مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران والاتحاد الاوروبي يعدان بتطبيق الاتفاق النووي والتحاور

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني قبل مؤتمر صحافي مشترك في طهران في 28 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ونظيرها الايراني محمد جواد ظريف الثلاثاء في طهران عزمهما على تطبيق الاتفاق النووي الموقع بين ايران والدول الست الكبرى في الرابع عشر من تموز/يوليو الجاري واطلاق حوار على مستوى رفيع.

وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي مع موغيريني في ختام لقائهما “لطالما احترمت ايران التزاماتها”.

واضاف “لقد تحدثنا عن تدابير يجب ان تتخذ. سنبلغ هذه المرحلة خلال 60 الى 70 يوما”. واوضح ان “ايران ستستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وامل في ان تستمر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في تطبيق تعهداتهما”.

وموغيريني التي التقت الرئيس حسن روحاني رأت ان الاتفاق النووي “سيفتح فصلا جديدا في العلاقات بين ايران والاتحاد الاوروبي”.

واضافت “بات تطبيقه المهمة التي علينا انجازها”.

وقال روحاني “بالطريقة نفسها التي بذلت فيها الجهود للتوصل الى الاتفاق، علينا ان نركز على تطبيقه الدقيق والكامل لتفيد شعوبنا والعالم من فوائده”.

بدوره، اعلن ظريف ان الاتحاد الاوروبي وبلاده “قررا اليوم فتح فصل جديد في العلاقات” بينهما مضيفا انهما “قررا اليوم بدء مرحلة جديدة من الحوار على مستوى رفيع وفقا لمفهوم الاتحاد الاوروبي” يتعلق بالتعاون “في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والبيئة وحقوق الانسان (…) والازمات الاقليمية التي تطرح تهديدا على المنطقة وايضا على العالم اجمع وخصوصا اوروبا”.

واتفاق 14 تموز/يوليو المبرم بين ايران والدول الكبرى يسمح بان يكون البرنامج الايراني لاغراض مدنية مقابل رفع تدريجي يمكن الرجوع عنه للعقوبات الدولية المفروضة على اقتصاد ايران.

ولعب الاتحاد الاوروبي دورا مهما خلال المفاوضات التي استمرت سنوات بين ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا والمانيا).

وقبل قدومها الى طهران، كانت موغيريني اشادت في الرياض بالاتفاق الذي اعتبرته “اشارة امل الى العالم اجمع” مؤكدة في الوقت نفسه انها تتفهم “جيدا” مخاوف السعودية.

وحمل معارضو الاتفاق النووي وفي طليعتهم اسرائيل والسعودية والجمهوريون الاميركيون بدرجات متفاوتة على الاتفاق خلال الاسبوعين الماضيين معتبرين انه سيمكن ايران من تعزيز نفوذها في المنطقة.

وفي ايران نفسها انتقد بعض المحافظين التسوية مؤكدين ان المفاوضين الايرانيين قدموا تنازلات كبرى بدون الحصول على ضمانات برفع العقوبات بشكل سريع وبانه لن يكون من الممكن اعادة فرضها مستقبلا.

وهم ينتقدون ايضا القيود المفروضة على طهران على صعيد بيع الاسلحة وبرنامج الصواريخ البالستية.

وفي الرياض التقت موغيريني وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وسعت على غرار العديد من المسؤولين الغربيين قبلها، الى طمأنة دول الخليج المتخوفة من تصاعد نفوذ خصمها الشيعي.

وكان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر زار السعودية الاسبوع الماضي لبحث الاتفاق.

واستمعت موغيريني الى انتقادات المسؤولين السعوديين لايران وقد اعرب الجبير عن استيائه من “التصريحات العدائية” التي صدرت عن المسؤولين الايرانيين في الايام الاخيرة. وكان جواد ظريف دعا دول الخليج خلال زيارة الاحد للكويت الى التعاون من اجل مكافحة “الارهاب والتطرف”.

لكنه اضاف ان “ما تحتاج اليه المنطقة ليس تغييرا سياسيا من قبل ايران بل تغييرا في السياسة من جانب بعض الدول التى تسعى الى النزاعات والحرب” في اشارة واضحة الى السعودية، خصم ايران الاول في المنطقة.

واتهم ظريف الاثنين في بغداد “بعض دول المنطقة” بدون تسميتها بتاجيج العنف، على ما نقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية.

وقال ظريف ان “اهم المشاكل في المنطقة هي التطرف والطائفية … ويبدو لي ان بعض دول المنطقة تؤججهما من غير سبب”.

كما اتهمت طهران البحرين حليفة الرياض بتصعيد التوتر في المنطقة من خلال توجيه اتهامات “عارية عن الصحة” الى ايران.

وقال الجبير ان التصريحات الايرانية “تتصاعد وهي كثيرة” مؤكدا ان “هذا غير مقبول بالنسبة لنا”.

وتسعى دول الخليج وفي طليعتها السعودية للحصول على ضمانات تؤكد التزام ايران بتعهداتها وهي تعتبر ان الاتفاق الموقع في فيينا سيسمح بتوسيع نفوذ ايران المتهمة ب”التدخل” في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية