مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران تدعو الصين وروسيا الى اتخاذ “خطوات ملموسة” لإنقاذ الاتفاق النووي

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع مع نظيره الروسي في موسكو في 8 أيار/مايو 2019 afp_tickers

حثّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة كلا من الصين وروسيا على اتخاذ “خطوات ملموسة” لإنقاذ الاتفاق النووي، محذراً من وضع “خطير” مع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

وتأتي زيارة ظريف إلى الصين في إطار أزمة خطيرة بين طهران وواشنطن التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الخليج الاسبوع الماضي بذريعة تهديدات مصدرها إيران.

وقال ظريف “يجب على ايران والصين التفكير معا والعمل معا للحفاظ على نظام عالمي متعدد الأطراف وتجنب نظام عالمي أحادي القطب”.

والأربعاء، أمرت الولايات المتحدة جميع موظفيها غير الأساسيين في العراق بالمغادرة، مشيرة إلى وجود “تهديد وشيك” تشكّله فصائل عراقية مرتبطة بإيران.

ومع تزايد التوتر حذرت بريطانيا المواطنين الذين يحملون الجنسيتين البريطانية والإيرانية من التوجه إلى إيران بسبب ما قالت أنه “اعتقال تعسفي واساءة معاملة” يمكن أن يتعرضوا لها.

كما أعلنت شركة لويدز البريطانية للتأمين توسيع قائمتها من المناطق في منطقة الخليج وما حولها التي تشكل “خطراً متزايدا على شركات التأمين البحري” بعد “الهجوم” الغامض على ناقلات نفط كانت متوقفة قبالة الفجيرة في الإمارات.

ودعا ظريف المجتمع الدولي إلى انقاذ الاتفاق النووي.

وتابع “لو أراد المجتمع الدولي وأطراف الاتفاق النووي الآخرون وأصدقاؤنا في الاتفاق النووي مثل روسيا والصين الحفاظ على هذا الانجاز، المطلوب أن يجعلوا الشعب الإيراني يتمتع بمكاسب الاتفاق النووي عبر اجراءات ملموسة”.

ووقعت إيران في العام 2015 اتفاقا نوويا يعرف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” مع الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لتخفيف العقوبات الدولية عليها مقابل وضع قيود على برنامجها للتسلح النووي.

لكن الرئيس ترامب انسحب من الاتفاق في ايار/مايو الفائت وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

وقال ظريف “حتى الآن معظم المجتمع الدولي اصدر تصريحات بدلا من اتخاذ مواقف”.

وفي الأيام الأخيرة صدرت عن البيت الأبيض مؤشرات متضاربة حول نواياه بشأن إيران.

وفي تغريدة الجمعة أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه “من الجيد” ان تتسبب السياسة الأميركية بإرباك إيران.

وشن ترامب على تويتر هجوما حادا على وسائل الإعلام بسبب ما سماه “التغطية الخاطئة وغير الدقيقة لإيران”.

ولكن من وجهه نظره فإنّ التغطية كان لها أثر إيجابي واحد.

وقال “على الأقل إيران لا تعرف كيف تفكر، وهو ما يعد في هذا الوقت أمرا جيدا”.

– “أقصى ضغط” –

أكّد ظريف الاسبوع الفائت أن روسيا والصين فقط دعمتا إيران وساعدتاها في الحفاظ على الاتفاق النووي، متهما الأطراف الاخرين في الاتفاق بالتخلي عن بلاده.

والصين هي أحد مستوردي النفط الإيراني الرئيسيين.

وتأتي زيارة ظريف لبكين بعد زيارته تركمانستان والهند واليابان الاسبوع الفائت.

وفي مواجهة حملة “أقصى ضغط” التي تمارسها إدارة ترامب، تأمل إيران في التمكن من مواصلة بيع نفطها إلى زبائنها الأساسيين خصوصاً الصين ولم تخفِ نيتها إيجاد أساليب للالتفاف عليها.

وكان الرئيس الأميركي اعلن انهاء الاعفاءات التي كانت تسمح لثماني دول (الصين والهند وتركيا واليابان، وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان) باستيراد نفط إيراني من دون التعرض لعقوبات أميركية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني هدد الأربعاء بتعليق تنفيذ تعهدات أخرى في حال لم تتوصل الدول الاخرى الموقعة الاتفاق الى حل خلال ستين يوما لتخفيف آثار العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على البلاد وخصوصا في قطاعي النفط والمصارف، الامر الذي رفضه الاتحاد الاوروبي.

وفي نهاية نيسان/أبريل، أعربت بكين عن “معارضتها الشديدة فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية على إيران” يُرجّح أن تؤثر على مشتريات الصين من النفط الإيراني، داعية جميع الاطراف للالتزام “بالمسؤولية المشتركة”.

ودعا دبلوماسي أوروبي الصين لشراء النفط الإيراني إذ إنها أقل عرضة للقيود التي تفرضها الولايات المتحدة.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته “هم الآن متأثرون جدا بالدولار لكنها أيضا مسألة خيار سياسي”.

وأضاف “الواقع بالنسبة للصينيين أنهم في حرب تجارية عالمية مع الأميركيين، وهم يخوضون مفاوضات، وليسوا متأكدين ما إذا كانوا يرغبون في تعقيد الأمور”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية