مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يصل إلى لاس فيغاس تزامنا مع استجواب صديقة منفذ اطلاق النار

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصل مع زوجته ميلانيا على متن طائرة "اير فورس" الى لاس فيغاس بعد هبوطها في مطار ماكارن الدولي في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2017 afp_tickers

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا الأربعاء الى لاس فيغاس للقاء الناجين من عملية اطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وقد هبطت طائرة “اير فورس وان” في مطار ماكارن الدولي في حين يحقق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) مع ماريلو دانلي، صديقة مرتكب مجزرة لاس فيغاس ستيفن بادوك عما قد تعرفه عن دوافع العملية التي أسفرت مساء الاحد عن مقتل 58 شخصا وإصابة أكثر من 500.

وقال ترامب قبيل مغادرته البيت الأبيض “نذهب للتعبير عن احترامنا ولرؤية الشرطة التي قامت بعمل رائع في وقت قصير”. وأضاف “إنه يوم حزين جدا بالنسبة إلي شخصيا”.

وعادت صديقة بادوك من الفيليبين إلى الولايات المتحدة في وقت متأخر الثلاثاء، حيث كان بانتظارها عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي.

وقال ترامب عن التحقيق “يكتشفون المزيد” مضيفا “سيتم الإعلان عن الأمور في الوقت المناسب”.

ورغم تصنيف مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) لصديقته ماريلو دانلي (62 عاما) على أنها “شخص مثير للاهتمام” بالنسبة للتحقيق، إلا أنه لم يتم توقيفها حيث لا يزال بإمكانها التنقل بحرية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وكانت دانلي في الفيليبين عندما فتح بادوك النار باستخدام بنادق متطورة من الطابق الـ32 من غرفته في فندق مطل على الحفل الموسيقي الذي استهدفه ليل الأحد حيث كان يحتشد 22 ألف شخص.

وتحقق السلطات في تقارير تفيد أن بادوك حول إليها 100 ألف دولار اثناء تواجدها في الفيليبين.

وأكدت الحكومة الاسترالية الثلاثاء أن دانلي مواطنة استرالية انتقلت منذ 20 عاما للعمل في لاس فيغاس.

ولا تزال السلطات غير قادرة على معرفة كيف تمكن المحاسب المتقاعد الثري والذي يعد من رواد الكازينوهات تجميع ترسانة واسعة من الأسلحة في غرفته في الفندق وشن هجومه.

وتشير السلطات إلى أن العملية بدت وكأنه خطط لها بدقة حيث وضع كاميرا على عدسة باب غرفته في الفندق واثنتين في الممر. وقال المسؤول في الشرطة جو لومباردو “أتوقع أنه كان يبحث عن أي شخص قد يكون أراد القبض عليه”.

وصرّح رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد بور الأربعاء أن اعتداء لاس فيغاس ليس “ارهابيا” على الأرجح.

وأفادت السلطات أن بادوك الذي لا سجل جنائيا لديه، حطم نوافذ غرفته في الفندق بعد الساعة العاشرة مساء بقليل ليتمكن من اطلاق النار على الحشد.

وأشار لومباردو إلى أن بادوك أطلق النار من باب غرفته حيث أصاب حارسا في ساقه.

ولكن عندما اقتحمت فرقة التدخل السريع الغرفة التي كان يقيم فيها منذ 28 ايلول/سبتمبر، وجدوه منتحرا.

– “مختل عقليا” –

وحتى الآن، لم يعثر المحققون على ما قد يفسر تصرفات بادوك إلا أنهم لا يزالون يحاولون تعقب كل دليل محتمل بشأن المسلح الذي وصفوه بـ”المختل عقليا”.

وبدأت تظهر قصص بطولية على غرار قصة بروس اور نائب قائد شرطة مدينة سيغون في تكساس، الذي كان يجلس في قسم الشخصيات المهمة في الحفل عندما بدأ إطلاق النار.

وحمى نفسه بين حافلتين قبل أن يقدم المساعدة لثلاثة أشخاص اصيبوا بالرصاص فوضعهم في سيارة مارة وأوصلهم إلى المستشفى.

وقال لوكالة فرانس برس “كانوا جميعا يبكون، وأنا كذلك”.

ويستذكر قائلا “كانوا يقولون +سوف نموت، سوف نموت+ وأتذكر أني قلت لهم +ليس الليلة (…) ستكونون على ما يرام+. لقد كنت مؤمنا بذلك”.

وبينما رفض البيت الأبيض الدعوات لإعادة فتح النقاش في الولايات المتحدة المرتبط بتقنين حمل السلاح، وضع الكونغرس جانبا خطة مثيرة للجدل لتسهيل شراء كاتمات صوت للأسلحة النارية وجعل تصنيف أنواع معينة من الذخيرة على أنها “قادرة على اختراق الدروع” أكثر صعوبة.

– “مجنون على بعد بابين” –

وبحسب شقيقه، كان بادوك من هواة القمار في حين أن والدهما كان من أكبر الفارين المطلوبين لدى “اف بي آي” في الستينات بعدما قام بعمليات سطو على مصارف.

ولكن عدا ذلك، أكد اريك بادوك أن حياة شقيقه سارت بشكل طبيعي.

وقال “كان يحب لعب +البوكر+ عبر الفيديو ويذهب في رحلات بحرية ويرسل الحلوى إلى والدته (…) نشعر بالضياع”.

وأعرب جيران بادوك في ميسكيت بولاية نيفادا على بعد 130 كلم شمال شرق لاس فيغاس عن صدمتهم من اكتشاف أن قاتلا كان يعيش بينهم.

وقال رود سوينينغسون “هذا مكان صغير وهادئ للغاية. لقد صعقني الخبر”. وأضاف “لم نفكر قط بإيصاد الأبواب. لم نكن نعلم أننا نعيش على بعد بابين من شخص مجنون”.

واعتداء لاس فيغاس هو عملية إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، حيث تجاوز عدد القتلى ذاك الذي أوقعه اعتداء استهدف ملهى ليليا في فلوريدا في حزيران/يونيو عام 2016.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية