مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بان كي مون يدعو الى السلام في اليمن، والتصعيد العسكري يحصد 42 قتيلا

الامين العام يشارك في الكويت في المفاوضات لاقرار السلام في اليمن الى جانب موفده الخاص اسماعيل ولد شيخ احمد 26 يونيو 2016 afp_tickers

حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد اطراف النزاع في اليمن على الموافقة على خطة السلام، فيما تصاعدت حدة المعارك في هذا البلد وحصدت 42 قتيلا خلال 24 ساعة.

وكان الامين العام وصل في ساعة متاخرة من مساء السبت الى الكويت حيث تجري منذ نحو شهرين مفاوضات لاقرار السلام في اليمن تحت اشراف موفده الخاص اسماعيل ولد شيخ احمد، من دون ان تحقق نتائج ملموسة حتى الان.

وتجمع هذه المفاوضات اطراف النزاع في حرب مستعرة منذ اكثر من عام. فهناك من جهة المعسكر الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة العربية السعودية، ومن جهة ثانية المتمردون الشيعة من الحوثيين المدعومين من ايران والمتحالفين مع انصار للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وقال بان كي مون خلال اجتماع للمفاوضين اليمنيين في الكويت “اطالب الوفدين بالعمل بجدية مع مبعوثي الخاص من اجل إقرار خارطة طريق للمبادئ والالتزام بوقف الاعمال القتالية من اجل ترجمة التقدم المحرز حتى يومنا هذا، وان يتوصلوا بأسرع وقت ممكن الى حل شامل”.

وتنص خطة الوسيط الاممي على تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المتمردين من المواقع التي سيطروا عليها ونزع سلاحهم.

ولم تحقق هذه المفاوضات حتى الان اي نتيجة ملموسة وكانت بدأت في الحادي والعشرين من نيسان/ابريل في الكويت.

ودعا وسيط الامم المتحدة مرارا المفاوضين الى تقديم تنازلات لانهاء الحرب التي اوقعت حتى الان اكثر من 6400 قتيل منذ اذار/مارس 2015 كما ادت الى تشريد اكثر من 2،8 مليون شخص.

-بان يدعو الى تحمل المسؤولية-

وكانت الحكومة اليمنية كررت الخميس دعوة المتمردين الى الانسحاب من كل المواقع التي سيطروا عليها منذ العام 2014 وتسليم الحكومة المؤسسات الرسمية التي سيطروا عليها قبل اي حل سياسي.

في المقابل، كان المتمردون طالبوا الاربعاء برئيس توافقي وحكومة وحدة وطنية قبل اي اتفاق حول الاجراءات العسكرية والامنية.

الا ان الحكومة تعتبر الرئيس هادي الذي طرد من العاصمة صنعاء والموجود حاليا في السعودية، الرئيس الشرعي لليمن، ويحق له بالتالي الاشراف على اي مرحلة سياسية انتقالية في البلاد.

ورغم الحملة العسكرية الواسعة بدعم مباشر من قوات التحالف العربي فان الحوثيين لا يزالون يسيطرون على صنعاء ومناطق واسعة من البلاد.

وحاول بان كي مون تحريك الوضع قليلا خلال زيارته الاحد للكويت ولقائه المتفاوضين من الطرفين.

وقال في كلمة “احث الوفدين على تجنب تأزيم الوضع والعمل بمسؤولية ومرونة من اجل الوصول الي حل شامل ينهي النزاع”.

الا ان الوضع على الارض شهد تصعيدا كبيرا ادى الى مقتل 42 شخصا خلال الساعات ال24 الماضية في جنوب البلاد ومحيط صنعاء، بحسب ما افادت مصادر عسكرية الاحد.

واوضحت المصادر ان المتمردين يحاولون استكمال التقدم نحو قاعدة العند الجوية، الاكبر في اليمن، والواقعة في محافظة لحج (جنوب).

واشارت الى ان المتمردين سيطروا فجر الاحد على ثلاثة مواقع للقوات الحكومية في منطقتي القبيطة وكرش في لحج، ما اتاح لهم تعزيز مواقعهم على بعد زهاء 25 كلم من القاعدة الجوية.

واضافت ان التحالف استهدف المتمردين بغارات جوية، ما ادى الى مقتل 11 منهم، موضحة ان تراجع القوات الحكومية سببه “عدم توافر الاسلحة ونفاد الذخائر، والمساندة الجوية غير كافية لصد الهجمات”.

وكان المتمردون تمكنوا الثلاثاء من السيطرة على جبل جالس الاستراتيجي المشرف على القاعدة، ما يتيح لهم استهدافها بصواريخ الكاتيوشا.

واستعادت القوات الحكومية القاعدة في تموز/يوليو، وهي تتمركز فيها اضافة الى قوات من التحالف الذي بدأ عملياته نهاية آذار/مارس 2015.

وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، قتل خمسة متمردين وثلاثة جنود حكوميين الاحد في معارك للسيطرة على منطقة الوازعية الحدودية مع لحج، بحسب المصادر التي اوضحت ان هذه المنطقة الجبلية تتيح لمن يسيطر عليها، الاشراف على الطريق المؤدية الى مضيق باب المندب.

وبحسب المصادر نفسها، قتل ستة عناصر من القوات الحكومية خلال تصديها لهجوم للمتمردين في محيط مقر اللواء 35 مدرع قرب تعز.

وفي مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، افادت مصادر طبية عن مقتل فتاة في الثالثة عشرة من العمر اثر سقوط قذيفة اطلقها المتمردون على منزلها في حي بيرباشا السكني.

وتسيطر القوات الحكومية على تعز، الا ان المتمردين يفرضون عليها حصارا منذ اشهر.

والى شمال شرق صنعاء، افادت مصادر عسكرية عن صد القوات الحكومية هجوما للمتمردين على معسكر فرضة نهم الذي سيطرت عليه قبل اشهر. وادت المعارك الى مقتل تسعة متمردين وسبعة من القوات الحكومية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وكان 22 متمردا و11 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا الجمعة في معارك على جبهات مختلفة، بحسب مصادر عسكرية.

وتأتي المعارك على رغم وقف لاطلاق النار بدأ تطبيقه منتصف ليل 10-11 نيسان/ابريل، الا انه تعرض للخرق مرارا من قبل الطرفين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية