مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المرأة السودانية تواصل الكفاح من اجل المساواة بعد الاطاحة بالنظام

الناشطة والمحامية السودانية أماني عثمان اثناء مقابلة مع فرانس برس في 14 تموز/يوليو 2019 في الحرطوم. afp_tickers

تقول المحامية والناشطة الحقوقية السودانية أماني عثمان التي أمضت سبع ساعات في زنزانة شديدة البرودة و40 يوما في السجن بسبب تظاهرها ضد النظام السوداني، ان المرأة السودانية ستستمر في الكفاح من أجل المساواة.

وفي هذا البلد الذي تسود فيه أحكام تفرض على المرأة قيودا كثيرة باسم الشريعة الاسلامية، كانت النساء في مقدمة حركة الاحتجاج التي أدت الى الاطاحة بالرئيس عمر حسن البشير الذي خلعه الجيش في 11 نيسان/ابريل 2019 بعد أن حكم البلاد 30 سنة.

ففي 12 كانون الثاني/يناير الماضي أقتيدت أماني عثمان الى أماكن حبس انفرادي تعرف ب “الثلاجة” في الخرطوم. وفي السودان الذي كثيرا ما تقترب فيه درجات الحرارة من خمسين درجة، يشكل البرد الشديد أحد وسائل تعذيب المعارضين.

وتروي عثمان “في تلك الغرفة لا توجد منافذ ولاشيء فقط هواء مكيف بدرجة تبريد قصوى واضاءة على مدار اليوم وكامل أيام الاسبوع”.

ويوجد موقع “الثلاجة” في مركز احتجاز تديره أجهزة المخابرات وفي مبنى سري على حافة النيل الازرق.

-“أيقونة”-

أدخل عشرات المناضلين والمتظاهرين والمعارضين السياسيين لنظام البشير ذلك المبنى الذي يسميه عناصر المخابرات “الفندق”، وتقول عثمان أنه مكان “قذر”.

وتجري عمليات الاستجواب في تلك الغرف المبردة جدا. واثر الاستجواب وبحسب مزاج الحراس يسمح للموقوف بالمغادرة او ينقل الى سجن.

ولدى وصولها تتذكر أماني عثمان ان أحد عناصر المخابرات هنأ رفاقه قائلا “لقد تصيدتم الحيوانة”. ثم تمت مصادرة جميع اغراضها باستثناء مصحفها.

وخلال استجوابها كانت ترتعد بردا. وخاطبها أحد رجال الأمن قائلا بتهكم “تريدين التظاهر للمطالبة بظروف افضل؟ فقط بلغينا وسنبذل ما بوسعنا لاجل ذلك”.

وأضافت “تم توقيفي في مخالفة لكافة القوانين والاخلاق لاني مناضلة ولاني أدافع عن النساء في البلاد التي لا صوت لهم فيها”.

من جانبها قالت سلوى محمد (21 عاما) “لاني امرأة لا يمكنني الخروج لوحدي ولا يمكنني الدراسة في الخارج ولا البس كما أريد”.

وكانت تتظاهر كل يوم “لاسماع صوت المرأة” في الاعتصام الذي نظمه المحتجون في نيسان/ابريل أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.

وهناك كانت آلاء صالح (طالبة-22 عاما) أيقونة الثورة السودانية، واشتهرت بالقاء القصائد التي تمجد بطولات المراة السودانية.

وفي الثالث من حزيران/يونيو تم فض الاعتصام غير المسبوق المطالب بحكم مدني، بالقوة. وبعد أسابيع من التوتر وقع المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج اتفاقا لفترة انتقالية من ثلاث سنوات.

وتؤكد أماني عثمان “لن ننتظر أن نمنح حقوقنا، سنكافح من أجل الحصول عليها” مضيفة ان السودانيات “يطالبن ب 40 بالمئة من مقاعد البرلمان القادم”.

وقالت ان ائتلاف “قوى الحرية والتغيير” الذي يقود الاحتجاجات ضمن هذا المطلب في الاتفاق المبرم مع المجلس العسكري.

وتقول أميرة التيجاني استاذة الانكليزية في جامعة الاحفاد للبنات في ام درمان “ان هذه الحركة تمثل فرصة للنساء لاسماع أصواتهن”.

– “فضاء للحرية” –

هذه الجامعة التي تاسست في 1966 والمخصصة فقط لللاناث فريدة من نوعها في البلاد. وهي تدرس مثلا الطب والصيدلة وعلم النفس، وفيها يتم شرح حقوق المرأة السودانية وتحذير الطالبات من ظواهر الختان والزواج المبكر او بالغصب.

وتقول ايوب البينو اكول (22 عاما) طالبة الصيدلة فيها “ان هذا المكان يمثل فضاء للحرية”. وفي الجامعة تزيل الطالبة غطاء الراس وترتدي ملابس عصرية.

وتقول دوالي (46 عاما) التي تدرس القرآن في جامع أم درمان “الاسلام يمنح الحرية للرجال والنساء”، مشيرة إلى أن “الدين أوصى بتطبيق الشريعة حسب رغبة كل فرد”.

وتقول أماني عثمان انه تم “تحريف” قواعد الشريعة خلال 30 عاما من القراءة المتشددة لنظام عمر البشير (الذي تحالف مع الاخوان المسلمين) وذلك “لكم أفواه النساء”.

وأضافت في تفاؤل “لكن سودانا جديدا يولد، مع حكومة مدنية ستتيح المساواة” في البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية