مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تحقيق جديد في وفاة شرطي يكشف فظائع نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا

قريب يحمل صورة احمد تيمول في 25 ايار/ماي 2015 الذي كان مناضلا ضد نظام الميز العنصري وقضى في ظروف مشبوهة اثر احتجازه في مقر قيادة الشرطة بجوهانسبورغ في 1971. afp_tickers

من اختلاق اعتداءات الى الصعق الكهربائي للمناضلين وتزوير التواقيع، كثيرة هي وسائل التعذيب والاضطهاد التي ذكر بها جلادو نظام التمييز العنصري في احلك فتراته في جنوب افريقيا لمناسبة اعادة التحقيق في وفاة الناشط الشيوعي احمد تيمول في مقر الشرطة في 1971.

وقال بول ايراسموس الشرطي السابق المكلف ب “مهام قذرة” لحساب حكومة البيض لمدة 17 عاما، “كنت صغيرا في السن ومولعا بكل قصص العملاء السريين على غرار جيمس بوند”.

اما عن دوره فاضاف الرجل الستيني امام محكمة بريتوريا انه كان يتمثل “في الايهام بان المؤتمر الوطني الافريقي (طليعة الكفاح ضد نظام التمييز العنصري) كان عصابة من المتوحشين”.

وتابع “هذا ما يعرف اليوم بالاخبار الزائفة”.

وروى بول ايراموس لساعات امام جمهور مذهول، التقنيات البالغة العنف للفرع الامني لشرطة نظام التمييز العنصري.

واكد الموظف السابق ان “التعذيب كان خبزا يوميا” في مقر قيادة الشرطة بجوهانسبورغ مقرا بانه “عذب مجموعة من الناس”.

وعدد الجلاد السابق تفاصيل عذابات المعتقلين مشيرا الى رجل تم “سحق خصيتيه مثلما يسحق الفلفل الاسود” وقال انهم كانوا يطلقون على صعقات كهربائية قوية تسمية “راديو موسكو”.

ولم يكن بول ايراموس قد دخل سلك الشرطة حين عثر على احمد تيمول ميتا في 27 تشرين الاول/اكتوبر 1971 اسفل مبنى المقر العام للشرطة في جوهانسبورغ بعد خمسة ايام من توقيفه.

رسميا قيل ان الرجل (29 عاما) انتحر بالقاء نفسه من الطابق العاشر من المبنى المعروف بانه كان مركز الاستجوابات العنيفة. واشتهر فيه العقيد ارثر بينوني كرونرايت مسؤول التحقيقات الملقب ب “هتلر الصغير” والذي وصفه ايراسموس بانه “مجنون تماما”.

وباستدعائها الشرطي السابق الى المحكمة ارادت اسرة تيمول بعد معركة طويلة انتهت باعادة فتح التحقيق في نهاية حزيران/يونيو، كشف الاساليب الرهيبة لنظام التمييز العنصري.

-دعاية-

الهدف هو كشف حقيقة مقتل احمد تيمول. والاسرة مقتنعة بان ابنها قتل وتمت التغطية على الجريمة بالايهام بانه انتحر.

واكدت طبيبة تشريح الاربعاء امام المحكمة وجود “جروح عديدة” في جسد تيمول “لا يمكن ارجاعها الى سقوط من مكان مرتفع” و”تشير الى ان القتيل تم تعنيفه اثناء احتجازه”.

وتحدث ايراسموس عن دور من يسمون “الكناسين” وهم المسؤولون عن الحفاظ على سمعة الشرطة.

وتباهى ايراسموس الذي وثق سنوات عمله ال 17 في سجلات يومية اصفرت اوراقها اليوم، بقدرته على “تزوير اي شيء” من اجل الدعاية. وقال “تدربت لساعات على تزوير توقيع ديزموند توتو” الاسقف الشهير المناضل ضد الفصل العنصري.

ونقل التلفزيون مباشرة وقائع الجلسة التاريخية.

وفي حين كانت اسئلة محامي اسرة احمد تيمول قصيرة فان اجوبة ايراسموس كانت طويلة في الغالب. وعلق ابنه ديلان “يحتاج الى البوح” بما يعتمل داخله.

-رسائل مشفرة-

وروت ستيفاني كيمب العضو السابق في الحزب الشيوعي الجنوب افريقي التي كانت تتواصل مع احمد تيمول عبر رسائل مشفرة، التعذيب الذي تعرضت اليه.

وقالت للمحكمة “امسكوني من شعري وضربوني حتى فقدت الوعي. كانوا يريدون سحقنا”.

وكانت هيئة الحقيقة والكرامة كشفت بين 1996 و1998 حجم فظاعات نظام الفصل العنصري واستراتيجية النظام الذي سقط رسميا في 1994.

وفي مقابل اعترافات كاملة بجرائمهم السياسية حصل سياسيون وشرطيون وعسكريون ووزراء على عفو.

وحصل بول ايراسموس على العفو عن معظم جرائمه.

ظل عمل هيئة الحقيقة والكرامة محدودا. وبقيت الكثير من توصياتها حبرا على ورق ولم يباشر القضاء ملاحقات الا في نحو 300 قضية.

وقالت مارجوري جوبسون وهي من جمعية كولماني التي تساعد ضحايا الفصل العنصري، انه مع اعادة فتح قضية تيمول “نشهد موجة ثانية من الشهادات بعد هيئة الحقيقة والكرامة” مضيفة بتاثر “الحقيقة تسطع”.

وقال جورج بيزوس المحامي الحقوقي “ان هيئة الحقيقة والكرامة كانت ترغب في النظر الى المستقبل وليس الى الماضي. وهذا لم يرض من كافحوا ضد النظام” السابق.

وراى ان قضية تيمول يمكن ان تتيح اخيرا اماطة اللثام عن قضايا سوداء اخرى بينها قضية نيل اغيت الناشط الذي عثر عليه ميتا في 1982 في مقر الشرطة.

واكد ايراسموس امام القضاة انه تلقى امرا “باثبات انه كان يميل الى الانتحار منذ ولادته” في مصارحة اثارت ذهول الحاضرين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية