مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يحض الصين على التحرك بسرعة لحل مسألة كوريا الشمالية يانغ

الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ خلال مراسم استقبال في قصر الشعب ببكين في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

حض الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ الخميس في بكين على تشديد الضغط على نظام بيونغ يانغ مشددا على ان الوقت ينفد لتسوية الأزمة حول برنامج كوريا الشمالية النووي.

وفي اليوم الثاني لزيارته الى الصين ندد ترامب بالفائض التجاري الصيني “المثير للصدمة” لكنه لم يحمل بكين المسؤولية والقى اللوم في العجز التجاري الاميركي حيال الصين على أسلافه في البيت الابيض.

وبعدما رحب بتوقيع عقود “رائعة” و”خلق وظائف”، اشاد ترامب مطولا بعلاقاته الممتازة مع الرئيس الصيني لكنه اكد أن بإمكان الصين بذل المزيد من الجهود في تسوية الملف الكوري الشمالي. وشدد شي من جانبه على ضرورة البحث عن تسوية عبر الحوار والتفاوض.

وقال ترامب في هذه المحطة الثالثة من جولته الآسيوية الطويلة بعد اليابان وكوريا الجنوبية والتي ستقوده ايضا الى فيتنام والفيليبين، ان “الصين يمكنها حل هذه المشكلة بسرعة وبسهولة”.

وأضاف “الوقت يضغط، وعلينا التحرك بسرعة”.

– “نظام قاتل”-

دعا الرئيس الاميركي الصين لكن ايضا روسيا الى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة نظام كيم جونغ او الذي قام في مطلع ايلول/سبتمبر بتجربة نووية جديدة.

وقال “على العالم المتحضر أن يوحد صفوفه لمواجهة الخطر الكوري الشمالي”، داعيا “جميع الدول التي تتسم بحس المسؤولية” لوقف تمويل نظام بيونغ يانغ “القاتل” ووقف المبادلات التجارية معه.

ولم يوضح الرئيس الذي تدنت شعبيته في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية بعد عام فقط على انتخابه، سبل التوصل الى “حل” في شبه الجزيرة الكورية.

والصين التي تعتبر الشريك التجاري الأكبر وشبه الحصري لكوريا الشمالية، هي في موقع أساسي للضغط على نظام كيم جونغ أون الذي أجرى في مطلع ايلول/سبتمبر تجربة نووية جديدة.

وقال ترامب “آمل أن تتحرك الصين بصورة أسرع وأكثر فاعلية من أي طرف آخر حيال هذه المشكلة”، شاكرا نظيره الصيني على جهوده للحد من المبادلات التجارية مع كوريا الشمالية وقطع كل الروابط المصرفية معها.

أما شي الذي عزز موقعه خلال المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، فاكتفى بالتذكير بالتزام بلاده بقرارات مجلس الأمن الدولي.

وإن كانت بكين صوتت على العقوبات الأخيرة التي أقرتها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، فإن واشنطن تطلب منها المضي أبعد من ذلك وقطع شريان بيونغ يانغ الاقتصادي.

وردا على سؤال حول فاعلية العقوبات الدولية، أقر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون بان مثل هذا النوع من الاجراءات “يستغرق وقتا”.

لكنه اكد ان الولايات المتحدة لديها “مؤشرات واضحة” تدل على انها تترك اثرا على الاقتصاد الكوري الشمالي.

وشكلت كوريا الشمالية موضوع إحدى أولى التغريدات التي اخترق بها ترامب الحظر المفروض في الصين على تويتر وفيسبوك وغوغل، فكتب “لا تقللوا من شأننا. ولا تمتحنوننا”.

– استقبال حافل-

حول ضرورة تطوير العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، شدد ترامب من جانب اخر على انه لا يمكن تحميل بكين المسؤولية.

وقال ترامب “لدينا عجز تجاري هائل مع الصين، الأرقام مثيرة للصدمة”. لكنه اضاف “أنا لا ألوم الصين على هذا الأمر. في النهاية، من يمكنه أن يلوم بلدا على استغلاله بلدا آخر لما فيه مصلحة مواطنيه؟”

وتابع “انا الوم بالمقابل الادارات السابقة التي سمحت لهذا العجز التجاري الخارج عن السيطرة ان يحصل ويتعاظم”، مؤكدا أن بوسع القوتين بناء “مستقبل اقتصادي مشترك أكثر عدلا”.

ورغم عدم اعلانه عن طريقة اعادة التوازن الى المبادلات، رحب ترامب بتوقيع اتفاقات تجارية بقيمة اجمالية تصل الى اكثر من 250 مليار دولار وهو مبلغ يقارب فائض الصين مع الولايات المتحدة منذ مطلع السنة (223 مليار دولار).

وأعلنت مجموعة بوينغ لصناعة الطائرات ايضا عن توقيع اتفاق لشراء 300 طائرة.

وشكل توقيع هذه المجموعة من الاتفاقات التي تشمل قطاعات متنوعة ما بين الطاقة والسيارات والطيران والصناعات الغذائية والإلكترونيات، نقطة محورية في لقاء عقده الرئيسان في اليوم الثاني من زيارة ترامب للصين.

وأقر وزير الخارجية الاميركي انه “لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به”.

وبعد زيارة خاصة إلى “المدينة المحرمة” الأربعاء، أقيم حفل استقبال حافل صباح الخميس للرئيس الأميركية والسيدة الأولى ميلانيا عند مشارف ساحة تيان انمين في قلب بكين.

وكتب ترامب مساء الاربعاء في غريدة “شكرا على ما بعد الظهيرة والأمسية اللتين لا تنسيان”.

ويغادر ترامب بكين صباح الجمعة متوجها إلى فيتنام حيث سيعرض رؤيته ل،”منطقة الهند والمحيط الهادئ الحرة والمنفتحة” في خطاب ينتظر بترقب شديد.

واعلن مستشار الكرملين يوري اوشاكوف الخميس ان لقاء جديدا سيعقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره ترامب الجمعة في فيتنام على هامش قمة دول آسيا المحيط الهادئ “آبيك” لكن وزير الخارجية الاميركي أكد ان مثل هذا اللقاء لم يتقرر بعد.

إلا أن موقفه بالنسبة لسياسة الصين تجاه دول المنطقة هي التي تترقبها هذه البلدان التي لا تزال تحت وقع صدمة الانسحاب الأميركي من اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، في وقت تعتبر الولايات المتحدة وزنا مقابلا للنفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية