مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بريطانيا اكثر انقساما من اي وقت واوروبا تريد تسريع خروجها

رئيس الوزراء في اسكتلندا نيكولا ستورجن وزوجها بيرت مورل بعد المشاركة في الاستفتاء في شرق غلاسكو في 23 حزيران/يونيو 2016 afp_tickers

بدت بريطانيا السبت اكثر انقساما من اي وقت مضى بعد صدمة الخروج من الاتحاد الاوروبي حيث ابدت اسكتلندا استعدادها للدفاع عن مصالحها الخاصة فيما يشعر الخاسرون بغضب وسط دعوات ملحة من الاوروبيين لتسريع آليات المغادرة.

وتجاوزت عريضة على الانترنت موجهة الى البرلمان البريطاني للمطالبة باجراء استفتاء ثان حول الاتحاد الاوروبي، عتبة المليوني توقيع غداة اعلان فوز معسكر مؤيدي الخروج من التكتل بنسبة 51,9%.

في اسكتلندا اعلنت رئيسة الوزراء نيكولا سترجن ان حكومتها تسعى لبدء “محادثات فورية” مع بروكسل لـ”حماية مكانة” اسكتلندا في الاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا منه.

واضافت سترجن ان الحكومة الاسكتلندية ستدرس منذ الان اطارا تشريعيا يسمح بتنظيم استفتاء ثان حول استقلال هذه المنطقة التي تحظى بالحكم الذاتي عن بريطانيا، بعد استفتاء اول قضى بالبقاء داخلها.

وصوتت بريطانيا باغلبية 52% مع الخروج من الاتحاد الاوروبي لكن اسكتلندا صوتت باغلبية 62% مع البقاء.

في لندن حيث تعرض رئيس البلدية السابق بوريس جونسون زعيم حملة الخروج لهتافات معادية عند خروجه من منزله الجمعة، طالب بعض الاشخاص بغضب وبدون قناعة فعلية باستقلال العاصمة التي ايدت بغالبيتها البقاء في الكتلة الاوروبية.

– وقف الهجرة-

في المقابل، يواصل معسكر الخروج الاحتفالات التي استمرت طوال الليل ب”يوم الاستقلال”. وعرض زعيم حزب يوكيب المناهض لاوروبا الاحتفال ب23 حزيران/يونيو كعيد وطني، بينما اشادت الصحف المشككة باوروبا الصادرة السبت وفي مقدمها “ذي صن” و”ديلي ميل” ب”شجاعة” الشعب البريطاني.

وفي المنتجع البحري كلاكتون-اون-سي جنوب شرق البلاد حيث صوتت غالبية الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد، يقول تيري لوفادو (57 عاما) في احد المحال التجارية “سيكون هناك مزيد من الوظائف وهذا سيضع حدا للهجرة”.

لكن هذه الشكوك حول مستقبل البلاد القت بثقلها على الجنيه الاسترليني الذي هبط كثيرا ما دفع بوكالة “موديز” للتصنيف الائتماني الى خفض تصنيف بريطانيا من مستقر الى سلبي مع تهديد بخفض اضافي.

واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان استقالته ستصبح سارية في تشرين الاول/اكتوبر بعد تعيين شخصية تخلفه وتتولى قيادة المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي. وهذه المفاوضات يمكن ان تستغرق ما يصل الى سنتين، وفي هذا الوقت تبقى بريطانيا مرتبطة بالاتفاقات المبرمة.

وسيلتقي كاميرون الثلاثاء نظراءه خلال قمة اوروبية تعقد في بروكسل وتبدو حساسة جدا بالنسبة اليه فيما اعلن المفوض الاوروبي البريطاني جوناثان خيل استقالته السبت.

وتزيد مسالة استقالة كاميرون ومن سيخلفه من اجواء الغموض السائدة في البلاد. ويبدو جونسون خيارا منطقيا. لكنه وبعد ان كان يحظى بشعبية كبيرة عندما كان رئيسا لبلدية لندن، بات جونسون محط غضب قسم من سكان بريطانيا.

– الاتحاد الاوروبي في حزن-

اعتبر زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن الذي واجه انتقادات بسبب تراخي تصريحاته في سبيل البقاء ضمن الاتحاد، انه يجب ان تحصل “مفاوضات سريعة”. وقال “لا يمكن ان نعيش في مرحلة ارتياب على مدى سنتين”.

وفيما تشهد الحركات الشعبوية تقدما في مختلف انحاء اوروبا، يمكن ان يؤدي قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الى خطوات مماثلة. فقد دعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن الى استفتاء في بلادها وكذلك فعل النائب الهولندي غيرت فيلدرز.

كما اعلن حزب سلوفاكي يميني متطرف ممثل في البرلمان انه سيطلق حملة جمع تواقيع لتنظيم استفتاء حول خروج سلوفاكيا من الاتحاد الاوروبي غداة قرار البريطانيين مغادرة التكتل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية