مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تدابير امنية مشددة قبل 48 ساعة من الانتخابات في نيجيريا

الشرطة تتمركز امام مكاتب لجنة الانتخابات في بورت هاركور المدينة النفطية المهمة afp_tickers

فرضت تدابير امنية مشددة في نيجيريا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والنيابية السبت، لأن اجهزة الاستخبارات تتخوف من ان تتخللها اعتداءات انتحارية يشنها اسلاميو بوكو حرام الذين هددوا بعرقلتها.

وقد اقفلت الحدود البحرية والبرية منتصف ليل الاربعاء (23,00 تغ) وحتى الساعة نفسها السبت. واعلنت قوات الامن انها اتخذت تدابير خاصة للحفاظ على سلامة الانتخابات التي كانت مقررة في 14 شباط/فبراير، لكنها ارجئت بسبب حشد كبير من الجنود لمواجهة بوكو حرام في الشمال الشرقي.

ويؤكد الجنود النيجيريون الذين تساعدهم جيوش النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة، انهم تمكنوا في الاسابيع الاخيرة من طرد الاسلاميين من معظم مدن هذه المنطقة التي استولى عليها المتمردون في الاشهر الاخيرة.

لكن جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة باسم بوكو حرام والتي توعدت بعرقلة الانتخابات، اكدت انها ما زالت قادرة على زيادة الاعتداءات الانتحارية ضد اهداف سهلة مثل الاسواق ومحطات السفر في الشمال، ويمكن ان تقرر شن هجمات على اقلام الاقتراع.

ودعت مديرية اجهزة امن الدولة (وكالة الاستخبارات النيجيرية) الى مزيد من اليقظة والحذر السبت في الاماكن المكتظة، قبل واثناء الانتخابات وبعدها.

وقالت المتحدثة باسم مديرية اجهزة امن الدولة مارليلين اوغار في بيان “نطلب من الناخبين ان يحذروا الاشخاص الذين يرتدون ملابس فضفاضة على مستوى البطن”.واضافت “فتشوا الاكياس المتروكة والاغراض وسلال المهملات والمحتويات الغريبة واي شيء مشبوه”.

واوصت مديرية اجهزة امن الدولة بعدم وقف السيارات والدراجات النارية والدراجات الثلاثية العجلات امام اقلاع الاقتراع، والمتاجر والاسواق بالاقفال السبت.

وشددت اوغار على “ضرورة الاسراع في ابلاغ عناصر اجهزة الامن بكل شخص ونشاط وتحرك مشبوه”.

وامر قائد الشرطة النيجيرية في بداية الاسبوع ب “المنع التام” لجميع السيارات من التنقل السبت باستثناء تلك المستخدمة ل “مهمات بالغة الاهمية” بين الساعة 8,00 و17,00.

وغالبا ما تشهد المواسم الانتخابية اعمال عنف شديدة في نيجيريا.

وخلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة في 2011، قتل حوالى الف شخص بعد الاعلان عن فوز الرئيس غودلاك جوناثان على الجنرال السابق محمد بخاري الذي ينافسه هذه السنة ايضا.

وتتزايد المخاوف من حصول مواجهات بعد الانتخابات بين انصار الحزب الديموقراطي الشعبي (الحاكم) والمؤتمر التقدمي بزعامة بخاري لان النتائج التي قد يحصل عليها كل منهما تبدو متقاربة.

وذكرت اللجنة النيجيرية لحقوق الانسان، ان اعمال العنف اسفرت حتى الآن عن حوالى 60 قتيلا خلال الحملة، على رغم الاتفاق الذي وقعه جميع المرشحين الى الانتخابات الرئاسية للمحافظة على الهدوء.

وتعهد ابرز المرشحين، جوناثان وبخاري من جديد الخميس بحمل انصارهم على الحفاظ على الهدوء، وذلك خلال احتفال شارك فيه رئيس الاساقفة الكاثوليكي في ابوجا جون اوناييكان وسلطان سوكوتو، اعلى سلطة مسلمة في نيجيريا، في بلد غالبا ما تؤجج فيه الانشقاقات السياسية التوترات الدينية.

من جهته، حذر الجنرال كينيث مينيما قائد القوات المسلحة النيجيرية في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة من ان “كل من سيحاول التذرع والتسبب في اعمال عنف ستواجهه” قوات الامن بعنف.

واكد قائد الشرطة سليمان ابا هذا الاسبوع ان “عناصر الشرطة الذين يخدمون خلال الانتخابات قد تلقوا تدريبات وارشادات وتعليمات”.

وسيتم تشديد التدابير الامنية حول اقلام الاقتراع والاهداف التي تعتبر “سهلة”، كالمصارف والمستشفيات والمباني الرسمية، خشية شن اعتداءات بالقنابل.

وفي شمال البلاد، ستجرى عمليات تفتيش دقيقة للمخيمات التي يقيم فيها اشخاص هجرتهم اعمال العنف التي تقوم بها بوكو حرام.

وقالت اللجنة الانتخابية انها اقامت اقلام اقتراع قرب وداخل هذه المخيمات حتى يتمكن هؤلاء النازحون من الادلاء بأصواتهم.

لكن العثور في منتصف اذار/مارس على متفجرات في مخيم مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، اثار المخاوف من حضور اسلاميين متسللين يمكن ان يتحركوا يوم الانتخابات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية