مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بيونغ يانغ “حاولت قرصنة” مختبرات فايزر (استخبارات كوريا الجنوبية)

عبوات من لقاح فايزر/بايونتيك في روندا بإسبانيا في 11 شباط/فبراير 2021 afp_tickers

سعى قراصنة كوريون شماليون لاختراق أنظمة الكمبيوتر لمجموعة “فايزر” العملاقة بحثا عن معلومات حول اللقاح المضاد لوباء كوفيد-19 وعلاجاته، كما كشفت وكالة تجسس كورية جنوبية الثلاثاء.

وعمدت الدولة الفقيرة المزودة بالسلاح النووي، إلى عزل نفسها واغلقت حدودها في كانون الثاني/يناير 2020 سعيا لمنع انتشار فيروس كورونا الذي ظهر أولا في الصين المجاورة قبل أن يجتاح العالم موديا بأكثر من مليوني شخص.

ويؤكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن البلاد لم تسجل حالات من فيروس كورونا، علما بأن خبراء أجانب يشككون في هذه المزاعم.

وزاد إغلاق الحدود الضغوط التي يعاني منها اقتصاد البلاد جراء العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ على خلفية برامجها المحظورة للأسلحة، ما جعل مسألة إيجاد طريقة للحد من الفيروس أكثر إلحاحا.

وقال النائب ها تاي كونغ للصحافيين إن جهاز الاستخبارات الوطني “أبلغنا بأن كوريا الشمالية حاولت الحصول على تكنولوجيا تتعلق باللقاح والعلاجات ضد كوفيد-19 بواسطة هجوم إلكتروني لاختراق أنظمة فايزر”.

والمعروف بأن كوريا الشمالية تشغل جيشا من آلاف القراصنة المدربين بشكل جيد، هاجموا شركات ومؤسسات وباحثين في كوريا الجنوبية ودول أخرى.

وبدأ لقاح فايزر المضاد لكورونا والذي تم تطويره بشكل مشترك مع بايونتيك الألمانية، في الحصول على تراخيص من جانب سلطات في أواخر العام الماضي.

ويقوم اللقاح على تقنية “الحمض النووي الريبي المرسال” التي تسمح له بدخول خلايا بشرية وتحويلها إلى مصانع لإنتاج اللقاح.

وتقول فايزر إنها تتوقع تسليم ما يصل إلى ملياري جرعة من اللقاح في 2021.

ولم يرد مكتب الشركة في كوريا الجنوبية على الفور على طلب من وكالة فرانس برس للتعليق.

واعلنت فايزر وبايونتيك في كانون الأول/ديسمبر أنه “تم الوصول بشكل غير شرعي” إلى الوثائق المتعلقة باللقاح خلال هجوم الكتروني على خادم في وكالة الأدوية الاوروبية، الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الاوروبي.

وتأتي التصريحات بعد أن اعلنت وكالة الأدوية الاوروبية ومقرها أمستردام تعرضها لعملية قرصنة معلوماتية دون تحديد تاريخ وقوعها أو ما إذا تم استهداف أبحاثها المتعلقة بوباء كوفيد-19.

– عمليات قرصنة على الانترنت –

وتأتي هذه التأكيدات بعد اسبوع على اطلاع فرانس برس على تقرير سري للامم المتحدة كشف سرقة كوريا الشمالية لعملات رقمية بقيمة تزيد عن 300 مليون دولار عبر قرصنة معلوماتية في الأشهر الماضية لدعم برامجها لتطوير الأسلحة.

وجاء في الوثيقة انه تم قرصنة مؤسسات مالية لجمع أموال لتطوير برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي، مع الحصول على القسم الأكبر من الأموال من عمليتي سرقة نهاية العام الماضي.

وظهرت قدرات بيونغ يانغ في شن عمليات قرصنة معلوماتية للعالم لأول مرة في 2014 لدى اتهامها باختراق شركة “صوني بيكتشرز انترتاينمت” للثأر من فيلم “ذي انترفيو” (المقابلة) الذي سخر من الزعيم كيم.

ونجم عن عملية القرصنة نشر على الانترنت عدة أفلام لم تعرض بعد وكذلك مجموعة من الوثائق السرية.

كما اتهمت بيونغ يانغ بالقيام بعملية سرقة الكترونية ضخمة لمبلغ قيمته 81 مليون دولار من البنك المركزي البنغلاديشي، وكذلك سرقة 60 مليون دولار من بنك تايوان الدولي.

ووجهت أصابع الاتهام في 2017 إلى قراصنة بيونغ يانغ للهجوم الإلكتروني العالمي الذي أصاب حوالي 300 ألف جهاز كمبيوتر في 150 دولة، وقاموا بتشفير ملفات المستخدمين وطالبوا أصحابها بمئات الدولارات للحصول على المفاتيح لاستعادتها.

ونفت بيونغ يانغ هذه الاتهامات موضحة أن “لا علاقة لها بالهجمات الإلكترونية”.

وتوقفت المحادثات النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن منذ فشل قمة بين كيم والرئيس دونالد ترامب في شباط/فبراير 2019 حول تخفيف العقوبات وما قد تكون كوريا الشمالية مستعدة للتخلي عنه في المقابل.

وخلال عروضها العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر كشفت كوريا الشمالية عن عدة صواريخ جديدة، بعد أن أكد كيم عزمه على تعزيز ترسانته النووية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية