مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخابات برلمانية في قبرص تسجل ادنى نسبة مشاركة

قبرصية تقترع في نيقوسيا 22 مايو 2016 afp_tickers

ادلى القبارصة اليونانيون الاحد باصواتهم في انتخابات سجلت ادنى نسبة مشاركة في اقتراع برلماني بعد ثلاث سنوات من المصاعب الاقتصادية ووسط استياء عام من الناخبين ازاء الطبقة السياسية.

واظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع فوز حزب “ديسي” اليميني الحاكم بما بين 29 و 33% من الاصوات لكنها توقعت ايضا انبثاق البرلمان الاكثر تنوعا في الجزيرة مع احتمال دخول حزب “ايلام” اليميني المتشدد للمرة الاولى المجلس.

وبحسب التوقعات فان “ديسي” سينال 21 مقعدا، اي مع مقعد اضافي (كان يشغل 20 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته)، فيما اشارت الى نيل حزب “اكيل” الشيوعي ما بين 25 و 29% بتراجع من 19 الى 18 مقعدا.

واشارت الاستطلاعات الى ان البرلمان الذي يضم 56 مقعدا سيضم ثمانية احزاب مقابل خمسة سابقا.

واعلن مسؤولون في لجان انتخابية ان نسبة المشاركة بلغت 67% اي ان نسبة الامتناع عن التصويت بلغت رقما قياسيا يمثل ثلث الناخبين- لترتفع من 21 بالمئة في انتخابات 2011 البرلمانية الى 33 %- وهو ما جاء في مصلحة الاحزاب الصغيرة.

وكان الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الذي تفاوضت حكومته اليمينية على خطة انقاذ الجزيرة مع منطقة اليورو عام 2013 وتمكنت من الخروج منها بنجاح، دعا الناخبين الى عدم الامتناع عن التصويت.

وقال بعد ادلائه بصوته “احض الجميع على ممارسة حقهم في اختيار حزب ومرشح. فمن يمتنع، لن يحق له الشكوى لاحقا”.

وامضى اكبر حزبين في قبرص، حزب اناستاسيادس “ديسي” وابرز حزب معارضة “اكيل” معظم فترة الحملة الانتخابية في محاولة اقناع الناخبين المستائين من الطبقة السياسية بالمشاركة في الانتخابات.

– فضائح واستياء عام-

اثارت سلسلة فضائح فساد في اوساط الطبقة السياسية والدوائر العامة وطريقة تعاطي البرلمان مع خطة الانقاذ التي اقرتها منطقة اليورو استياء عارما لدى الشعب.

وما زاد السخط ايضا هي الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بخطة الانقاذ الدولية للاقتصاد بعد ازمة العام 2013، رغم عودة النمو في الاشهر الاخيرة.

وفي حال دخول حزب “ايلام” اليميني المتطرف الى البرلمان فان ذلك سيكون ضمن موجة الشعبوية اليمينية التي تجتاح اوروبا.

ويدافع هذا الحزب عن الانقلاب الذي نفذه قبارصة يونانيون بايعاز من اثينا عام 1974 بهدف الحاق الجزيرة باليونان والذي ادى الى الاجتياح التركي للقسم الشمالي من الجزيرة ما تسبب بانقسامها حتى الان.

ولم تطرح مسالة التقدم في المفاوضات لاعادة توحيد الجزيرة التي تجري برعاية الامم المتحدة، خلال الحملة الانتخابية لان اكبر حزبين في قبرص يؤيدان اعادة توحيد الجزيرة.

وبلغت المفاوضات مرحلة حاسمة حيث اصبح يتعين على الرئيس القبرصي اناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي تقديم تنازلات مؤلمة للتوصل الى اتفاق.

وقبرص خرجت من ثلاث سنوات من تباطوء اقتصادي بعدما فرضت الحكومة اجراءات تقشف قاسية مقابل خطة الانقاذ من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.

وفي اذار/مارس 2016 اشاد وزراء مالية مجموعة اليورو بقبرص بسبب انجازها بنجاح برنامج خطة الانقاذ الاقتصادي.

ولا تسيطر جمهورية قبرص المعترف بها دوليا والعضو في الاتحاد الاوروبي الا على القسم الجنوبي من الجزيرة، في حين تدير الشطر الشمالي “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها الا انقرة.

وبعد محاولات فاشلة عدة ازدادت الامال بالتوصل الى اتفاق منذ استئناف مفاوضات السلام بين القبارصة اليونانيين والاتراك في ايار/مايو 2015 باشراف الامم المتحدة. لكنها لا تزال تتعثر عند ملفات شائكة عدة مثل الاملاك العقارية واقتسام السلطة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية