مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تحرك دبلوماسي فلسطيني ضد احتمال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة اسرائيل

صورة بانورامية للقدس ملتقطة في 1 كانون الأول/ديسمبر 2017 من جبل الزيتون afp_tickers

يسعى المسؤولون الفلسطينيون الاحد الى حشد دعم دبلوماسي دولي لاقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بعد تقارير أشارت الى اعتزامه القيام بذلك.

ويجري الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالات هاتفية مكثفة مع قادة عرب وأجانب بينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وفق ما اعلن مستشاره الدبلوماسي مجدي الخالدي الاحد.

وقال الخالدي ان عباس يقوم بهذه الاتصالات مع قادة العالم “لحثهم على التدخل لدى الادارة الاميركية لايقاف هذه الاجراءات وتوضيح خطورة اي قرار بنقل السفارة الى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل”.

وأضاف أن هذا القرار “في حال اتخذ، فإنه يهدد العملية السياسية وجهود صنع السلام”.

وقال إن “وفدا يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، يجري اتصالات في واشنطن بشأن المعلومات التي تتحدث عن إمكانية قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لدولة إسرائيل”.

وتابع “الموقف الفلسطيني واضح. لن تغير اي قرارات امريكية او اسرائيلية حقيقة ان القدس الشرقية ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، لا دولة فلسطينية دون القدس (الشرقية) عاصمة لها”.

ومساء الاحد، اجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني دار خلاله “نقاش معمق حول خطورة النوايا الاميركية تجاه القدس والتداعيات الناجمة عنها وضرورة تمتين البيت الفلسطيني في مواجهة هذه التحديات والمضي في مسار المصالحة بقوة”، بحسب بيان وزعه مكتب هنية.

واشار البيان الى انهما اتفقا على “ضرورة خروج الجماهير الفلسطينية في كل مكان الاربعاء المقبل للتعبير عن غضبها ورفضها للقرار الاميركي”.

احتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة. ويرغب الفلسطينيون في جعلها عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان عباس اجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، ودعا فيه بحسب الخالدي الى “عقد قمة اسلامية طارئة وعاجلة لبحث هذه القضية ومواجهتها”.

– فوضى دولية خطيرة –

ومن جهته، حذر عريقات الاحد من ان الاعتراف الاميركي بالقدس كعاصمة للدولة العبرية “سيخلق فوضى دولية خطيرة”.

وقال “اذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط، واذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفاً حاسما وحقيقياً لحماية منظومة القانون الدولي فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها”.

بينما طالب وزير الخارجية رياض المالكي بعقد اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.

واعتبر المالكي ان الاقدام على هذه الخطوة “يُفقد الولايات المتحدة دورها في عملية السلام، ويضعها في خانة المنحاز لدولة الاحتلال وطموحاتها التوسعيّة” بحسب وكالة وفا الرسمية للانباء.

وحمل المالكي واشنطن التداعيات الخطيرة لمثل هذه الخطوة مشيرا إلى انه “كان أحرى بالولايات المتحدة والتي تلعب دور الوسيط بأن تُقدِّم خطتها المنتظرة للحل، وليس زيادة التعقيد في مسائل الحل”.

وكانت حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة حذرت السبت ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل داعية الى تأجيج “انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة”.

واجرى هنية الاحد اتصالا مع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط محذرا من “خطورة التوجهات الأميركية تجاه القدس داعيا إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث تداعيات هذا الأمر”.

وبحسب هنية فأن “هذه التوجهات الاميركية تشكل بداية زمن التحولات المرعبة في المنطقة وتضع حدا لمسيرة التسوية التي وصلت إلى نهاياتها”.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية حول هذا الموضوع في نيسان/أبريل 2014.

وتسعى ادارة ترامب لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.

وأعلن نائب الرئيس الاميركي مايك بنس قبل ايام ان ترامب “يفكر فعلا” بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس. وينتظر ان يتخذ القرار بحلول الاثنين.

أقرّ الكونغرس الاميركي عام 1995 قانونا ينص على “وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل” ويطالب بنقل السفارة اليها. وجاء في القرار “منذ عام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة اسرائيل”.

ومع ان القرار ملزم، غير انه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة اشهر لحماية “مصالح الامن القومي”.

ومنذ ذلك الحين، قام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بتوقيع أمر تأجيل السفارة مرتين سنويا.

في الاول من حزيران/يونيو الماضي، قرر ترامب عدم التحرك فورا حيال نقل السفارة، خلافا لما وعد به خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية