مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الوفدان الليبيان تعاملا ب”ايجابية” مع مشروع الاتفاق الجديد

مبعوث الامم المتحدة برناردينو ليون يتحدث الى الصحافة في الصخيرات 9 يونيو 2015 afp_tickers

اكد الموفد الاممي برناردينو ليون الثلاثاء ان الوفدين الليبيين المفاوضين في المغرب تعاملا ب”ايجابية” مع مشروع الاتفاق الجديد للامم المتحدة، وذلك سعيا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية واخراج هذا البلد من الفوضى.

وفي وقت اجتمع ممثلو البرلمانين المتنافسين مجددا منذ الاثنين في منتجع الصخيرات قرب الرباط، اكد ليون ان اجتماعا سيعقد في المانيا الاربعاء.

وتحاول الامم المتحدة منذ اشهر التوصل الى تسوية تتيح تشكيل حكومة وحدة في ليبيا وتامل بتحقيق ذلك قبل حلول شهر رمضان في اواسط حزيران/يونيو. وقدمت مساء الاثنين خلال مراسم رسمية مشروع اتفاق رابعا في هذا الصدد بعد فشل المشاريع الثلاثة السابقة.

وصرح ليون الثلاثاء للصحافيين “كل ما استطيع قوله حتى الان ان رد الفعل كان ايجابيا. لم تجر حتى الان مناقشات معمقة بين جميع المشاركين، ولكن هناك اجواء تفاؤل وامال كبيرة”.

واضاف “نحن امام احتمال التوصل الى تسوية ثلاثية: في المجتمع الليبي وبين المشاركين في الحوار وايضا في المجتمع الدولي”.

لكن اعضاء في برلمان طبرق المعترف به دوليا رفضوا كشف هوياتهم، تحدثوا عن استمرار الخلاف حول “بندين” على الاقل من دون تفاصيل اضافية.

وعلى كل من الوفدين ان يتشاور مع برلمانه هذا الاسبوع لمناقشة مشروع الاتفاق قبل ان يعود الى المغرب.

وصباح الثلاثاء، اجرى ليون مشاورات جديدة في شكل منفصل مع الوفدين بحسب مراسل فرانس برس في الصخيرات.

واوضح المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في ليبيا سمير غطاس ان هناك زيارة لبرلين مقررة بعد الظهر بهدف لقاء “مسؤولين اوروبيين و(اخرين) في دول اعضاء في مجلس الامن” الاربعاء.

واعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان هذا الاجتماع سيكون فرصة ل”تبادل الاراء مع ممثلي ليبيا ال23 في مفاوضات السلام التي تقودها الامم المتحدة والموفد برناردينو ليون”. وسيتم اللقاء في حضور وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير.

ويتعرض الوفدان الليبيان لضغوط المجتمع الدولي القلق خصوصا من توسع تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في اتجاه ليبيا.

ودعت دول مجموعة السبع في ختام قمتها في المانيا الاثنين الوفدين الى اتخاذ “قرارات سياسية جريئة” وابرام “اتفاق سياسي”.

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 معارك عنيفة بين جماعات مسلحة، وسط انقسام سياسي بين برلمانين يتنازعان السلطة بالاضافة الى تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي البلاد حاليا حكومتان وبرلمانان متنازعان: الاولى في طرابلس وتخضع لسيطرة ائتلاف فجر ليبيا الذي يضم عددا من المجموعات المسلحة بينها اسلاميون، والثانية في طبرق بشرق البلاد وتحظى باعتراف المجتمع الدولي.

ونشرت بعثة الامم المتحدة في ليبيا مشروع الاتفاق الاخير على موقعها وهو يتالف من 69 مادة تنص خصوصا على تشكيل حكومة وفاق لمدة عام وتعيين رئيس وزراء امامه مهلة شهر لعرض تشكيلة حكومته امام البرلمان.

واعلن ليون الاسبوع الفائت استعداد الامم المتحدة لاقتراح اسماء الشخصيات الليبية التي يمكن ان تشارك في حكومة الوفاق، ما ان يتم التوصل الى اتفاق.

وكانت الامم المتحدة اكدت الجمعة ان المحادثات وصلت الى “مرحلة حاسمة” ودعت “جميع الاطراف الى تحمل مسؤولياتهم امام التاريخ”.

والاحد في القاهرة، اعرب مسؤولون من مصر والجزائر وايطاليا في اجتماع عن تاييدهم لمفاوضات المغرب.

كذلك، اعرب وزراء دفاع عشر دول متوسطية اجتمعوا الاثنين في تونس عن “دعمهم التام للمبادرة” الاممية، بحسب ما اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان.

وقال الوزير الفرنسي “من يعتقدون ان هناك حلا عسكريا (في ليبيا) يسهلون الطريق امام داعش (الدولة الاسلامية) الذي لا يطلب سوى ذلك”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية