مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المدارس في راخين تفتح ابوابها وسط استمرار نزوح الروهينغا

بنغلادشيون يساعدون لاجئين من الروهينغا على النزول من مركب على ضفة نهر ناف بعد ان تمكنوا من الفرار من بورما، في 30 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

اعلنت السلطات البورمية اعادة فتح المدارس لاطفال الراخين البوذيين في بلدات شهدت اعمال عنف دينية في الولاية الواقعة بغرب البلاد وعودة “الاستقرار”، بحسب ما ذكرته وسائل الاعلام المقربة من الحكومة الاحد، لكن الروهينغا المسلمين يواصلون نزوحهم من هذه المناطق.

وتشهد ولاية راخين اعمال عنف اثر تفجر الاضطرابات اواخر آب/اغسطس الماضي عندما شن متمردون من الروهينغا هجمات على مواقع للشرطة، ما ادى الى اطلاق حملة عسكرية تقول الامم المتحدة انها ترقى الى “تطهير عرقي”.

وفر نصف عدد المسلمين الروهينغا في راخين البالغ نحو مليون نسمة الى بنغلادش منذ تفجر اعمال العنف، ما تسبب بأكبر ازمة لاجئين في العالم. ويقول اللاجئون ان قراهم أحرقها الجيش وعصابات في راخين.

كما ادت اعمال العنف ايضا الى نزوح نحو 30 الفا من البوذيين والهندوس في الولاية.

وقال مسؤولو قطاع التعليم ان المدارس اعادت فتح ابوابها في بلدتي مونغداو وبوثيدونغ “مع عودة الاستقرار” حسب تقرير نشرته صحيفة “غلوبال نيو لايت اوف ميانمار” الاحد.

وافاد التقرير ان “المدارس في قرى معينة آمنة” في اشارة على ما يبدو الى المناطق التي يسكنها بوذيون تعتبرهم السلطات من الاقليات العرقية المعترف بها رسميا في البلاد.

ونقل عن سلطات التعليم في راخين قولها “لكننا بحاجة للتفكير بشأن المدارس في القرى البنغالية”.

ولا تعترف سلطات بورما بالروهينغا كمجموعة عرقية، بل تطلق عليهم “البنغاليون” وتحرمهم من الجنسية.

وتجمع اكثر من الفين من الروهينغا على ضفة نهر الاسبوع الماضي، املا في التوجه الى بنغلادش رغم خطورة الرحلة، وسط نقص حاد للسلع الاساسية، قالوا انهم تلقوا تهديدات من جيرانهم الراخين.

وقالت الحكومة ان المسؤولين حاولوا اقناعهم بعدم المغادرة لكنهم بقوا مصممين على القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر.

ويخشى ان يكون 60 شخصا على الاقل، غالبيتهم من الاطفال، قضوا اثر غرق مركب كان يقلهم الخميس من منطقة بوثيدونغ.

والوصول الى ولاية راخين يخضع لسيطرة مشددة من الجيش البورمي الذي يمنع وسائل الاعلام العالمية ووكالات الاغاثة من الدخول.

ومن المتوقع ان ينضم ممثلون عن الامم المتحدة الى وكالات اغاثة ودبلوماسيين في جولة تنظمها الحكومة الى راخين، هي الاولى من نوعها الى منطقة النزاع.

والغت بورما الجولة التي كانت مقررة الاسبوع الماضي بسبب الاحوال الجوية السيئة كما قالت.

ويتهم البوذيون الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان بورما الامم المتحدة ووكالات الاغاثة غير الحكومية بالانحياز الى جانب الروهينغا الاقلية المنبوذة التي يعتبرون انها تشكل تهديدا للديانة الوطنية.

وتنفي بورما حصول تطهير عرقي في راخين، وتحمل بدلا عن ذلك المتمردين الروهينغا مسؤولية اعمال العنف.

– مخيم في بنغلادش –

الى ذلك، اعلن مسؤول محلي بنغلادشي الاحد ان بلاده ستنقل 15 الف لاجئ من الروهينغا فروا الى منطقة قبلية جبلية مضطربة قرب الحدود الى احد المخيمات.

وغالبية الروهينغا النصف مليون الذين فروا الى بنغلادش، جرى ايواؤهم في مخيمات مكتظة اقيمت على اراض حكومية.

لكن الالاف لجأوا الى منطقة بندربان المجاورة، على سلسلة هضاب شيتاغونغ حيث شنت قبائل من السكان الاصليين حربا انفصالية ابان ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

وتخشى السلطات البنغلادشية ان يؤدي وجودهم الى اعادة اشعال التوتر الديني بين المسلمين المحليين والاقلية القبلية وغالبيتهم من البوذيين.

وقال مسؤول الحكومة في بندربان ديليب كومار بانيك لوكالة فرانس برس ان “الحكومة قررت الان نقل كل الواصلين الجدد وعددهم 15 الفا الى المخيم الرئيسي لضمان امن والسلام في منطقة الهضاب”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية