مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باريس وطهران تفتحان “صفحة جديدة” وتوقعان اتفاقات

لقاء هولاند وروحاني في الاليزيه 28 يناير 2016 afp_tickers

اعرب الرئيس الايراني حسن روحاني الخميس عن الامل ببدء “علاقة جديدة” بين فرنسا وايران، وذلك خلال زيارة رسمية لباريس شهدت توقيع اتفاقات اقتصادية بمليارات اليورو ومحادثات دبلوماسية حول سوريا.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “هذا فصل جديد في علاقاتنا يفتح اليوم”.

وكان روحاني صرح في لقاء شارك فيه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وحضره اصحاب مؤسسات ايرانيون وفرنسيون “نحن مستعدون لطي الصفحة من اجل بدء علاقة جديدة بين بلدينا”، داعيا إلى اغتنام “الجو الإيجابي” في أعقاب رفع العقوبات.

ومنذ الثورة الاسلامية في العام 1979، مرت العلاقات بين البلدين بازمات عدة وصولا الى التهدئة بعد توقيع اتفاق دولي في تموز/يوليو حول البرنامج النووي الايراني.

وبعد عزلة استمرت عشرات السنين وانتهت مع بدء تطبيق الاتفاق النووي في كانون الثاني/يناير ورفع العقوبات الدولية، تفتح ايران البالغ عدد سكانها 79 مليون نسمة اسواقها امام الصناعات الغربية وهي فرصة لا تريد فرنسا تفويتها.

وفي هذا السياق، قال رئيس منظمة أصحاب العمل الفرنسيين بيار غاتاز “علينا نحن الفرنسيين أن نندفع (إلى إيران) وألا نضيع الوقت”.

ووقعت ايران بروتوكول اتفاق للحصول على 118 طائرة ايرباص للرحلات المتوسطة والبعيدة بقيمة تناهز 25 مليار دولار.

وأعلنت شركة “توتال” النفطية العملاقة توقيع عقد لشراء “ما بين 150 و200 ألف برميل يوميا” من النفط الخام في طهران.

وتملك إيران رابع احتياطي نفطي في العالم، وتصدر أكثر من مليون برميل بقليل من أصل 2,8 مليون برميل تنتجها يوميا.

-طائرات ونفط وسيارات-

وأيضا، وقعت المجموعة الفرنسية لتصنيع السيارات “بي اس آ بيجو-ستروين” عقدا بقيمة 400 مليون يورو على مدى خمس سنوات مع طهران، في ما يشكل عودة رسمية لهذه المجموعة الى ايران.

ووقع عملاقا البناء “بويغ” و”فينشي”، بالإضافة إلى شركة “باريس أ دي بي” لإدارة المطارات، بروتوكولات اتفاقات لتطوير ثلاثة مطارات في إيران.

من جانبها، وقعت الجمعية الوطنية الفرنسية للسكك الحديد وشركة السكك الحديد الإيرانية بروتوكول للتعاون في أربعة مجالات تشمل تطوير المحطات والخطوط عالية السرعة.

وكانت مسألة حقوق الإنسان حاضرة خلال اللقاءات، خصوصا أن العاصمة باريس شهدت تظاهرات محدودة في هذا الشأن.

وأعلن هولاند انه “ذكر” نظيره الإيراني بـ”تمسك فرنسا بحقوق الإنسان”.

وأضاف “لقد تحدثنا في كل شيء، لأن هذه هي القاعدة دائما في السلوك الفرنسي”.

وتقول منظمة العفو الدولية ان ايران هي البلد الذي يعدم العدد الاكبر من القاصرين. ونددت منظمة مراسلون بلا حدود بايران معتبرة انها “احد اكبر السجون الخمسة في العالم بالنسبة للصحافيين”.

ولمناسبة الزيارة الاولى لرئيس ايراني منذ زيارة محمد خاتمي في 1999، والاولى التي تشمل بلدين اوروبيين، ايطاليا وفرنسا، حظي روحاني بتشريفات اضافية بينها مراسم عسكرية.

وافاد مصدر دبلوماسي ان “هذه الزيارة تفتتح مرحلة للمباحثات لمواكبة ايران في عودتها على الساحة الدولية بحيث تؤدي دورا ايجابيا خصوصا في ما يتعلق بالملف السوري”.

وأعلن هولاند في هذا الصدد أنه “من الملح اتخاذ اجراءات انسانية والتفاوض على انتقال سياسي. انه امر ممكن”.

واضاف ان هذا الانتقال مرتبط “بمفاوضات سياسية تأخرت” في اشارة الى ارجاء بدء هذه المفاوضات حتى الجمعة بعدما كانت مقررة في 25 كانون الثاني/يناير.

واكدت الامم المتحدة الخميس ان المفاوضات ستبدأ الجمعة في موعدها المقرر في حين قال مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية ان الهيئة ستواصل اجتماعاتها في السعودية الجمعة ولن تكون في جنيف.

من جهته، شدد الرئيس الايراني على ضرورة ان يتصدى البلدان لـ”التعصب والارهاب والتطرف” وخصوصا عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وتحدث روحاني عن “المشاكل الامنية في منطقة” الشرق الاوسط، وقال “علينا تكثيف الجهود في هذه المجالات عبر تبادل معلوماتنا على مستوى الاستخبارات”.

والملف الدبلوماسي الاخر المطروح هو الازمة الحادة بين طهران والرياض.

ودعا هولاند الى “خفض حدة التوتر” بين ايران والسعودية اللتين قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما مطلع كانون الثاني/يناير اثر اعدام السلطات السعودية رجل دين الشيعي المعارض نمر النمر وتعرض سفارتها في طهران لهجوم على الاثر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية