مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المرشحان في الانتخابات الرئاسية الافغانية يتوصلان الى اتفاق

كرزاي وكيري خلال مؤتمر صحافي القصر الرئاسي في كابول السبت 12 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

توصل المرشحان في الانتخابات الرئاسية الافغانية الى اتفاق تاريخي لاعادة فرز ثمانية ملايين صوت لتسوية الخلاف حول نتائج الاقتراع بعد يومين على تكثيف وزير الخارجية الاميركي جون كيري جهوده الدبلوماسية.

واعلن كيري ذلك فجأة خلال مؤتمر صحافي عقده السبت في مقر الامم المتحدة في كابول بعد ساعات من الانتظار موضحا ان عملية اعادة الفرز ستـبدأ خلال الساعات ال24 المقبلة.

وتعهد المرشحان بالالتزام بنتائج عملية الفرز وان الفائز سيعلن رئيسا مقبلا لافغانستان وسيسعى على الفور الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واول الاصوات التي سيعاد فرزها ستكون في كابول في حين ستنقل صناديق الاقتراع من كافة ارجاء البلاد وسط اجراءات امنية مشددة من قوة الحلف الاطلسي وقوات الامن الافغانية الى العاصمة الافغانية وستوضع تحت حماية امنية.

وتصافح المرشحان وكيري في نهاية المؤتمر الصحافي بعد التوصل الى الاتفاق الذي اتى اثر مخاوف من اندلاع اعمال عنف اتنية جديدة.

واغرق المأزق في اختيار الفائز لخلافة الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي افغانستان في ازمة سياسية ونسف امال واشنطن في عملية سهلة لنقل السلطة في وقت تسعى الى سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية 2016.

والنتائج الاولية في الدورة الثانية من الاقتراع التي نشرت الاثنين اظهرت تقدم اشرف غني. لكن عبد الله عبد الله اعلن فوزه مؤكدا ن عمليات غش على نطاق واسع سلبت منه هذا الفوز.

وقال كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي تاخر عن موعده ست ساعات ان “المرشحين تعهدا بالمشاركة والالتزام بنتائج عملية اعادة فرز الاصوات وسيتم التدقيق في كافة الاصوات اي نسبة مئة بالمئة”.

واضاف ان “هذا اقوى دليل على ان المرشحين يرغبان في اضفاء شرعية على الاقتراع والديموقراطية في افغانستان”. واوضح ان “الفائز سيعلن رئيسا وسيشكل على الفور حكومة وحدة وطنية”.

لكن عملية اعادة فرز الاصوات ستستغرق وقتا. واكد كيري ان كرزاي وافق على تاجيل حفل التنصيب المقرر في الثاني من اب/اغسطس. وقال كيري “احترمنا مطالب المرشحين وسيتم التدقيق في الاصوات وفقا لاعلى المعايير الدولية”.

وغني خبير الاقتصاد السابق في البنك الدولي الذي تقدم عليه عبد الله بفارق كبير خلال الدورة الاولى في نيسان/ابريل، دعا الافغان الى التحلي بالصبر. وقال “سنحترم ارادة الشعب ولن نقبل ولا بصوت واحد مزور”.

وقال عبد الله من جهته ان الجانبين توصلا الى “اتفاق تقني وسياسي”. واضاف “امل في ان يكون ذلك في مصلحة الشعب الافغاني”.

وهنأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المرشحين على “اعطاء اولوية لمصلحة الشعب الافغاني”. وقال “امل في ان تعيد عملية اعادة فرز الاصوات ثقة الافغان بالعملية الانتخابية ونتائجها”.

واثار اعلان عبد الله فوزه الاثنين توترا وحمل واشنطن على التحذير من ان العنف سيؤدي الى وقف المساعدة الاميركية لافغانستان.

وكرزاي الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية جديدة بقي حياديا في الخلاف لكن انصار عبد الله اتهموه بدعم غني.

وقال السبت “ارحب وادعم هذا الاعلان وامل ان يعاد فرز الاصوات بنسبة 100% في اقرب فرصة”.

وطلب رئيس بعثة الامم المتحدة في افغانستان يان كوبيس السبت من المنظمات الدولية ان “تسارع” الى ارسال مراقبين يتولون التدقيق في كل بطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية الافغانية.

فعودة التوترات الاتنية في بلد لا يزال ضحية حركة تمرد طالبان، قد تحيي شبح الحرب الاهلية في التسعينات التي سبقت وصول طالبان الى السلطة في 1996.

واشرف غني وهو من الباشتون يحظى بدعم هذه الاتنية التي تشكل الغالبية في الجنوب، بينما يحظى عبد الله عبد الله ورغم ان والده باشتوني، بدعم الطاجيك في الشمال.

وبعد 13 عاما على الغزو الاميركي في 2001 الذي اطاح نظام طالبان تسعى كافة الاطراف الى الحفاظ على المكاسب مثل نسبة التعليم وحقوق المراة.

لكن القوات الافغانية تعلم انها ستواجه حركة تمرد وحدها بعد انسحاب القوات الدولية من هذا البلد.

كما تريد واشنطن توقيع اتفاق حول حماية القوات الاميركية التي ستبقى في البلاد حتى نهاية 2016.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية