مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعيدا عن هموم واشنطن، ترامب يحضر تسلم البحرية حاملة الطائرات الحادية عشرة

قبطان "جيرالد فورد" ريك ماكورماك مرحبا بالرئيس الاميركي دونالد ترامب على متنها اثناء مراسم تسليمها للبحرية في قاعدة نورفولك، فرجينيا، 22 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت مراسم تسلم البحرية الاميركية حاملة الطائرات جيرالد فورد، الحادية عشرة في الاسطول الأميركي وباكورة جيل جديد من السفن العاملة بالدفع النووي، متحاشيا لبضع ساعات الدوامة السياسية في واشنطن.

ففي كلمة ألقاها وسط أجواء احتفالية وطنية على متن السفينة في قاعدة نورفولك البحرية الهائلة، على بعد 45 دقيقة جوا إلى جنوب واشنطن، أكد القائد الأعلى للجيوش (إحدى مهام الرئيس الأميركي) ان “فولاذا أميركيا وأيدي أميركية بنت رسالة تزن 100 ألف طن إلى العالم (مفادها) ان القوة الأميركية لا مثيل لها”، مضيفا “اننا نصبح أكبر وأفضل وأقوى مع كل يوم (جديد) لإدارتي”.

أضاف ترامب “أيا كانت الآفاق التي ستعبرها هذه السفينة، فسينام حلفاؤنا مطمئنين وسيرتعد أعداؤنا خوفا”، في مراسم تسلم البحرية رسميا للسفينة، التي تخللها 21 طلقة مدفعية ورفع العلم الاميركي عليها.

وكان الرئيس نشر قبل مغادرته إلى نورفولك حوالى عشر تغريدات على تويتر بشأن القضايا والشخصيات التي عكرت أسبوعه، أبرزها تحقيق المدعي الخاص في علاقات مفترضة بين المقربين منه وروسيا، ووزيره للعدل، ونسف مشروعه لتعديل نظام الرعاية الصحية، وكذلك صحيفة نيويورك تايمز المتهمة بنشر معلومات حالت دون قتل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في 2015.

كما دافع عن تعديل فريقه الاعلامي الجمعة بعد ستة أشهر من تولي منصبه، والذي شمل تعيين ساره ساندرز متحدثة جديدة باسم ادارته وانطوني سكاراموتشي مديرا جديدا للجهاز الاعلامي.

كذلك استأنف الهجوم على منافسته السابقة في الانتخابات الديموقراطية هيلاري كلينتون، متسائلا عن اسباب استهداف القضاء لابنه في الملف الروسي عوضا عن إعادة فتح ملف الرسائل الالكترونية للمرشحة الرئاسية السابقة.

– تجاوز الميزانية –

لكن أيا من ذلك لم يرد في خطاب الرئيس الاميركي على متن “جيرالد فورد” التي حملت اسم الرئيس الأميركي الثامن والثلاثين.

وقال ان “هذه السفينة هي الرادع الذي يحول دون اضطرارنا إلى القتال، لكنها أيضا ضمان، إن حلت المعركة، بأن خاتمتها ستكون نفسها كل مرة، واننا سنفوز ونفوز ونفوز ونفوز”.

كذلك ضمّن الرئيس الاميركي كلمته عددا من التعليقات السياسية فدعا الكونغرس إلى دعم طلبه زيادة لميزانية الدفاع، مبديا اسفه بطريقة غير مباشرة لتجاوز كلفة حاملة الطائرات الميزانية المحددة (بأكثر من 20%) وتأخر تسليمها (حوالى عامين).

وقال “لا نريد تكاليف زائدة. نريد أفضل التجهيزات ونريد تسليمها مسبقا وبكلفة دون الميزانية المحددة”.

يبلغ طول حاملة الطائرات 333 مترا ويشغلها طاقم من 4460 شخصا لتبحر مدفوعة بمحركين نوويين. كلف بناؤها 12,9 مليار دولار وستحل محل الحاملات من فئة نيميتز التي حل أجل خدمتها المحددة التي تدوم 50 عاما. ويجري حاليا بناء حاملة من الطراز نفسه أطلق عليها اسم “جون أف كينيدي”.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز أسطولها ليشمل 12 حاملة طائرات حتى العام 2031، فيما وعد ترامب بتوسيع مجمل الاسطول.

وتتخلف سائر الدول بفارق بعيد عن الولايات المتحدة على مستوى القوة البحرية، ولا تملك كل من روسيا وفرنسا إلا حاملة طائرات واحدة، فيما دشنت الصين مؤخرا الحاملة الثانية لديها لكنها لم تبدأ تشغيلها فعلا.

ولن يبدأ تشغيل “جيرالد فورد” التي انطلقت ورشة بنائها في 2009 قبل 2020، ومن المقرر أن تنفذ مهمتها الرسمية الأولى في 2022.

وشكلت عملية بنائها موضع انتقادات صدر أبرزها عن السناتور جون ماكين الذي ندد عدة مرات بالتكاليف المفرطة والمشاكل القنية، خصوصا في الطراز الجديد لجهاز الاطلاق الذي يقذف الطائرات المطاردة ويعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية عوضا عن البخار.

يفترض ان تجيز هذه الحاملة زيادة بنسبة 25% للطلعات الجوية التي تجريها طائراتها ومروحياتها الـ75، فيما ستولد محركاتها مزيدا من الكهرباء مقارنة بالفئة السابقة. كما ستتيح التحسينات الجديدة تسهيل صيانتها بطاقم مخفض مقارنة بفئة نيميتز.

وبدأ تشغيل حاملات الطائرات من فئة نيميتز العاملة راهنا بين 1975 و2009. وبعد “جيرالد فورد” من المقرر تشغيل “جون كينيدي” ولاحقا “انتربرايز”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية