مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تتوعد الاكراد السوريين بمزيد من الغارات وواشنطن قلقة

دبابة تركية في طريقها الى سوريا، عند بلدة كركميش الحدودية في 27 آب/اغسطس 2016 afp_tickers

اكدت تركيا الاثنين انها ستواصل استهداف المقاتلين الاكراد في شمال سوريا طالما انهم لم ينسحبوا الى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية الى شمال سوريا، فيما قالت واشنطن ان المعارك بين الطرفين “غير مقبولة”.

وواصلت القوات التركية عمليتها داخل سوريا التي تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ووحدات حماية الشعب الكردي وقصفت عشرات الاهداف.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في بيان الاثنين ان الهجوم سيتواصل حتى “ينتهي تهديد داعش ووحدات حماية الشعب التركي وحزب العمال الكردستاني”.

كما اكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش الاثنين ان احد ابرز اهداف عملية “درع الفرات” التي اطلقتها تركيا الاسبوع الماضي في شمال سوريا هو منع اقامة ممر كردي ممتد من العراق الى شواطئ البحر المتوسط.

وقال كورتلموش كما نقلت عنه شبكة “أن تي في” التركية، ان “هدف العملية هو تطهير المنطقة من جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من اقامة ممر متصل”.

واضاف “اذا حدث ذلك فانه يعني ان سوريا اصبحت مقسومة”.

واشار الى انه تم ابلاغ جميع الاطراف بالعملية التي بدأتها تركيا في سوريا الاربعاء بما في ذلك نظام الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود لانقرة.

وقال “تم ابلاغ جميع الاطراف المعنية (..) بما فيها الادارة السورية التي تم اطلاعها من خلال روسيا. نحن متاكدون من ذلك”.

واعلن الجيش التركي في بيان انه اطلق النار 61 مرة على مواقع في شمال سوريا خلال الساعات ال24 الماضية. الا انه لم يحدد الجهة المستهدفة.

واعلن مسؤول عسكري اميركي ان القوات الكردية في شمال سوريا انسحبت “بالكامل” الى شرق الفرات، في خطوة تامل واشنطن بان تخفض وتيرة النزاع بين تلك القوات التي تدعمها وحليفتها تركيا.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لوكالة فرانس برس حول العمليات الجارية، ان عملية الانسحاب التي تعد مطلبا رئيسيا لانقرة، تمت تقريبا خلال يوم الاحد. واضاف ان “جميع قوات وحدات حماية الشعب الكردي اصبحت شرق الفرات”، الا انه اقر ان بعض الاكراد ربما لا زالوا غرب النهر، ولكنه قال انهم ليسوا جزءا من وحدات حماية الشعب الكردي.

ويعد ضرب هذه الوحدات امرا حساسا للغاية نظرا لانها حليفة الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وقالت انقرة انها قتلت 25 كرديا “ارهابيا” في ضربات استهدفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي الاحد، بعد يوم من مقتل جندي تركي في هجوم صاروخي اتهمت تلك الوحدات بشنه.

واعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان واشنطن تتابع الانباء عن “اشتباكات جنوب جرابلس (شمال)، وحيث تنظيم الدولة الاسلامية لم يعد متواجدا، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديموقراطية”.

وافادت وزارة الدفاع “نريد ان نوضح اننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد”.

واكدت ان “لا ضلوع للولايات المتحدة” في الاشتباكات كما “لم يتم التنسيق مع القوات الاميركية في شأنها، ونحن لا ندعمها”، داعية الاطراف المعنية “الى وقف كافة الاعمال المسلحة في هذه المنطقة (…) وفتح قنوات تواصل في ما بينها”.

– تطهير عرقي –

تخشى تركيا من ان يؤدي إنشاء منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في سوريا الى تقوية المسلحين الاكراد في جنوب شرق البلاد.

وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اعلن الاربعاء الماضي في انقرة ان واشنطن ابلغت بوضوح الوحدات الكردية بالتراجع شرقا الى ما وراء نهر الفرات وانها “لن تحظى تحت اي ظرف كان بدعم الولايات المتحدة في حال لم تحترم تعهداتها”.

الا ان انقرة قالت انها لم تر دليلا على ذلك.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو في مؤتمر صحافي ان وحدات حماية الشعب الكردي “وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم انفسهم، يجب ان ينتقلوا الى شرق الفرات في اسرع وقت ممكن وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفا”.

وقال المجلس العسكري لجرابلس والتابع لقوات سوريا الديموقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردي، ان قواته انسحبت الى جنوب نهر ساجور على بعد 20 كلم جنوب جرابلس “لحماية حياة المدنيين”.

ويلبي ذلك المطالب التركية، الا ان القوات التابعة لقوات سوريا الديموقراطية لا تزال في مدينة منبج وشمالها غرب الفرات.

واتهم تشاوش اوغلو المقاتلين الاكراد في وحدات حماية الشعب الكردي بالقيام بـ”تطهير اتني” في سوريا. وقال “في الاماكن التي تحل فيها ترغم وحدات حماية الشعب الكردي الجميع على النزوح بمن فيهم الاكراد الذين لا يفكرون مثلها، وتقوم بتطهير اتني”.

واضاف ان المنطقة المحيطة بمدينة منبج غرب الفرات والتي استولت عليها الوحدات الكردية المقاتلة في الاونة الاخيرة من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية، تضم غالبية عربية.

وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردي بانها منبثقة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داميا في الاراضي التركية منذ ثلاثة عقود.

-اصابات في كيليس التركية-

الاثنين قصفت طائرات عسكرية تركية مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بحسب وكالة الاناضول.

وقالت الوكالة ان طائرات تركية “دمرت بين الساعة 9،30 و10،55 ت غ مواقع للمنظمة الارهابية الانفصالية” الكردية في منطقة غارا في شمال العراق فيما تواصل تركيا عملياتها العسكرية في شمال سوريا مستهدفة المتمردين الاكراد في هذا البلد ومسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.

واضافت الوكالة ان الغارات نفذت قرب جبال قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني في العراق.

والاثنين اصيب خمسة اشخاص على الاقل في بلدة كيليس التركية عندما اطلقت صواريخ عبر الحدود من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب ما افاد تلفزيون “ان تي في”. ورد الجيش على النيران.

ورحب وزير الخارجية التركي ايضا بنجاح العملية الخاطفة في بلدة جرابلس التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من انقرة اعتبارا من الاربعاء الماضي. وقال ان “هدف هذه العملية هو تطهير المنطقة من تنظيم داعش الارهابي”.

ولم تواجه القوات المدعومة من تركيا مقاومة شديدة عندما سيطرت على مدينة جرابلس الاسبوع الماضي بعد ايام من هجوم انتحاري قتل فيه 55 شخصا في جنوب شرق تركيا.

وينشر الجيش التركي حاليا حوالى 50 دبابة ومئات الجنود على الاراضي السورية في اطار هذا الهجوم الذي قتل فيه السبت اول جندي تركي.

وذكرت وكالة الانباء السورية سانا ان وزارة الخارجية بعثت رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن احتجاجا على العملية العسكرية التركية.

وقالت الوزارة في بيانها ان “الخروقات والاعتداءات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية هي اعتداءات وجرائم مدانة بكل المعايير الأخلاقية والقانونية وتشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية”، بحسب الوكالة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية