مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء التصويت في اسرائيل في انتخابات ستحسم مصير نتانياهو

اسحق هرتزوغ يتحدث للصحافيين بعد ادلائه بصوته في تل ابيب في 17 اذار/مارس 2015 afp_tickers

بدأ الاسرائيليون الادلاء باصواتهم صباح الثلاثاء في انتخابات تشريعية تبقى نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات وسيعبرون من خلالها عما اذا كانوا يريدون بقاء بنيامين نتانياهو رئيسا للوزراء ام ان وقت التغيير حان بعد ست سنوات.

وبضغط من استطلاعات الرأي التي اظهرت عدم تقدمه او الذعر كما يقول منافسوه، قام نتانياهو بانعطافة اقوى نحو اليمين مع اعلانه قبل ساعات من الانتخابات انه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه.

ودعي 5,88 ملايين ناخب اسرائيلي للادلاء باصواتهم حتى الساعة 20,00 تغ لاختيار 120 نائبا في اكثر من عشرة الاف مكتب تصويت اقيمت في المدارس والمستشفيات وحتى في السجون عبر جميع انحاء اسرائيل.

وسيوكل الرئيس رؤوفين ريفلين الى احد النواب مهمة تشكيل ائتلاف حكومي: نتانياهو او منافسه الرئيسي اسحق هرتزوغ الذي سيصبح في حال فوزه اول رئيس حكومة عمالي منذ نهاية حكم ايهود باراك في 2001 او حتى شخصية اخرى عملا بحسابات حساسة.

وسيعرف الاسرائيليون ملامح تشكيلة برلمانهم العشرين مع ظهور نتائج استطلاعات الرأي الاولى عند خروج الناخبين من صناديق الاقتراع مباشرة بعد الساعة 20,00 تغ.

لكن المشاورات التي ستبدأ بعد ذلك قد تستمر لايام او حتى اسابيع.

وتوجه الاسرائيليون للتصويت اعتبارا من ساعات الصباح الاولى في هذا اليوم الانتخابي الذي اعلن يوم عطلة رسمية.

واصطف عشرات الناخبين امام مركز التصويت في مدرسة زيف في حي بيت هيكيريم في القدس قبل ان يفتح ابوابه وحصل بعض التلاسن مع المسؤولين الذين لم يكونوا جاهزين في الموعد المحدد.

وامام مراكز الاقتراع تحدث الناخبون لمراسلي وكالة فرانس برس عن مصادر قلقهم من الاقتصاد الى الامن وصولا الى النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني او الهوية اليهودية.

وقال هيتنر حاييم اليهودي البالغ من العمر 50 عاما انه صوت لليهود المتطرفين “لان اليهود المتشددين تعرضوا لسوء معاملة في السنوات الماضية”.

من جهته اختار يعقوبي جدعون (60 عاما) لائحة موشيه كحلون الوسطي والذي يتوقع الجميع ان يرجح كفة الامور عند تشكيل ائتلاف حكومي. وقال “اليسار، او اليمين لا شيء يتغير. بالتالي اقترعت لصالح كحلون، انه الوحيد الذي يمكنه تغيير الامور في المجال الاقتصادي”.

اما شلومي لارون فتعبر عن قلقها حيال حزبها ميريتس (يسار)، وخلافا لمعظم الاسرائيلي هي تعتقد ان القضية الفلسطينية اساسية وترغب “بان يختفي نتانياهو لسنوات عديدة”.

وقد ادلى نتانياهو وزوجته سارة بصوتيهما بعد بضع دقائق فقط من الساعة السابعة في احدى مدارس القدس واعلن نتانياهو “لن تكون هناك حكومة وحدة مع الحزب العمالي، سوف اشكل حكومة وطنية” يمينية.

ورد هرتزوغ عند الادلاء بصوته في تل ابيب “الخيار هو بين التغيير والامل من جهة، وخيبة الامل والتضليل من جهة اخرى”.

وستتضح تشكيلة الكنيست العشرين ليل الثلاثاء الاربعاء على ان تبث الشبكات التلفزيونية اولى نتائج استطلاعات الراي لدى الخروج من مراكز التصويت.

وتشكل هذه الانتخابات استفتاء على شخص نتانياهو (65 عاما) رئيس الوزراء اليميني الذي يحكم اسرائيل منذ اذار/مارس 2009. وكان نتانياهو قبل ذلك رئيسا لوزراء اسرائيل في الفترة ما بين 1996-1999.

ونتانياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل حوالى سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية 2004 الائتلاف الحكومي الذي كان شكله قبل اقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، اثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.

وكان نتانياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءا بهرتزوغ (54 عاما) المحامي الذي سبق ان شغل عدة مناصب وزارية في الماضي والذي يبدو على النقيض تماما من نتانياهو غير انه ينتقد لافتقاره الى الشعبية.

غير ان اخر استطلاعات الراي اشارت الى تقدم قائمة الاتحاد الصهيوني بزعامة هرتزوغ والوسطية تسيبي ليفني باربعة مقاعد (25 او 26 من اصل 120) على قائمة حزب الليكود بزعامة نتانياهو.

وفي ضوء تشتت للاصوات بين احدى عشرة لائحة على الاقل من اليمين واليسار والوسط والاحزاب الدينية المتشددة والعرب، فان تاليف الغالبية المقبلة امر صعب التوقع. ويمكن الا يعرف اسم رئيس الوزراء المقبل الا بعد اسابيع.

وفي النظام الاسرائيلي ليس بالضرورة ان يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة بل شخصية من بين النواب ال120 قادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الاخرى في البرلمان، بما ان اي حزب او تكتل لن يكون قادرا على الحصول على الغالبية المطلقة.

وسيواجه رئيس الوزراء المقبل عدة تحديات مع تعزز التوترات في الشمال الخشية من اندلاع حرب اخرى. وهناك قلق ازاء تقدم التنظيمات الجهادية وتصاعد النفوذ الايراني. كما تبدو الاحتمالات ضئيلة للتوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بالاضافة الى توتر العلاقات مع الحليف الاميركي.

وطرح نتانياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لامن بلد خاض ثمانية حروب منذ قيامه عام 1948 غير ان خطابه التهويلي والكلمة الاستثنائية التي وجهها في الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الايراني لم يكفيا لوقف تقدم خصومه.

وركز هرتزوغ وليفني هجماتهما على نتانياهو على صعيد غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية.

ومع اقتراب الانتخابات ضاعف نتانياهو مساعيه لاعادة تحفيز اتباع حزبه الذين خاب املهم والفوز بتاييد المترددين.

وقد يتجه ناخبو الفئتين الى القوائم الوسطية مثل قائمة حزب يش عتيد بزعامة الوسطي العلماني يائير لابيد او قائمة حزب “كلنا” اليميني الوسطي بزعامة موشيه كحلون الذي قد يكون في موقع الحكم لترجيح كفة الانتخابات حيث تقول الاستطلاعات انه سيحصل على 8 الى 10 مقاعد نيابية في الكنيست من اصل 120.

وعمد نتانياهو الاثنين الى المزايدة على حساب الفلسطينيين فاعلن انه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه بالانتخابات التشريعية.

وازاء الصعوبة المتوقعة لتشكيل ائتلاف حكومي يتساءل الخبراء حول امكانية ان يعمل الرئيس رؤوفين ريفلين في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الليكود والحزب العمالي لاخراج اسرائيل من انعدام مزمن في الاستقرار السياسي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية