الذين يسافرون على دراجات نارية وسيرا على الاقدام يفلتون من هذه المراقبة”.

من جانبه، اعتبر كلود احد سكان المدينة ان “السلطات لم تفعل شيئا للحؤول دون وصول ايبولا الى مبانداكا”.

ولم تصدر السلطات الكونغولية التي اتصلت بها وكالة فرانس برس اي رد فعل على الفور.

وقال مسؤول اقليمي من شركة النقل البحري العامة لفرانس برس “هنا في مرفأ مبانداكا النهري، تلقينا تعليمات من السلطات لاقفال جميع المنافذ لارغام الجميع على الخضوع للمراقبة”.

وفي مرفأ مينغي النهري الخاص، كان موظفون من وزارة الصحة يعمدون بصورة تلقائية الى قياس درجات حرارة المسافرين بواسطة ترمومترات الليزر.

لكن جوزف دانغبيلي العامل في المرفأ قال ان “عدد ترمومترات الليزر ليس كافيا، وهذا مرد عصبية الحشود”.

وفي المرافىء، تتألف ادوات الرقابة من ترمومترات الليزر واحواض ماء وصابون سائل وسجل تدون فيه اسماء وعناوين المسافرين لدى وصولهم، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

ولمواجهة وباء ايبولا، يتجه ايضا عدد كبير من الكونغوليين نحو الكنائس.

-“خطر بالغ”-

تواجه البلاد وباءها التاسع منذ ظهوره على الاراضي الكونغولية في 1976.

ويرقى آخر وباء في جمهورية الكونغو الديموقراطية الى 2017. واسفر هذا الوباء الذي تمت سريعا السيطرة عليه عن اربع وفيات كما اعلن رسميا.

وفي الوباء الحالي، أحصيت الحالات حتى الان فقط في منطقة بيكورو الريفية التي من الصعب الوصول اليها على الحدود مع الكونغو برازافيل.

وتقوم منظمة الصحة العالمية بارسال 7540 حقنة تلقيح تجريبي. ووصل حتى الان 4300 حقنة الى كينشاسا.

وضرب وباء ايبولا، الاعنف في التاريخ، غرب افريقيا بين اواخر 2013 و2016 وتسبب بوفاة اكثر من 11،300 شخص من حوالى 29 الف حالة أحصيت، واكثر من 99% منها في غينيا وليبيريل وفي سيراليون.

وكانت المنظمة العالمية للصحة وجهت آنذاك انتقادات حادة لرد الفعل البطيء في هذه الدول.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية