مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بارزاني يلتقي غول واردوغان في تركيا

اردوغان يلتقي رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أنقرة afp_tickers

التقى مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي الاثنين الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في انقرة التي تتابع عن كثب التطورات بهدف استقلال كردستان العراقية في خضم حالة الفوضى السائدة في العراق.

واجتمع بارزاني مع غول ثم مع اردوغان، في لقاءين يعتبران رسميا بمثابة دليل على دعم انقرة للسلطات في كردستان العراق التي هي حاليا على خلاف مع حكومة بغداد.

وتأتي هذه الزيارة على خلفية ظروف مضطربة بفعل التقدم السريع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق الذي يثير قلق دول المنطقة والذي ايقظ تطلعات الاكراد الى الحكم الذاتي في وجه تهديد الاسلاميين المتطرفين.

وكان بارزاني اعلن الشهر الماضي ان اكراد العراق سينظمون استفتاء حول مسالة قيام منطقة مستقلة مضيفا ان الوقت حان لتنظيم مثل هذا الاستفتاء لان العراق منقسم عمليا بفعل تحركات تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس “ان هذه الزيارة التي تأتي في وقت يضغط فيه رئيس الوزراء (العراقي) نوري المالكي على الاكراد، تعد رسالة هامة جدا”.

وكان المالكي اتهم الاربعاء اربيل بانها اصبحت “مقرا لعمليات داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) والقاعدة والبعث والارهابيين”، مؤكدا ان بغداد لن تسكت عن سيطرة الاكراد على مناطق متنازع عليها دخلتها القوات الكردية بعد ان غادرها الجيش.

وردت رئاسة كردستان بحدة على ان “اربيل ليست مكانا لداعش وامثال داعش، وان مكان الداعشيين عندك أنت حينما سلمت أرض العراق ومعدات ست فرق عسكرية الى داعش”، في اشارة الى تراجع الجيش من مواقع عسكرية لدى بدء هجوم تنظيم “الدولة الاسلامية” قبل شهر وتركه معدات واسلحة واليات ثقيلة خلفه.

ومنذ بداية هذا الهجوم سيطر الاكراد على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى راسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط، في خطوة اكد رئيس اقليم كردستان العراق بارزاني انها نهائية.

وكانت تركيا المجاورة التي تضم اقلية كردية كبيرة (20% من التعداد السكاني) اكدت تصميمها على الدفاع عن وحدة اراضي العراق كما عبرت عن معارضتها عن اي استقلال كردي.

لكن في خلال السنوات الاخيرة استفادت انقرة من تطور علاقاتها التجارية مع منطقة كردستان العراقية. وسعى اردوغان من جهته الى وضع حد للنزاع مع المتمردين الاكراد على الاراضي التركية ومنح مزيدا من الحقوق الى اكراد تركيا.

ويرى المحللون ان تركيا اصبحت اليوم اكثر تقبلا لفكرة قيام كردستان العراق مما كانت عليه قبل نحو عشر سنوات عندما وصل حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الى الحكم.

الا ان بارزاني يبقى مفتاح مفاوضات السلام بين اجهزة الاستخبارات التركية وزعيم المتمردين الاكراد في تركيا عبد الله اوجلان المحكوم بالسجن المؤبد والمسجون في تركيا منذ 1999 .

وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس “ينبغي ان لا يتوقع احد كلاما مناهضا من قبلنا (حول استقلال الاكراد) كما فعلنا في الماضي”.

واضاف هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته “ان عملية سلام جارية عندنا” مؤكدا “اننا ما زلنا ضد فكرة كردستان مستقلة. لكن ان لم يتغير موقفنا فان خطابنا قد تغير”.

وقد انضم وزير الطاقة التركي تانر يلديز الاثنين الى محادثات اردوغان مع الوفد الكردي الذي يضم ايضا وزير الثروات الطبيعية في حكومة كردستان العراق اشتي هورامي.

وفي ايار/مايو بدأت تركيا بتصدير النفط الاتي من كردستان العراق الى الاسواق العالمية رغم عدم رضى الحكومة المركزية في بغداد.

ويشوب العلاقة بين بغداد والاقليم الكردي الذي يملك قوات عسكرية وتاشيرات وعلما خاصا به، توتر يتعلق اساسا بالمناطق المتنازع عليها وبعائدات النفط وصادراته، حيث تقوم الحكومة المحلية في الاقليم بتوقيع عقود مع شركات اجنبية من دون الرجوع الى بغداد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية