مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة التركية تعقد “مؤتمرا من اجل العدالة” تحديا لاردوغان

زعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار اوغلو يطلق حمامة خلال مسيرة ضخمة في اسطنبول في 9 تموز/يوليو، 2017 afp_tickers

يعقد زعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار اوغلو السبت “مؤتمرا من اجل العدالة” يستمر اربعة ايام لتثمين نجاح “المسيرة من اجل العدالة” التي كان نظمها وللتنديد بالانتهاكات المنسوبة للرئيس رجب طيب اردوغان.

ويعقد رئيس حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) هذا المؤتمر في ساحة مكشوفة في محافظة جاناكالي (شمال غرب) ويشمل كل يوم جلسات تتطرق الى مختلف انتهاكات حقوق الانسان التي تنسب الى السلطة التركية.

وبينما المنافسة السياسية قبل عامين من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، يعقد اردوغان من جهته السبت تجمعا كبيرا في مالازغرد (شرق) احياء لذكرى المعركة التي هزم فيها جيش سلطان سلجوقي البيزنطيين في عام 1071.

واختيار حزب الشعب الجمهوري جاناكالي يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، اذ انها شهدت معركة غاليبولي صد خلالها الجيش العثماني القوات المتحالفة اثناء الحرب العالمية الاولى. وباتت هذه المعركة رمزا للمقاومة التي ادت الى تأسيس مصطفى كمال اتاتورك الجمهورية التركية الحديثة في 1923.

وكان كمال كيليتشدار اوغلو قطع في بداية صيف 2017 مشيا على الاقدام نحو 450 كلم هي المسافة بين انقرة واسطنبول للاحتجاج على اعتقال نائب من حزبه هو انيس بربير اوغلو الذي حكم عليه بالسجن 25 عاما لتسريبه معلومات سرية الى صحيفة “جمهورييت” المعارضة.

ورفع خلال تلك المسيرة شعار واحد هو “العدالة”. وقد بلغت اوجها مع وصولها الى اسطنبول مع تجمع لمئات آلاف الاشخاص.

-“تعطش للعدالة”-

ازعجت هذه المسيرة الطويلة ونجاحها بشدة اردوغان ونظمت من دون مشاكل وسط حماية من قوات الامن.

ورأى كمال كيليتشدار اوغلو في مقابلة مع قناة “ان تي في” مساء الاربعاء ان “المسيرة من اجل العدالة فاقت المعتاد”. واضاف “لقيت دعما من الجماهير لم اكن انا نفسي اتوقعه لان هذا البلد متعطش للعدالة”.

واوقفت قوات النظام التركي منذ محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016 وحالة الطوارىء التي تلتها، اكثر من خمسين الف شخص.

وطرد او اوقف عن العمل اكثر من 140 الفا آخرين بينهم جامعيون وقضاة وعسكريون وامنيون.

والمح اردوغان مرارا الى ان زعيم حزب الشعب الجمهوري قد يتعرض للتحقيق لكن مسؤولين في الحكومة شددوا على ان لا شيء من هذا قيد الاعداد.

وقال الرئيس التركي خصوصا “لا تتفاجأوا اذا كشفت روابط بين كيليتشدار اوغلو وشخص مسجون” في اشارة الى انيس بربير اوغلو.

وفاز اردوغان في نيسان/ابريل 2017 باستفتاء لتوسيع سلطاته ويبدو ان البلد انخرط منذ الآن في حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وحض اردوغان الذي عبر عن رغبته في الترشح مجددا لولاية جديدة، حزبه الاسلامي المحافظ (حزب العدالة والتنمية) على اعادة هيكلته استعدادا للاقتراع.

وفي مؤشر على التوتر بين اردوغان وكيليتشدار اوغلو، انتقد الرئيس التركي صورة لزعيم المعارضة وهو يتناول الغداء في مقطورته اثناء المسيرة التي نظمها وقد ارتدى قميصا بلا اكمام.

ويتم تشبيه كيليتشدار اوغلو في بعض الاحيان من قبل انصاره بالزعيم الهندي المهاتما غاندي. وابدى اردوغان امتعاضه من وصف زعيم المعارضة في صفحة اولى لصحيفة بانه “المواطن كمال”.

وعلق اردوغان “احدهم نظم مسيرة مزعومة من اجل العدالة مع الجلوس بين الفينة والاخرى في مقطورته وتناول الاكل بقميص بلا اكمام (..) هذا مهين لمواطني”.

ورد عليه كيليتشدار اوغلو قائلا “انا اتحدث عن العدالة وهو يتحدث عن قميص بلا اكمام” مشيرا الى ان الصورة هي “لاسرة من الاناضول” وانه “كان يتناول غداءه بهدوء مع ابنته”. واكد “انا لم آت من قصر. انا انسان عادي وبسيط”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية