مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يهدد بوقف تمويل الدول التي تدين قراره حول القدس في الامم المتحدة

الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال اجتماعه بفريقه الحكومي في البيت الابيض في العشرين من كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء تحذيرا شديد اللهجة الى الدول التي يفترض ان تصوت في الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، متوعدا بوقف التمويل الاميركي لها.

وقالت ترامب في البيت الابيض “اننا نراقب هذا التصويت”، منددا ب”كل تلك الدول التي تأخذ مالنا ثم تصوت ضدنا في مجلس الامن”.

وكانت واشنطن استخدمت الاثنين في مجلس الامن الدولي حق النقض (الفيتو) ضد ادانة القرار الذي اتخذه ترامب في السادس من كانون الاول/ديسمبر واثار استياء دوليا وغضبا في العالمين العربي والاسلامي. لكن ذلك لم يجنبها فشلا دبلوماسيا تجلى في تأييد سائر اعضاء مجلس الامن ال14 للادانة بمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيون.

ومن المقرر ان تصوت الجمعية العامة التي تضم 193 دولة عضوا على قرار مماثل الخميس اعتبارا من الساعة 15,00 ت غ. لكن قرارات الجمعية ليس لها طابع ملزم وليس من حق اي من اعضائها اللجوء الى الفيتو.

ويأمل العديد من السفراء الذين تحدثت اليهم وكالة فرانس برس بنتيجة كبيرة تراوح بين 165 و190 صوتا مؤيدا. وقال احدهم رافضا كشف هويته “اذا كانت النتيجة 130 فهذا سيء”.

والاثنين، اعتبرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان تصويت مجلس الامن هو بمثابة “اهانة لن ننساها”.

واتخذت الثلاثاء موقفا اكثر تشددا حيال التصويت المرتقب في الجمعية العامة، وكتبت في رسائل لاعضاء الامم المتحدة ان “الرئيس (دونالد ترامب) سيراقب من كثب هذا التصويت وقد طلب ان ابلغه باسماء الدول التي ستصوت ضدنا”.

وفي الوقت نفسه غردت هايلي عبر تويتر “في الامم المتحدة، يطلبون منا دائما ان نبذل جهدا اكبر وان نعطي اكثر” و”نحن لا نتوقع ان يستهدفنا من نقوم بمساعدتهم” مؤكدة ان “الولايات المتحدة ستسجل اسماء” من سيصوتون ضدها.

– امتعاض –

لكن هذه المواقف الاميركية اثارت امتعاض عدد من الدبلوماسيين في الامم المتحدة.

وقال سفير دول اسيوية لم يشأ كشف هويته لفرانس برس “لا تسير الامور بهذا النحو، نحن نصوت على مبادىء”.

وعلق نظير له من اميركا اللاتينية “لا يمكننا ان نتخذ موقفا ثابتا طوال اعوام ثم نغيره فجأة”.

واعتبر سفير ثالث من اوروبا انه عبر هذه الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة فان “نحو عشرة بلدان قد تمتنع وتقرر عدم التصويت”.

والاربعاء، ندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي سيحضر التصويت في الجمعية العامة بما اعتبره “تهديدات” و”عمليات ترهيب” تمارسها واشنطن.

بدوره، قال نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو “العالم تغير. ان منطق +انا قوي اذن انا على حق+ تغير. ان العالم يتمرد على الظلم. ان اي دولة لها كرامتها وتحترم نفسها لن ترضخ لهذا النوع من الضغوط”.

وتركيا حليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي.

ويشدد القرار الذي ستصوت عليه الجمعية العامة وطرحه اليمن وتركيا على ان اي قرار حول وضع القدس “لا قوة قانونية له ويعتبر باطلا وينبغي رفضه”، مذكرا بكل القرارات التي تبنتها الامم المتحدة ضد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ومؤكدا وجوب ان يحدد وضع القدس في اطار اتفاق سلام نهائي بين اسرائيل والفلسطينيين.

ولاحظ دبلوماسي انه عبر عمليتي تصويت في مجلس الامن والجمعية العامة، يحاول الفلسطينيون التأثير في اي خطة سلام مقبلة رغم ان صدقية الولايات المتحدة كوسيط محايد في هذه العملية تأثرت الى حد بعيد.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ويشكل وضع القدس احدى اكبر القضايا الشائكة في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية