مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انفجار دموي ضد مسجد في صنعاء وغارات جوية مكثفة في عدن

موقع التفجير في صنعاء في 20 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

قتل شخصان واصيب 16 آخرون السبت في انفجار سيارة مفخخة، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، امام مسجد يصلي فيه الشيعة في صنعاء، بعد ساعات على غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية في عدن، غداة انتهاء مفاوضات السلام في جنيف دون اتفاق.

ووقع الانفجار امام مسجد قبة المهدي في البلدة القديمة في صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ ايلول/سبتمبر، وذلك اثناء خروج المصلين بعد اداء صلاة الظهر، وفق ما نقل شهود ومصادر امنية.

وافادت مصادر طبية عن مقتل شخصين واصابة 16 آخرين في الانفجار، الذي سارع تنظيم الدولة الاسلامية لتبنيه، وفق ما نقل موقع “سايت” الالكتروني المتخصص في رصد المواقع الجهادية.

ونقل صحافي لوكالة فرانس برس في مكان الانفجار مشاهداته للسيارة التي استخدمت في الاعتداء فضلا عن اضرار عند مدخل المسجد ومنزل قريب منه.

والاربعاء قتل 31 شخصا على الاقل واصيب العشرات في صنعاء في سلسلة انفجارات متزامنة تبناها تنظيم الدولة الاسلامية عشية بداية شهر رمضان واستهدفت مساجد شيعية ومنزل مسؤول من المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة.

واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان امام مسجدين اخرين عند صلاة المغرب بحسب ما افادت مصادر امنية وشهود.

ووقع انفجار السبت بعد ساعات على شن طائرات التحالف العسكري 15 غارة جوية على مواقع للحوثيين في مدينة عدن الاستراتيجية جنوب البلاد.

وقال مسؤول عسكري موالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان الغارات تركزت على مداخل عدن من الجهة الشمالية والشرقية والغربية لعزل الحوثيين ودعم القوات الموالية لهادي، الذي كان فر من عدن الى الرياض بعد تقدم الحوثيين جنوبا.

واوضح المصدر ان “الهدف هو فك طوق الحوثيين على عدن ومساعدة لجان المقاومة الشعبية (مسلحون يقاتلون الحوثيين وموالون لحكومة هادي) لاستعادة مواقع خسرتها”.

وبحسب المصدر العسكري، فان الحوثيين قصفوا يوم السبت احياء عدة في عدن قتل نتيجتها اربعة اشخاص واصيب آخرون، في حصيلة اكدتها مصادر طبية.

وتأتي تطورات الوضع الميداني غداة اعلان الموفد الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ان مفاوضات السلام حول اليمن انتهت الجمعة في جنيف بدون التوافق على هدنة ولم يحدد اي موعد لمباحثات جديدة.

وقال المبعوث الموريتاني للصحافيين ان وقف اطلاق النار في اليمن “يحتاج الى مزيد من المشاورات لكن يمكن تحقيقه سريعا”. واوضح انه “ليست الامم المتحدة من يقرر ما اذا ستجري مباحثات جديدة، هذا من شأن اليمنيين”.

وتبادلت الاطراف اليمنية المتقاتلة الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن وصول المفاوضات الى طريق مسدود.

واعرب رئيس وفد المتمردين حمزة الحوثي عن خيبة امله وقال “قمنا بما في وسعنا لتنجح هذه المفاوضات ولكن كانت هناك عوائق كثيرة وخصوصا المطالبة بالانسحاب”. واضاف الحوثي لوكالة فرانس برس “لا نستطيع الانسحاب وترك فراغ ولكن آمل ان نعقد محادثات جديدة سريعا”.

ومن جهته حمّل وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الحوثيين مسؤولية فشل المفاوضات. واكد ان الحكومة كانت تأمل في التوصل الى اتفاق الا انه “للاسف وفد الحوثيين لم يسمح لنا بتحقيق تقدم حقيقي كما كنا نتوقع”.

وتطالب الحكومة اليمنية بانسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها كما ينص قرار لمجلس الامن الدولي. ومن جهتهم يطالب الحوثيون بوقف غير مشروط للغارات الجوية قبل البحث في وقف للقتال.

ويدعم الحوثيون وحدات من الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اجبر على التخلي عن السلطة وفق مبادرة خليجية بعد عام من التظاهرات الدموية التي طالبت بتنحيه وهو الذي حكم البلاد طوال ثلاثة عقود.

ووفق الامم المتحدة، قتل في النزاع الدائر في اليمن منذ 26 اذار/مارس اكثر من 2600 شخص، كذلك فان 80 في المئة من الشعب اي 20 مليون نسمة في حاجة الى مساعدات طارئة.

وفي 26 اذار/مارس، اطلق تحالف عسكري بقيادة السعودية عملية جوية ضد الحوثيين وحلفائهم.

ويبدو الوضع الانساني متأزماً في عدن على وجه الخصوص اذ يعاني السكان من نقص في المياه والغذاء، وتتحدث مصادر طبية عن تدهور سريع للوضع الصحي مع انتشار للامراض.

واضطرت سفينة محملة بالمؤن تابعة لبرنامج الاغذية العالمي، وكان من المفترض ان تصل الى عدن الاسبوع الحالي الى تغيير وجهتها الى مرفأ الحديدة (غرب) بسبب المعارك، وفق ما قال نائب محافظ عدن نايف البكري.

واتهم البكري الحوثيين باجبار السفينة عمدا على تغيير وجهتها لانهم يسيطرون على ميناء الحديدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية