مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بنيامين نتانياهو يفوز في الانتخابات وسط توتر مع الفلسطينيين وخلاف مع واشنطن

نتنياهو يصلي عند حائط المبكى بعد فوز حزبه الليكود في الانتخابات العامة afp_tickers

ضمن رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو البقاء في الحكم لولاية ثالثة على التوالي بعد فوزه في الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة يمينية وسط مناخ من التوتر مع الفلسطينيين وخلاف مع الادارة الاميركية.

والاربعاء، تعهد نتانياهو الذي اعلن انه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية وتحدى ادارة الرئيس باراك اوباما خلال زيارة قام بها لحائط المبكى (حائط البراق عند المسلمين) “سأفعل كل ما في وسعي لضمان رفاه وامن كافة مواطني اسرائيل، وبعون الله سننجح ونزدهر”.

والاربعاء قال البيت الابيض انه لا يزال يعتقد ان الحل القائم على دولتين هو افضل سبيل لاحلال السلام في الشرق الاوسط. وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يعتقد ان حل الدولتين “هو افضل سبيل لحل الوضع، مضيفا ان اوباما لم يتصل بعد بنتانياهو لتهنئته بفوزه في الانتخابات التشريعية.

واعرب نتانياهو البالغ من العمر 65 عاما عن امله بتشكيل حكومة جديدة خلال اسبوعين او ثلاثة، وفق بيان صادر عن حزب الليكود الذي يتزعمه والذي فاز بثلاثين مقعدا من اصل 120 في الكنيست.

وتبدو فرص تشكيل حكومة وحدة وطنية ضعيفة بمشاركة الاتحاد الصهيوني المنافس لنتانياهو بزعامة اسحق هرتزوغ الذي حصل على 24 مقعدا.

واستبعد هرتزوغ الاربعاء المشاركة في حكومة وطنية. ونقلت المتحدثة عنه قوله اثناء اجتماع لاعضاء تحالفه (يسار وسط) ان البقاء في “المعارضة هو الخيار الوحيد الواقعي لدينا”.

وبعد ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات الخميس على الارجح، سيكون امام الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين سبعة ايام لاختيار من سيكلفه تشكيل الحكومة خلال 28 يوما. ويستطيع الرئيس اذا اقتضت الضرورة تمديد هذه الفترة 14 يوما.

ويبقى السؤال هو نوع التحالف الذي سيختاره نتانياهو لتشكيل ائتلافه الحكومي، فالائتلاف مع احزاب اليمين المتطرف سيؤدي الى زيادة تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع المجتمع الدولي.

وتحدث ليلا مع قادة الاحزاب التي يرى انها من الممكن ان تشكل جزءا من الائتلاف الحكومي مثل البيت اليهودي اليميني المتطرف (الذي حصل على 8 مقاعد) وحزب اسرائيل بيتنا المتشدد بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي حصل على 6 مقاعد بالاضافة الى حزبي شاس ويهودية التوراة الموحدة لليهود المتشددين واللذين حصلا على سبعة مقاعد لكليهما.

واتصل نتانياهو ايضا مع زعيم حزب كلنا الوزير والناشط السابق في الليكود موشيه كحلون الذي يتوقف عليه تشكيل الحكومة المقبلة مع حصول حزبه الوسطي اليميني الجديد على 10 مقاعد في البرلمان.

من جهته، قال كلود كلاين خبير القانون الدستوري في الجامعة العبرية في القدس ان “نتانياهو نجح وتمكن من الخروج من الازمة. يمكنه تشكيل حكومة يمينية مع الاحزاب الدينية وافيغدور ليبرمان او حكومة وحدة وطنية”.

واضاف ان “هرتزوغ لا يملك اي فرصة لتشكيل اغلبية ستكون مرهونة بدعم القائمة العربية” التي حصلت على 14 مقعدا لتصبح القوة الثالثة في البرلمان المقبل.

وهذه المرة الاولى تتقدم الاحزاب العربية بقائمة واحدة الى انتخابات البرلمان الاسرائيلي منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948.

واكد ايمانويل نافون، استاذ العلاقات الدولية انه “من المستبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية لان نتانياهو ليس بحاجة لها”.

واضاف نافون ان نتانياهو نجح في ازالة الاحزاب اليمينية الصغيرة موضحا “نجح في خلق الذعر لدى ناخبيهم مكررا خطر حكومة عمالية”.

ونتانياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل نحو سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية العام 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل اقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، وذلك اثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.

وكان نتانياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءا بهرتزوغ (54 عاما) المحامي الذي سبق ان شغل مناصب وزارية عدة ويبدو على النقيض تماما منه غير انه يفتقد للشعبية.

وطرح نتانياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لأمن دولة خاضت ثماني حروب منذ انشاءها في العام 1948 غير ان خطاباته التهويلية ومداخلته الاستثنائية امام الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الايراني لم تكف لوقف تقدم خصومه.

في المقابل، ركز هرتزوغ وحليفته تسيبي ليفني هجماتهما على نتانياهو في قضايا غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية.

من جانبها، اكدت الرئاسة الفلسطينية الاربعاء انها ستستمر في التعامل مع اي حكومة اسرائيلية “تعترف بحل الدولتين” وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في تصريحات صحافية “لسنا معنيين من يكون رئيس حكومة في اسرائيل، ما نريده من اي حكومة هو ان تعترف بحل الدولتين وان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية”.

واضاف “على هذه القاعدة، سنستمر بالتعامل مع اي حكومة اسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية”.

بينما اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء ان اسرائيل اختارت “العنصرية والاحتلال” بدل المفاوضات مع الفلسطينيين بعد انتصار نتانياهو.

وقال ياسر عبد ربه امين سر المنظمة “اسرائيل العنصرية اختارت طريق العنصرية والاحتلال والاستيطان ولم تختر طريق المفاوضات”.

وسعى المقربون من نتانياهو الاربعاء بعد النتائج الى التهدئة.

واكد نائب وزير الخارجية تساحي هنغبي وهو مقرب من نتانياهو في حديث للاذاعة العامة انه عندما تغير السلطة الفلسطينية “اسلوبها ستجد يد الليكود ممدودة لها لاستئناف المحادثات”.

وفي حين اعلنت واشنطن ان وزير الخارجية جون كيري اتصل بنتانياهو مهنئا، جاءت ردود فعل اوروبا فاترة حيال اعادة انتخاب نتانياهو ولا تدل على انها ترى فيه اشارة لاستئناف سريع لمحادثات السلام مع الفلسطينيين.

وهنأ الاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء الاسرائيلي على فوزه في الانتخابات مشيرا في الوقت نفسه الى ضرورة تحريك عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين المتوقفة منذ قرابة عام.

وكتبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان ان “الاتحاد الاوروبي يلتزم العمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة وفق علاقة مفيدة للطرفين بالاضافة الى تحريك عملية السلام”.

وتبنى رئيس وزراء بريطانيا موقفا مماثلا موجها تهانيه لنتانياهو على حسابه على تويتر وترك للمتحدث باسمه مهمة “الاعراب عن الامل في رؤية السلام ورؤية حل من دولتين”، وهو ما كان رفضه نتانياهو قبل الانتخابات.

ولم يصدر رد فعل رسمي من جانب فرنسا بعد ظهر الاربعاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية