مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باريس ومدن فرنسية تستعد لحظر التجول للجم كوفيد-19

ممرض يراقب وضع مريض في مستشفى في مدريد في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2020 afp_tickers

تشهد حوالى عشر مدن فرنسية كبرى من بينها باريس الجمعة آخر أمسية قبل دخول حظر التجول حيز التنفيذ السبت في حين ألغت محكمة في برلين إلزامية إغلاق الحانات والمطاعم في العاصمة الألمانية يوميا بين الساعة 23,00 والسادسة صباحا.

وفي مؤشر الى تواصل تسارع تفشي وباء كوفيد-19 هذا الأسبوع، سُجلت الخميس أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بالمرض في العالم، حسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى حصائل تعلن عنها السلطات الصحية في كل دولة.

وسجّلت إيطاليا الجمعة 10010 إصابات جديدة، في أعلى حصيلة يومية مسجّلة في 24 ساعة في هذا البلد.

في ألمانيا، كان 11 شخصا من أصحاب المطاعم في برلين يعارضون القيود الليلية فلجأوا إلى المحكمة بصفة عاجلة. ورأت المحكمة أن الإصابات الجديدة في ألمانيا ناجمة خصوصا عن تجمعات خاصة بين عائلات وأصدقاء وفي مصانع معالجة اللحوم والتجمعات الدينية أو على علاقة بالسفر.

وأضافت أن إغلاق المطاعم والحانات يشكل “انتهاكا غير متناسب لحرية” هذا القطاع.

وقد فرضت السلطات هذه القيود في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي فرنسا سيخضع 20 مليون فرنسي في باريس وثماني مدن كبرى أخرى من بينها ليون ومرسيليا، لحظر تجول مسائي (بين الساعة التاسعة مساء والسادسة صباحا) اعتبارا من السبت.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الخميس “عند الساعة التاسعة مساء ينبغي على الجميع العودة إلى المنزل. وستغلق كل الأماكن والمتاجر والمرافق التي توفر خدمات للجمهور”.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي أن كل “الحفلات الخاصة التي تقام في قاعات متعددة الاستخدامات أو في مؤسسات أخرى تستقبل المواطنين ستحظر أيضا” على كامل الأراضي الفرنسية على أن تطبق كل المطاعم في فرنسا بروتوكولا صحيا مشددا.

وتؤثر هذه الإجراءات الجديدة خصوصا على أصحاب المطاعم والطلاب أيضا. وتقول أغات وهي طالبة حقوق سنة أولى في مونبولييه (جنوب) إنها تتوقع الا تحصل على عمل كحاضنة أطفال: “كنت أتولى حضانة أطفال مرة أو مرتين في الأسبوع عند خروج الأهل إلى المطعم. وأمل ألا يستمر الوضع طويلا لأني أخسر مدخولي”.

– 1,1 مليون وفاة –

أودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من 1,1 مليون شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر كانون الأول/ديسمبر، بحسب حصيلة فرانس برس الجمعة في الساعة 15,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.

وتم تسجيل أكثر من 38,99 مليون إصابة مثبتة بينما تعافى أكثر من 26,8 مليون شخص على الأقل.

من جانبها، منعت إيرلندا الزيارات الخاصة لإبطاء انتشار وباء كوفيد-19.

ويدخل القرار الإيرلندي حيز التنفيذ الجمعة لتنضم البلاد بذلك إلى بريطانيا التي اعتمدت إجراءات مماثلة في لندن ومناطق إنكليزية أخرى، في مؤشر إلى تشديد القيود في دول أوروبية مختلفة تواجه تطورا للوباء اعتبرته منظمة الصحة العالمية “مصدر قلق كبير”.

وفي مؤشر إلى تدهور الوضع في القارة الأوروبية برمتها، أظهرت الخريطة الجديدة لقيود السفر التي نشرها الخميس المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا باتت مصنفة في الخانة الحمراء.

وحدها النروج وفنلندا واليونان لا تزال خضراء في غالبيتها في حين أن خمس دول هي إيطاليا وقبرص وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا برتقالية بغالبيتها. اما ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك وايسلندا فغير مصنفة بحسب الألوان “بسبب نقص البيانات حول الفحوص” لسبب لم يحدد.

في الأرجنتين، تجاوزت الوفيات عتبة ال25 ألفا الخميس من أصل حوالى 950 ألف إصابة وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة. وتضع إحصاءات وكالة فرانس برس الأرجنتين في المرتبة الخامسة عالميا في عدد الإصابات والثانية عشرة على صعيد الوفيات.

ويستمر الفيروس بتعكير الحياة السياسية، فقد اضطرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الانسحاب من القمة الأوروبية في بروكسل لتحجر نفسها بعد الاعلان عن إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف فريقها.

وبدورها، اضطرت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين إلى مغادرة القمة الأوروبية والدخول في حجر بعدما كانت على تواصل مع نائب من بلدها ثبتت إصابته.

– أمراض مزمنة –

في الولايات المتحدة، اضطرت المرشحة الديموقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس إلى تعليق تنقلاتها حتى الأحد بسبب إصابة في محيطها. وقد خضعت هاريس لفحصين اتت نتيجتهما سلبية.

وعموما يثير تدهور الوضع في الولايات المتحدة حيث تستمر الإصابات الجديدة بالارتفاع، وفي أوروبا وغياب الاتفاق على خطة لانعاش أكبر اقتصاد في العالم، الأسواق المالية التي شهدت تراجعا الخميس.

ورأت مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية العريقة أن الارتفاع العالمي المستمر في السنوات الثلاثين الأخيرة على صعيد الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرافقة لها، مثل البدانة والسكري فضلا عن تلوث الجو، وفرت ظروفا “عاصفة” زادت من فداحة حصيلة كوفيد-19.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية