مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب وشي جينبينغ يعرضان رؤى متنافسة لمستقبل التجارة في قمة ابيك

ترامب يلقي كلمته في قمة ابيك، الجمعة 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

عرض رئيسا الولايات المتحدة والصين الجمعة رؤيتين مختلفتين كثيرا حول مستقبل التجارة العالمية، إذ أكد دونالد ترامب شعاره “أميركا اولا” ليترك نظيره شي جينبينغ في موقف الدفاع عن موجة العولمة “التي لا يمكن العودة عنها”.

والقى كل من شي، الذي يعتبر أقوى زعيم صيني في عقود، وترامب الذي يعاني من تراجع شعبيته بشكل كبير في الداخل كلمتيهما بفارق دقائق في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) المنعقدة في مدينة دانانغ الفيتنامية.

في كلمته التي تراوحت بين الثناء لدول آسيا-المحيط الهادئ واتهامها بإضعاف أكبر اقتصاد في العالم، قال ترامب ان مصلحة الولايات المتحدة تضررت نتيجة ممارسات التبادل التجاري العالمي.

وقال ان اميركا “لن تسكت بعد الان” على التجارة غير المنصفة والاسواق المغلقة وسرقة الملكية الفكرية.

وقال “لن نسمح بأن يتم استغلال الولايات المتحدة بعد الان” منتقدا منظمة التجارة العالمية لعدم تصديها للتجاوزات على التجارة الحرة.

وأكد “سأضع دائما أميركا اولا تماما كما أتوقع منكم جميعا في هذه القاعة ان تضعوا دولكم أولا”.

وسارع شي الى ملء الفراغ الذي أحدثه اعلان ترامب مبرزا الدور الريادي للصين لانها تفرض عوائق أقل على التجارة.

كما دافع عن العولمة التي سمحت لبلاده بالخروج من الفقر لتصبح قوة كبرى في ثلاثة عقود، ووصف ذلك “بالمسار التاريخ الذي لا عودة عنه”.

لكنه أقر ازاء الخلافات المتعددة حول انعدام التوازن التجاري وخسارة الوظائف وعدم المساواة الاجتماعية، بضرورة تطوير فلسفة التجارة الحرة لتصبح “اكثر انفتاحا واكثر توازنا واكثر انصافا”.

وقبل خطابه أعلنت الصين انها ستضاعف اجراءات فتح الاسواق المالية امام الشركات الاجنبية، وهو مطلب رئيسي من الولايات المتحدة ومستثمرين عالميين آخرين طالما اشتكوا من القيود المشددة على دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وصل ترامب فيتنام قادما من بكين، حيث سعى لحشد اجماع ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وفي فيتنام، ندد ترامب ب”أوهام دكتاتور” بيونغ يانغ معتبرا ان آسيا لا يمكن ان تعيش تحت تهديد هذا الاخير.

واضاف ان على المنطقة “ان تكون موحدة في الاعلان أن كل خطوة يقوم بها النظام الكوري الشمالي نحو المزيد من التسلح هي خطوة نحو خطر متزايد”.

في الصين اغدق المديح على شي، ووصف مضيفه “بالرجل المميز جدا” بعد رحلة زاخرة بالصور ولكن تفتقر الى نتائج ملموسة حول معالجة قضايا رئيسية مثل كوريا الشمالية.

– التجارة الحرة في محنة –

تجمع قمة ابيك أقطاب السياسة وقطاع الاعمال، بينهم الياباني شينزو آبي والروسي فلاديمير بوتين.

ووجهت روسيا والولايات المتحدة رسائل متضاربة حول لقاء محتمل بين الرئيسين ترامب وبوتين في دانانغ. فقد استبعد البيت الابيض اي لقاء بينهما فيما قال الكرملين ان اجتماعا يمكن أن يحصل.

وسيكون لقاء مباشر بينهما بمثابة حدث كبير وسط اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي افضت إلى فوز الملياردير والنجم السابق لأحد برامج تلفزيون الواقع بالرئاسة.

ويهدد تولي ترامب قيادة اكبر اقتصاد في العالم بتفكيك عقود من الدبلوماسية الاقتصادية بقيادة أميركية، جمعت اقتصادات العالم في مبادلات حرة ورسوم منخفضة.

وتعهد ترامب التوصل لاتفاقية أفضل مع دول لديها عجز تجاري كبير مع الولايات المتحدة — بينها الصين — واعادة الوظائف الى قلب المصانع التي صوتت له.

لكن مؤيدي التبادل الحر بينهم العديد من الحلفاء، يشعرون بالقلق مع قيام ترامب بتمزيق القواعد، وفيما النقاشات المعارضة للعولمة تتردد في الولايات المتحدة واوروبا.

وسحب ترامب دعم واشنطن من اتفاقية الشراكة عبر الهادئ (تي بي بي) وتعهد إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

والجمعة كان وزراء دول آسيا-المحيط الهادئ منهمكين في إنقاذ اتفاقية الشراكة عبر الهادئ، ونفت كندا تقارير عن التوصل لاتفاقية بين الاعضاء ال11 المتبقين للمضي قدما بدون الولايات المتحدة.

واسف نجيب رزاق، رئيس ماليزيا إحدى الدول الاعضاء في الاتفاق الذي بات يعرف “تي.بي.بي-11” للتغير الاوسع “للهجة” إزاء العولمة.

وقال على هامش المنتدى في قاعة مليئة بكبار مسؤولي الشركات “ارى صعودا لمعاداة العولمة، ارى صعودا (لدول) أكثر انغلاقا على نفسها … أمامنا الكثير من التفكير في قمة أبيك هذه”.

وقمة أبيك هي إحدى اكبر الاجتماعات السنوية الدبلوماسية ويلتقي فيها العشرات من قادة الدول وأكثر من 2000 من المدراء التنفيذيين.

تضم أبيك 21 اقتصادا في منطقة المحيط الهادئ تمثل ما يساوي 60 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي العالمي وتشمل 3 مليارات نسمة. وتدفع هذه المنظمة نحو تعزيز التبادل الحر منذ تأسيسها في 1989.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية