مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اليونيسكو تدين الغارة على صنعاء القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي

البحث عن ناجين وسط انقاض احد مباني صنعاء القديمة في 12 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

دانت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) غارة جوية لقوات التحالف العسكري بقيادة السعودية استهدفت الجمعة المدينة القديمة في صنعاء والمدرجة على لائحة التراث العالمي.

واسفرت الغارة، وهي الاولى التي تستهدف المدينة القديمة في صنعاء منذ بدء الحملة الجوية ضد المتمردين الحوثيين في 26 اذار/ماس الماضي، عن مقتل خمسة اشخاص وتدمير ثلاثة منازل في المدينة القديمة.

وافاد مراسل لفرانس برس ان صاروخا استهدف حي القاسمي حيث الاف المنازل التي شيدت قبل القرن الحادي عشر.

وقال شهود ومصادر طبية ان الصاورخ لم ينفجر ومع ذلك ادى الى تدمير ثلاثة منازل كل منها بثلاث طبقات كما اوقع خمسة قتلى بينهم امراة وطفل.

ووصفت اليونيسكو المدينة القديمة بانها “واحدة من اقدم جواهر” الحضارة الاسلامية.

وقالت المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا في بيان ان “هذا التدمير لن يؤدي سوى الى مفاقمة الوضع الانساني واكرر دعوتي لكافة الاطراف لاحترام وحماية التراث الثقافي في اليمن”.

واضافت “اعبر عن حزني العميق لخسارة الارواح وكذلك للتدمير الذي لحق باقدم جواهر الحضارة الاسلامية”.

وتابعت “اصبت بالصدمة جراء صور المنازل البديعة والحدائق المدمرة”.

واضافت المديرة العامة لليونيسكو ان “القيمة التاريخية في هذه الاماكن اصيبت باضرار او تدمرت بشكل لا يمكن اصلاحه”.

وصنعاء القديمة الواقعة في واد جبلي على ارتفاع 220 متر ماهولة منذ 2500 عام وفيها 103 مسجد و14 حماما واكثر من ستة الاف منزل تم تشييدها من الآجر قبل القرن الحادي عشر.

صنفت اليونيسكو صنعاء القديمة ضمن التراث العالمي في العام 1986.

وسبق للمدينة القديمة ان اصيبت باضرار نتيجة غارات استهدفت مواقع مجاورة بينها وزارة الدفاع، الامر الذي دفع باليونيسكو الى التنديد بذلك في ايار/مايو الماضي.

كما احتجت اليونيسكو بشدة لدى تعرض جسر مأرب في 31 ايار/مايو للقصف. واكدت تقارير الحاق اضرار جسيمة بجدران السد التي حفرت عليها نقوش قديمة تعود الى حقبة مملكة سبأ.

وكان متحف ذمار الذي يحوي 12500 قطعة اثرية تدمر بشكل كلي خلال احدى الغارات قبل ايام من قصف سد مأرب.

وكان الحوثيون بدأوا في 2014 تمددا مسلحا من معاقلهم في شمال غرب اليمن الى ان سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر من دون اي مقاومة تذكر من القوات المسلحة الموالية بغالبيتها للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وفي كانون الثاني/يناير سيطروا على القصر الرئاسي وجميع مؤسسات الحكم الا ان الرئيس هادي تمكن في شباط/فبراير من الفرار الى عدن التي اعلنها عاصمة مؤقتة حتى تحرير صنعاء من الحوثيين، الا ان هؤلاء سرعان ما تمددوا الى المدينة الجنوبية، فاطلق التحالف عمليته “لاعادة الشرعية” الى اليمن وفر هادي الى الرياض.

وبموازاة الضربات الجوية، تدور مواجهات عنيفة على الارض، خصوصا في الجنوب، بين المتمردين والقوات المنضوية تحت لواء “المقاومة الشعبية” المؤيدة لحكومة هادي في المنفى.

وتدهورت الاوضاع الانسانية في اليمن بشكل كبير، اذ تقول الامم المتحدة ان هذا البلد، وهو في الاساس من افقر دول العالم، يعيش “كارثة انسانية”.

واعلن متحدث باسم منظمة الصحة العالمية الجمعة ان النزاع في اليمن ادى الى مقتل 2584 شخصا واصابة نحو 11 الفا اخرين بجروح حتى السابع من حزيران/يونيو الحالي منذ بدء عملية التحالف، كما نزح اكثر من نصف مليون شخص من منازلهم.

يشار الى ان منظمة الصحة العالمية لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.

من جهتها، بدات المنظمة العالمية للهجرة اول عمليات اجلاء اجانب من اليمن عن طريق البحر وليس الطائرات فقط.

واعلنت انها نقلت الاربعاء نحو 200 اثيوبي على متن زورقين الى ميناء اوبوك في جيبوتي ليتوجهوا من هناك الى بلادهم بواسطة حافلات.

ومن المتوقع ان يلتقي اطراف النزاع اليمني في جنيف الاحد برعاية الامم المتحدة في محاولة للخروح من الازمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية