مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اليونان سددت دينها لصندوق النقد في نيسان/ابريل وغموض حول الدفعات التالية

لاغارد تتحدث في واشنطن afp_tickers

بعد ايام من الشكوك، سددت اليونان الخميس ما هو متوجب عليها لصندوق النقد الدولي خلال شهر نيسان/ابريل، لكن الغموض يلف قدرتها على احترام تسديد ديونها اعتبارا من الشهر المقبل في غياب اتفاق مع دائنيها.

واكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد تسديد اليونان الدين المستحق وقالت ردا على سؤال بهذا الشان اثر كلمة القتها في واشنطن “لقد تلقيت اموالي”.

وصرحت لاغارد لاحقا لقناة سي ان بي سي الاميركية “تلقينا الدفعة المتوجبة اليوم بكاملها وانا سعيدة لحدوث ذلك بشكل منظم”.

وتابعت “المهم الان هو مواصلة السلطات اليونانية والجهات المانحة الثلاث، صندوق النقد الدولي والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي العمل ليروا كيف يمكننا معا تحديد الاجراءات الكفيلة باخراج اليونان من الوضع السيئ جدا الذي قد تؤول اليه في حال عدم اتخاذها”.

وتابعت “الهدف هو العودة الى الانتعاش الاقتصادي والاستقرار المالي وضمان سيادة اليونان الكاملة على مصيرها الاقتصادي”.

في الوقت نفسه يواصل رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في موسكو حملته للتقرب من روسيا التي يتابعها الاتحاد الاوروبي بدقة.

وكان مصدر مطلع اكد لوكالة فرانس برس ان امر تسديد 459 مليون يورو لاستحقاق نيسان/ابريل لصندوق النقد الدولي وصل الى بنك اليونان الاربعاء موضحا انه “من المستحيل الا تغطي اليونان كامل دينها هذا الشهر”.

ويشمل هذا الدين ايضا حوالى 400 مليون يورو من الفوائد وتجديد سندات خزينة بقيمة 2,4 مليار يورو تنتهي في 14 و17 نيسان/ابريل لستة اشهر وثلاثة اشهر.

وكانت وكالة الدين اليونانية نجحت الاربعاء في تجديد 1,4 مليار يورو من سندات الخزينة لستة اشهر معظمها لدى مصارف ومستثمرين يونانيين.

وقال مصدر في وزارة المالية لفرانس برس انه لن تكون هناك مشكلة في دفع رواتب الموظفين الاسبوع المقبل.

ورغم تسديد الدين حافظ وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس على لهجته المتحدية بقوله “لن نوقع على اي شيء تعطوننا اياه لمجرد الحصول (على المال)”. واضاف خلال زيارته لباريس “لا نعد بشيء لمجرد الحصول على الدفعة التالية من المساعدات”.

وساهم تسيبراس بنفسه الى حد كبير في الابقاء على التخوف من احتمال العجز عن تسديد الاموال، في رسالة اقرب الى انذار وجهها الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في 15 آذار/مارس.

وكان فاروفاكيس توجه شخصيا الى واشنطن الاحد لطمأنة المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد.

وتنتظر اليونان التي جفت مواردها منذ وصول الحكومة اليسارية المتطرفة الى السلطة بقيادة حزب سيريزا، منذ آب/اغسطس للحصول على 7,2 مليارات يورو.

وهذه هي الدفعة الاخيرة من المساعدة الاوروبية في اطار خطط صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي التي تبلغ قيمتها الاجمالية 240 مليار يورو واطلقت في 2010 مقابل اصلاحات كبيرة في البلاد.

ويفترض ان تسدد اليونان في ايار/مايو 760 مليون يورو الى صندوق النقد الدولي و320 مليونا من الفوائد وان تجدد سندات خزينة بقيمة 2,8 مليار يورو من سندات الخزينة.

وقال المصدر نفسه ردا على سؤال حول ما اذا كانت ستتمكن اليونان من تحقيق ذلك “من يعرف؟ سنرى”، معترفا “بضرورة حل المشكلة قبل نهاية الشهر”.

وفي هذا الاطار، يواصل تسيبراس الخميس زيارته لموسكو على الرغم من امكانية اغضاب شركائه الاوروبيين.

ومن موسكو حيث يقوم بزيارة ليومين دعا تسيبراس الى “تسوية مشرفة” وقال “انا واثق رغم الصعوبات ان كل القوى ستتوصل الى تسوية مشرفة”.

والتقى تسيبراس الذي يؤكد على حقه في اتباع السياسة الخارجية التي يختارها على الرغم من الفتور بين الاتحاد الاوروبي وروسيا حول المسألة الاوكرانية، رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف بعد محادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين.

ولم يطلب رئيس الوزراء اليوناني مساعدة مالية من روسيا لكن البلدين سيعززان التعاون الاقتصادي بينهما.

ويمكن ان تشارك اليونان في مشروع انبوب الغاز الروسي التركي تيركيش ستريم لنقل الغاز الروسي الى جنوب اوروبا.

من جهة اخرى، حتى اذا كانت روسيا لا تستطيع استثناء اليونان من الحظر الذي فرضته على المنتجات الزراعية للاتحاد الاوروبي، قالت اثينا ان البلدين اتفقا على التفاف ممكن على المشكلة عبر انشاء شركات زراعية يونانية روسة مشتركة.

وتواصل الخميس في بروكسل اجتماع عمل للخبراء الفنيين في منطقة اليورو حول اليونان ويتعلق الاجتماع بدراسة مشروع الاصلاحات الذي يقع في 26 صفحة وقدمه اليونانيون في نهاية آذار/مارس.

وقال مصدر اوروبي في بروكسل الاربعاء ان المحادثات لا تتقدم “الا بخطوات صغيرة”. الا انه لم يستبعد تسديد جزء على الاقل من مساعدة مجموعة اليورو في 24 نيسان/ابريل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية