مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المصريون ينتخبون برلمانا مؤيدا بمعظمه للسيسي

رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية ايمن عباس (وسط) يعلن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 4 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

انتخب المصريون بدون حماسة كبرى برلمانا مؤيدا بشكل شبه كامل للرئيس عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي اثر احتجاجات شعبية عارمة واسكت المعارضة.

وبحسب النتائج الرسمية التي اعلنها الجمعة رئيس اللجنة العليا للانتخابات ايمن عباس فان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت على مرحلتين طوال شهر ونصف الشهر بلغت 28,3%.

وقال عباس خلال مؤتمر صحافي ان “28,3% من الناخبين اي حوالى 15 مليون شخص من اصل 53 مليون شخص (ناخب) ادلوا باصواتهم”.

وفازت قائمة “في حب مصر” المؤيدة للسيسي والتي تضم عددا كبيرا من الاعضاء السابقين في “الحزب الوطني الديموقراطي” الذي كان يترأسه حسني مبارك بجميع المقاعد ال 120 المخصصة لنظام القوائم.

وفي البرلمان المصري 596 نائبا يجري انتخاب 448 منهم وفق النظام الفردي و120 وفق نظام القوائم، بينما يعين الرئيس 28 نائبا.

واضاف عباس ان “اجمالي عدد النواب في المرحلة الثانية بلغ 282 نائبا منهم 60 نائبا عن القوائم ينتمون لقائمة +في حب مصر+ و222 نائبا عن النظام الفردى، منهم 85 نائبا ينتمون للأحزاب السياسية بنسبة 38.3%، و137 نائبا من المستقلين بنسبة 61.7%”.

واضاف أن “عدد النواب المستقلين في المرحلتين بلغ 316 نائباً بنسبة 56,9%، وعدد النواب المنتمين للأحزاب السياسية في المرحلتين بلغ 239 نائبا”.

ويرى محللون ان الغالبية الساحقة او حتى جميع النواب الجدد ال596 تقريبا يدعمون السيسي.

وقال حازم حسني الخبير السياسي في جامعة القاهرة عشية اعلان النتائج “سيكون برلمانا للرئيس، لا اعتقد انه ستكون هناك معارضة فعلية او انه سيرسي توازنا في مواجهة سلطة رئيس الدولة”.

وجرت الانتخابات التي انطلقت في تشرين الاول/اكتوبر على مرحلتين: الاولى في 14 محافظة والثانية في 27 محافظة.

– آخر استحقاقات “خارطة الطريق”-

ونسبة المشاركة الضعيفة نسبيا تتناقض مع الحماسة الشعبية التي كانت الانتخابات التشريعية التي جرت في 2012 اثارتها بعد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك في 2011.

وفازت جماعة الاخوان المسلمين انذاك بالانتخابات واصبح محمد مرسي في السنة نفسها اول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر.

لكن في 2013 واثر احتجاجات شعبية عارمة ضد مرسي قام السيسي، وكان انذاك قائدا للجيش، بعزل مرسي وبدأ حملة قمع للمعارضة وخصوصا الاسلامية منها. ولاحقا صنفت جماعة الاخوان المسلمين “منظمة ارهابية”.

ولا يزال السيسي يحظى بدعم كبير في اوساط غالبية المصريين الذين اتعبتهم الاضطرابات السياسية والامنية المتواصلة منذ الاطاحة بمبارك.

والانتخابات البرلمانية هي اخر استحقاقات خارطة الطريق التي اعلنها السيسي عقب عزل مرسي في تموز/يوليو 2013 والتي شملت وضع دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات رئاسية اكتسحها السيسي بنحو 96% من الاصوات المشاركة.

وهذه الانتخابات البرلمانية هي الاولى منذ حل مجلس الشعب الذي هيمن عليه الاسلاميون في 2012، في غياب كامل للمعارضة لان السلطات تقمع كل الاصوات المخالفة الاسلامية والعلمانية على حد سواء.

وجاءت هذه الانتخابات في وقت تشهد فيه البلاد اعمال عنف يقوم بها الجهاديون وخصوصا في شمال شبه جزيرة سيناء حيث يكثف “ولاية سيناء” فرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر هجماته ضد الجيش والشرطة.

واعمال العنف اضرت كثيرا بالاقتصاد المصري الذي تضرر بشدة من الاضطرابات السائدة في البلاد منذ 2011 والذي تعهد السيسي بالعمل على انهاضه.

كما تضررت السياحة، العمود الفقري للاقتصاد، بسبب الاضطرابات السياسية والامنية وتراجع اعداد السياح الغربيين وسقوط الطائرة الروسية الذي ادى الى مقتل ركابها ال224 فوق سيناء والذي اكدت موسكو انه اعتداء بالقنبلة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية