مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة السورية المجتمعة في الرياض تشترط تحقيق مطالبها الانسانية قبل التفاوض

رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب، في باريس في 11 كانون الثاني/يناير 2016 afp_tickers

اعلنت المعارضة السورية المجتمعة في الرياض الخميس انها لن تشارك في المفاوضات المقررة الجمعة في جنيف قبل تحقيق مطالبها الانسانية التي قدمتها الى الامم المتحدة.

وقبل وقت قصير، كان الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا يوجه نداء الى الشعب السوري يقول فيه ان مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة “لا يمكن ان تفشل”.

وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية بثت مساء الخميس “غدا لن نكون في جنيف”.

واضاف “قد نذهب الى جنيف، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الانسانية”، في اشارة الى مطالب بعثت بها الهيئة الى الامم المتحدة حول ضرورة ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين.

واكد حجاب من الرياض حيث تواصل الهيئة اجتماعاتها منذ ثلاثة ايام من دون ان تحسم موقفها من المشاركة في المفاوضات، ان “السكان يموتون جوعا رغم تعهدات الامم المتحدة”، مشيرا الى ان القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي في كانون الاول/ديسمبر “يطالب برفع الحصار ووقف القصف بشكل فوري (…) وروسيا دعمت القرار لكنها تقصف مناطق مدنية في سوريا”.

وكان منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة من اطياف واسعة من المعارضة العسكرية والسورية بالمفاوضات، قال لوكالة فرانس برس “نعم، اجتماعات جنيف ستبدأ الجمعة، ولن نكون هناك باعتبار اننا لم نتخذ قرارا بعد في ما يتعلق بالمشاركة”.

واضاف ماخوس “سنواصل اجتماعاتنا غدا (الجمعة) في الرياض”.

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا ان المعارضة تحاول تحسين مواقعها قبل المفاوضات.

واضافت “بما ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يشعر بانه في وضع افضل” نتيجة تثبيت مواقعه على الارض اخيرا بفضل الدعم الجوي الروسي، فهو “يتشدد في مواقفه ويريد اعطاء الاولوية للشؤون الانسانية من اجل التغطية على الحديث عن مصيره”.

وتابعت ان هذا “يحرج المعارضة التي باتت تتحرك ضمن هامش ضيق، ولا ترغب بان يفرض عليها وفد النظام جدول اعماله”.

وقالت لوفالوا “انها اسوا لحظة بالنسبة الى المعارضة”.

وقال حجاب ان الهيئة لم تجد “ان هناك معطيات لنجاح العملية التفاوضية لان اي عملية تفاوضية تحتاج الى بيئة ملائمة”، معتبرا ان “روسيا وايران والنظام لا يسعون الى حل سياسي بل يعملون على تأجيج الصراع في المنطقة لفرض الحل العسكري والامني”.

وفي رسالة وجهها الى الشعب السوري الخميس، قال دي ميستورا ان المفاوضات “لا يمكن ان تفشل”.

واضاف في شريط مصور بالانكليزية مع تسجيل صوتي مرفق بالعربية موجه “إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سوريا، سواء كانوا بداخل سوريا أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان”، “نحن لن نخيب آمالكم فينا، ولن تتخلى الأمم المتحدة أبدا عن الشعب السوري”.

وتسبب النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات بمقتل اكثر من 260 الف شخص وبتهجير الملايين.

– تمثيل المعارضة –

على صعيد آخر، اعلن حجاب انه تلقى تاكيدات من المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ان وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف.

وقال ان “بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له”.

واضاف “هناك وفد واحد لتمثيل المعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، واي كلام غير هذا سيدفع الهيئة الى عدم المشاركة في مفاوضات جنيف”.

وافاد صحافيون في وكالة فرانس برس ان شخصيتين معارضتين من خارج الهيئة العليا موجودتان في جنيف، هما هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض، ورئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير قدري جميل المقيم في موسكو.

وقالت مصادر في الحزبين لفرانس برس ان مناع وجميل تلقيا دعوتين “بصفة شخصية”.

وانبثقت الهيئة العليا للمفاوضات التي يراسها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب عن اجتماع موسع لاطياف من المعارضة العسكرية والسياسية عقد في الرياض في كانون الاول/ديسمبر. ولم يشارك مناع وجميل في لقاء الرياض.

وتصر موسكو على اشراك حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ابرز حزب ممثل للاكراد السوريين في المفاوضات، لكنه لم يتلق دعوة حتى الآن.

وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى البدء سريعا بالمفاوضات من اجل انتقال سياسي في سوريا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الايراني حسن روحاني “من الملح اتخاذ اجراءات انسانية والتفاوض على انتقال سياسي. انه امر ممكن”.

وحضت الولايات المتحدة الاربعاء الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة.

وفي موسكو، اعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان بلاده اقترحت عقد اجتماع دولي حول الازمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في ميونيخ في 11 شباط/فبراير المقبل.

وكان دي ميستورا اعلن ان مفاوضات جنيف قد تستمر لستة اشهر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية