مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوكرانيا تتهم روسيا بالتخطيط لاضطرابات في القرم وشرق البلاد

اعلنت روسيا الجمعة انها نشرت احدث طراز من منظومة اس-400 الدفاعية المضادة للطيران والصواريخ في شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها في 2014 وحيث تصاعد التوتر في الايام الاخيرة afp_tickers

اتهمت اوكرانيا الجمعة روسيا بالتخطيط لاثارة اضطرابات في اراضيها فيما يبدي المجتمع الدولي قلقه من تصعيد التوتر بين البلدين على خلفية شبه جزيرة القرم.

وقال فرع الاستخبارات في وزارة الدفاع الاوكرانية على موقع فيسبوك ان “العدو يعتزم القيام باستفزازات واسعة على طول خط الجبهة في شرق اوكرانيا، يعقبها اتهام الجانب الاوكراني بعدم احترام اتفاقات مينسك”.

والخميس، وضعت اوكرانيا قواتها في حال تأهب على طول خط التماس مع القرم وفي شرق البلاد بعدما اعلنت روسيا انها احبطت “اعتداءات” خططت لها كييف في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014 اثر استفتاء اعتبره الغربيون غير قانوني.

وكانت الاستخبارات الداخلية الروسية اتهمت كييف بتنظيم عمليات توغل عدة لـ”مخربين ارهابيين” في بداية اب/اغسطس في القرم، انتهت بمواجهات مسلحة واسفرت بحسب موسكو عن مقتل عنصر في الاستخبارات وجندي روسي.

من جهتها اعلنت روسيا الجمعة انها نشرت احدث طراز من منظومة اس-400 الدفاعية المضادة للطيران والصواريخ في شبه جزيرة القرم.

وصرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ان ما تتهم موسكو كييف به يشكل “جريمة بحق روسيا والشعب الروسي”، على ما نقلت وكالات الانباء.

اضاف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقطع العلاقات الدبلوماسية مع اوكرانيا ان لم تتوافر “وسائل اخرى للتاثير على الوضع”.

– “قلق شديد” –

مع ازدياد حدة التوتر اعربت الولايات المتحدة الخميس عن “القلق البالغ” ودعت الجانبين الى تفادي اي “تصعيد”.

بدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الخميس على “اهمية ان تعالج اوكرانيا وروسيا عبر الحوار التوتر الاخير بالنسبة الى الوضع في القرم”.

كما قال الممثل الخاص للحكومة الالمانية في روسيا غرنورت ايرلر لوكالة فرانس برس الخميس “انها خطوة جديدة نحو الخروج من منطق العملية السياسية، وخطوة نحو منطق المواجهة العسكرية”. واضاف “كل ذلك يثير قلقا شديدا”.

اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فدعا الغربيين الى تحذير كييف “من اجراءات خطيرة يمكن ان تكون لها اسوأ العواقب”.

وسط هذه الاجواء، اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تراقب تطور الوضع في اوكرانيا، الجمعة انها ضاعفت عدد مراقبيها على الحدود مع القرم.

وتنفي اوكرانيا بشدة الاتهامات الروسية، كما طلبت في جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي الخميس من روسيا تقديم ادلة على اتهاماتها التي شككت فيها ايضا الولايات المتحدة والحلف الاطلسي.

وعرض سكرتير مجلس الامن القومي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف الجمعة صيغة مختلفة للوقائع، مؤكدا ان موسكو تسعى الى “تغطية” عمليات اطلاق نار داخل القوات الروسية “التي اعتادت الافراط في استهلاك الكحول”.

ويشكل التراشق الاخير بالاتهامات احدى فترات التوتر الاكثر حدة بين البلدين المتنازعين منذ وصول الموالين للغرب الى السلطة في اوكرانيا مطلع 2014.

فبالاضافة الى ضم القرم، اندلع نزاع في شرق اوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا والذين يتلقون بحسب كييف والغرب دعم الجيش الروسي، في ازمة اسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من 9500 شخص.

والاربعاء، حذر بوتين الغربيين من ان اللقاء المرتقب في بداية ايلول/سبتمبر على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين والذي سيجمعه بنظيره الاوكراني بترو بوروشنكو والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل لن يكون له “اي معنى” في الظروف الراهنة.

وكانت وساطة هولاند وميركل ادت في شباط/فبراير 2015 الى اتفاقات مينسك من اجل تسوية سياسية للنزاع الاوكراني. لكنها افضت فقط الى تخفيف حدة المعارك في شرق اوكرانيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية