مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء عملية اجلاء الدفعة الاخيرة من مقاتلي المعارضة من حمص السورية

مقاتلو الفصائل المسلحة واسرهم يصلون الى حاجز لقوات النظام قبيل عملية اجلائهم من حي الوعر آخر معاقلهم في حمص، السبت 20 ايار/مايو 2017 afp_tickers

بدأت عملية اجلاء الدفعة الاخيرة من مقاتلي المعارضة السبت من حي الوعر آخر معاقلهم في مدينة حمص السورية، وفق ما قال محافظة حمص لوكالة فرانس برس، تمهيدا لسيطرة الجيش السوري على كامل المدينة.

وقال محافظ حمص طلال البرازي ان “عملية إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين مستمرة”، مؤكدا ان “هذه هي الدفعة الاخيرة”.

وسيخرج، بحسب المحافظ، حوالى 3000 شخص هم 700 مقاتل بالاضافة الى افراد من عائلاتهم ومدنيين راغبين بالمغادرة من الحي المحاصر من قبل الجيش السوري منذ سنوات عدة.

وسيتوجه المغادرون، وفق البرازي، الى محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها تحالف فصائل اسلامية وجهادية او الى مدينة جرابلس (شمال) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مدعومة من تركيا.

ويأتي خروج الدفعة الاخيرة بعد نحو شهرين على التوصل الى اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي باجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات عدة خلال فترة اقصاها شهرين.

واوضح البرازي انه مع انتهاء عملية الاجلاء من الوعر “سيتجاوز عدد المغادرين منه 15 الفا، هم ثلاثة الاف مسلح و12 الفا من افراد عائلاتهم ومدنيين آخرين”.

وقبل صعودهم الى الحافلات، تجمع عدد كبير من السكان وبحوزتهم اغراضهم من حقائب وسجاد وحتى دراجات هوائية واقفاص عصافير فيما حمل مقاتلون اسلحتهم الفردية وحقائب صغيرة على ظهورهم، وفق مراسل فرانس برس في المكان.

كما شاهد المراسل عند مدخل حي الوعر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية.

وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية (بين ستين ومئة عنصر) في الحي للاشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان سلامة السكان الموجودين او الراغبين بالعودة.

وتحتاج عملية اجلاء الدفعة الاخيرة الى بعض الوقت، اذ قال البرازي ان من المتوقع ان تتواصل حتى ليل السبت او فجر الاحد.

ويسيطر الجيش السوري منذ بداية ايار/مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء المدينة القديمة بموجب تسوية مع الحكومة، اثر عامين من الحصار الخانق والقصف. وانكفأ المقاتلون الباقون وقتها الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين.

ومن شأن اتمام عملية الاجلاء ان تسمح للجيش السوري بالسيطرة على ثالث اكبر مدن سوريا والتي كانت تعرف بـ”عاصمة الثورة” نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها عند بداية الازمة السورية قبل ست سنوات.

شهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 وتخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة اطراف النزاع، عمليات اجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

وشهدت مدينة دمشق الاسبوع الماضي اولى عمليات اجلاء الفصائل المعارضة، بخروج مئات المقاتلين والمدنيين من احياء القابون وبرزة وتشرين حيث تتواجد الفصائل المعارضة منذ العام 2012.

وسيطر الجيش السوري اثر ذلك على كامل حيي القابون وتشرين، فيما تستمر عملية الاجلاء من حي برزة.

وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها “مصالحات وطنية” تأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل ان يدخلها الجيش السوري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية